المحتوى الرئيسى

شكراً برنامج الشمال للتنمية

03/30 07:49

محمد بن ناصر الجديد محاولة التغريد خارج السرب مهمة ليست باليسيرة يقوم بها المبدعون فقط من طيور السرب، وتكمن صعوبة مهمة التحليق خارج السرب في كونها تحمل في طياتها العديد من الإيجابيات والسلبيات. إيجابياً، هي محاولة لإيجاد زاوية تحليق جديدة قد يتسع معها حجم السرب وتتضاعف قيمته. وسلبياً، هي محاولة لإيجاد زاوية تحليق جديدة قد يتقلص معها حجم السرب وتتضاءل قيمته. لم أشاهد هذا الطائر المبدع في الطائرة الخاصة التي أقلتني أمس الأول من مدينة أكسفورد الإنجليزية إلى العاصمة الحبيبة الرياض مع 44 من كبار القادة والتنفيذيين السعوديين في القطاعين العام والخاص في المملكة بعد مشاركتنا في برنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة في دورته الرابعة 2011، لكن ما شاهدته هو برنامج تنموي وطني حلّق إيجابياً بعيداً عن طبيعة البرامج التنموية القائمة في المملكة في إعداد قادة تنمويين لتأهيلهم للمشاركة في نمو الاقتصاد السعودي واستدامته. يدعوني ما شاهدته في هذا البرنامج التنموي وما عاصرته من حوار تنموي فكري، ليس إلى تسجيل شهادة شكر وتقدير لبرنامج الشمال للتنمية لدعمه المالي الكامل لبرنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة فحسب، إنما إلى شحذ همم المؤسسات التنموية السعودية الأخرى في إطلاق برامج تنموية مشابهة في إعداد الكفاءات القيادية التنموية. قضينا في مركز تدريب التنفيذيين في جامعة أكسفورد العريقة ثلاثة أسابيع بين 6 و26 آذار (مارس) لمناقشة وتبادل وجهات النظر حول التحديات التنموية الراهنة التي تواجه المملكة بوجه خاص، والمنطقة والعالم بوجه عام، والآليات المثلى لمواجهة هذه التحديات واستثمارها الاستثمار الأمثل. من أهم الموضوعات التي طرحت للنقاش كيفية صياغة الاستراتيجيات التنموية في المملكة، وآلية الاستثمار الأمثل للموارد البشرية الوطنية، وتحليل أهم الملفات التنموية والاقتصادية والاجتماعية القائمة في المملكة، وإعادة مراجعة أولويات هذه الملفات، مع تقديم تصورات أولية عن أفضل الحلول والوسائل لمعالجتها، وصناعة السياسات التنموية والاقتصادية وبرامج التغيير والإصلاح التنموي والبرامج الموازية لمواجهة التحديات التنموية المتجددة. من أهم ما خرجنا به بعد هذه الأسابيع الثلاثة الترابط المهني بين المشاركين، ومجموعة من المبادرات التنموية المختلفة التي سيعمل جميعنا على بلورتها إلى برامج تنموية خلال الشهرين المقبلين قبيل العودة مرة أخرى لإطلاق البرامج المجدية تنموياً نهاية أيار (مايو) المقبل، بعون الله تعالى. تباينت هذه المبادرات التنموية بين الاقتصاد الصناعي، وقطاعات التعليم، وقطاع الصناعات التحويلية، وسوق العمل، وقطاع مؤسسات الأعمال المتوسطة والصغيرة. يقودنا النقاش في محاور برنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة إلى العودة لصفحات تاريخ البرنامج وبرنامجه الأم، برنامج الشمال للتنمية، للتعرف بشكل مختصر على طبيعة برنامج الشمال للتنمية وأهم البرامج والمبادرات التي تم إطلاقها منذ نشأته في 2006 حتى اليوم. توضح رؤية برنامج الشمال للتنمية الهدف الرئيس من إنشائه, حيث تنص الرؤية على ''بناء قاعدة متنوعة من الشراكات التنموية''. يتضح من ذلك أن البرنامج يهدف إلى المساهمة في رفع تنافسية الموارد البشرية لتطوير الأداء وتعزيز قيمها المهنية والاحترافية والقيادة والإدارة والمشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية من خلال الاستثمار في أدوات الاقتصاد المعرفي والبحوث والتطوير وكراسي البحوث في الجامعات والمبادرات التعليمية والتأهيل والتدريب وتطوير تطبيقات روح المبادرة وتشجيع الأعمال الصغيرة. دخل برنامج الشمال للتنمية في أوائل 2007 في شراكة طويلة الأمد مع جامعة أكسفورد التي قدمت بدورها المبادرة الأولى في هذه العلاقة لتنفيذ برنامجها المرموق، ''برنامج أكسفورد للإدارة المتقدمة''، المصمم خصيصا لتلبية احتياجات كبار التنفيذيين وقادة الأعمال وأصحاب المشاريع ومسؤولي القطاع الحكومي والخاص في المملكة. تمكن البرنامج من تنفيذ مجموعة من الشراكات التنموية المحلية والدولية المختلفة. من ضمن هذه الشراكات الشراكة مع جامعة أكسفورد البريطانية، وجامعة ماساشوسيتس الأمريكية، وجامعة إم أي تي الأمريكية، وجامعة حائل السعودية، ومعهد إدارة الأزمات في لندن، ومؤسسة روكفلر في نيويورك. تمكن البرنامج كذلك من إطلاق مجموعة من البرامج التنموية المختلفة. من ضمن هذه البرامج برنامج بحوث الطاقة وبرنامج تطوير التعليم العام، وبرنامج بحوث الكشف المبكر عن الأورام، وبرنامج دعم أبحاث الشباب، وبرنامج بحوث الأوقاف الصغيرة، وبرنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة. بدأ برنامج السعودية أكسفورد في أواخر عام 2007 من خلال مبادرة أطلقها مركز التنافسية الوطني التابع للهيئة العامة للاستثمار وبرنامج الشمال للتنمية، حيث تم تطوير برنامج السعودية أكسفورد من قبل جامعة أكسفورد ليصبح برنامجاً خاصاً للقادة من القطاعين العام والخاص لمدة خمس سنوات، وذلك أوائل عام 2008، عندما تحوّر الاسم إلى برنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة. يهدف برنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة إلى إحداث نقلة معرفية في التفكير الاستراتيجي من خلال أسلوب تعليمي فريد للتعرف على أهم التحديات والفرص التي تواجه العملية التنموية السعودية والارتقاء بمهارات القادة وكبار التنفيذيين السعوديين بجعلها أكثر فاعلية وقدرة على المنافسة مع الاقتصادات العالمية الأخرى. عدنا والعود أحمد إلى عاصمتنا الحبيبة الرياض والقلب مسرور بما شارك فيه من مبادرة وطنية تنموية شاملة متمثلة في برنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة، والنفس مملوءة بالتفاؤل ببلورة المبادرات التنموية التي ظهرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى برامج تنموية تعم بنفعها جميع أفرع الاقتصاد السعودي. يدعوني ما شاهدته في هذا البرنامج التنموي وما عاصرته من حوار تنموي فكري، إلى شكر برنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة على مساهمته التنموية الفريدة، وإلى شكر برنامج الشمال للتنمية على دعمه المالي الكامل لتنفيذ برنامج السعودية أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة والبرامج التنموية الأخرى، وإلى الهيئة العامة للاستثمار على دورها التنسيقي الفاعل، وإلى كل من أسهم في إنجاح البرنامج وإيصاله إلى هذا المستوى التنموي الشمولي المرموق على مستوى المملكة. وتسجيل شهادة الشكر والتقدير هذه ما هو إلا مبادرة متواضعة لتشجيع المؤسسات التنموية السعودية الأخرى على إطلاق برامج تنموية مشابهة في إعداد الكفاءات القيادية التنموية للمساهمة بفاعلية في نمو الاقتصاد السعودي واستدامته. *نقلا عن صحيفة الاقتصادية السعودية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل