المحتوى الرئيسى

اهتمامات الشعوب

03/30 14:50

حسن المستكاوي لم أقل أبدا أن المصريين فرحوا لهزيمة المنتخب أمام جنوب أفريقيا، ولا أتصور أبدا أن «يشمت مواطن واحد» فى منتخب بلاده. ولكن بعد الثورة، أصبح الرأى العام مهتما بالسياسة، وكان خروج الملايين يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية يمثل رأيا قاطعا فى الذين قالوا إن الشعب المصرى لا يفهم فى السياسة ولا يحبها ولا تصلح معه الديمقراطية.. وكان يوم الاستفتاء شهادة نجاح وتأييد للثورة. ورأيا فى النظام السابق كله، ورفضا كاملا له، لحرمان الشعب من الحرية، ومن وطنه الذى امتلكه أخيرا.. كل هذا جعلنى مثل ملايين المصريين، عندى أولويات، والأول منها هو المستقبل السياسى للبلد. فما كنا فيه، لم يكن حقيقيا ولا صحيحا ولا صحيا، وعندما تكون الشعوب فى حالة صحية جيدة، فإنها تهتم بالسياسة والرياضة والفن والموسيقى والأدب، وتحظى المواهب والكفاءات فى شتى المجالات بالتقدير المادى والأدبى. ما زلت أحب كرة القدم، وأعشق الرياضة، وأراها نشاطا رياضيا إنسانيا جميلا. وما زلت أتمنى أن ينجح المنتخب فى البطولات والمباريات المقبلة. وأن تنتصر فرقنا. إلا أن ما حدث يوم الخسارة أمام جنوب أفريقيا فى الشارع المصرى كان طبيعيا. خصوصا فى الوقت الحالى الذى تتشكل فيه الحياة السياسية المصرية.. باختصار لم يعد الفريق وطنا للمصريين، ولم يعد الأهلى والزمالك أكبر حزبين فى مصر، وذلك بعد أن عادت مصر لأهلها وشعبها. صحح بعض القراء معلومة، بشأن جون أوبى ميكيل، لاعب وسط تشيلسى، فهو لم يلعب بالفعل فى ريال مدريد من قبل، ولكن الحالة التى ذكرتها تنطبق عليه، وكانت محل نقد. والصحيح أن أستاذ تلك المدرسة فى لاعبى الوسط الذى هاجمه رئيس ريال مدريد السابق هو، جان كلود ماكيليلى، الفرنسى، لاعب الريال وتشيلسى السابق واللاعب الحالى فى باريس سان جيرمان.. شكرا على التصحيح. يوم مباراة، جنوب أفريقيا جلس مجموعة من النقاد الرياضيين فى حجرة يشاهدون المباراة، وفى الدقيقة 92 قطع الإرسال، وخرج النقاد من الحجرة إلى منازلهم وتم إبلاغهم تليفونيا أن جنوب أفريقيا أحرزت هدفا فى الدقيقة 93، فكتب كل منهم مقاله الطويل وفى نهايتة، أن جنوب أفريقيا فازت بهدف، وفى صباح اليوم التالى تم إخطارهم أنه حدث خطأ فى المعلومة، لأن المنتخب المصرى هو الذى أحرز الهدف فى الدقيقة الـ 93، والسؤال هو: هل سيغير الناقد فى آخر سطر فى المقال أم سيغير المقال كله ليكون شحاتة كان واعيا، وله نظرة ثاقبة وخبرة المصريين حسمت المباراة مع أنها نفس المباراة ونفس المدربين ونفس اللاعبين ونفس الأحداث لمدة 92 دقيقة.. أريد رأيك بصراحة؟ السؤال من أشرف البدرى، والإجابة أن ذلك صعب جدا، لأن وسائل الاتصال لا يمكن أن تحرم نقادا من معرفة النتيجة.. لكن بصراحة بعضهم سوف يغير المقال، ويكتب مشيدا بعبقرية شحاتة، وبتغييراته الرائعة.. وهذا حدث أحيانا حين يكون التقييم بالنتيجة وليس بالأداء.. «ومن فضلك بلاش أسئلة صعبة بعد كده؟!» * نقلاً عن "الشروق" المصرية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل