يوم الأرض !!بقلم:سوسن نجيب عبد الحليم

يوم الأرض !! سوسن نجيب عبد الحليم وانطوت خمس وثلاثين سنه على انتفاضة فلسطينيو ال48 اليتيمه !! ومنذ تلك الإنتفاضة ونحن نحيي تلك الذكرى في كل عام . ففي بدايتها كانت الذكرى تشعل جذوة الإنتفاضة والمقاومة للإحتلال . ولكن مع مرور السنين تحولت تلك الذكرى الى احتفالات واطلاق شعارات وكالعادة التغني بالأمجاد الماضية , تماماً هذا طبع العرب حيث الجولان السوري يقبع تحت الإحتلال منذ أكثر من أربعين عاماً وكل ست شهور تجدد الهدنة بالأمم المتحدة تلقائياً ودونما يأتي ذكرها في الأخبار حتى !!! . فهل اكتفينا بالردح واللطم والخطب والأغاني؟ أم أن هنالك أساليب أخرى لإثبات أن الشعب ما زال حياً وأنه يرفض وجود الإحتلال ولا يتعايش معه ؟ !! . إن كان إستشهاد أربعة عشر شهيدا من فلسطينيي الداخل ألهب مشاعر الفلسطينيين في شتى انحاء العالم , فلماذا لا تلهب مشاعرهم آلاف الشهداء والدماء التي سالت على أرض فلسطين منذ احتلال عام 67 ولغاية اليوم ؟ . إن المطلوب من الشعب الفلسطيني ومن ورائه الشعب العربي وقفه جاده عملية على سبيل مقاومة الإحتلال لدحره ,أم الإكتفاء بالمهرجانات فالمهرجانات منذ ستون عاما لم تحرر انشاً واحداً من أرض فلسطين المحتلة . وما القدس ببعيدة عن أيامنا هذه , فالكل يرى على شاشات التلفزه كيف يقوم العدو الإسرائيلي بالهدم الممنهج لبيوت الفلسطينيين وبناء بيوت المستعمرين المستوطنين على أنقاض بيوت أهلنا بالقدس الشريف وكيف أحاطو المسجد الأقصى بكنسهم ومستوطنيهم . صحيح أن الفلسطينيين والعرب أزعجوا وتململوا من تلك المناظر , ولكن مسيرة الهدم والتهويد ماضية بلا مزعزع . تنفس البعض منا الصعداء قليلا عندما قرر العرب في قمة سرت منح القدس 500 مليون دولار وهذا المبلغ هو بعض مما في جيب متبرع صهيوني لبناء المستوطنات في القدس . وعلى أي حال مهما كان المبلغ ضئيلاً هل سيصل على ضئالته الى القدس ؟ أم سيكون مصيره كالمليارات التي أتخذت القرارات فيها سابقا لدعم الشعب الفلسطيني وصموده ولم نرى منها إلا النزر اليسير !! أنا لا أدعو الى عدم إحياء هذه الذكرى وإنما أدعو الى عدم الإكتفاء بتلك المهرجانات وان يستفيق كل محتفل على حقيقة أن الأرض الفلسطينية تستحق أن يتذكرها الجميع في كل يوم بل وكل ساعه لا في يوم معين من كل سنه . على أي حال وضعنا قد جسد أغنية المطربة فيروز زوروني بالسنه مره .. حرام تنسوني بالمره