المحتوى الرئيسى

جمال الشرقاوي‮ ‬يحاور وزير زراعة حكومة الثورة‮:‬ أراضي الخريجين‮.. ‬لمن؟‮.. ‬وكيف؟

03/29 22:50

‮> ‬أيمن فريد أبوحديد سألت الدكتور أيمن فريد أبوحديدة‮: ‬عتزمون‮ ‬توزيع ‮٠٠٥٧ ‬فدان علي الخريجين،‮ ‬هل سيحدث ذلك فعلا،‮ ‬وأين مواقع هذه الأراضي‮.. ‬وهل تتوافر مياه ريها؟‮.. ‬أكد الوزير الأمر،‮ ‬وقال إنها توجد في الفيوم وبني سويف ودرب الأربعين‮.. ‬ومتوافر لها مياه من ترع،‮ ‬أو آبار‮.‬سألته‮: ‬علي من من الخريجين ستوزعونها؟رد بأدبه الجم،‮ ‬وتواضعه البليغ‮: ‬كيف تري أنت من واقع خبرتك‮.. ‬قلت‮: ‬عاصرت ثلاث تجارب لتوزيع أراض علي الخريجين‮.. ‬الأولي‮.. ‬الخريجون الأوائل،‮ ‬وكانوا مهندسين زراعيين يعملون فعلا في وزارة الزراعة،‮ ‬خيروا بين الاستمرار في الوظيفة أو الحصول علي قطعة أرض وترك الوظيفة،‮ ‬فاختاروا الأرض‮. ‬فمنحتهم الوزارة مساحة في جنوب مديرية التحرير،‮ ‬وقسمتها لكل خريج ‮٦ ‬فدادين،‮ ‬علي أن تضمهم جميعا جمعية تعاونية،‮ ‬كانت الأرض براري،‮ ‬غير مستوية،‮ ‬تسرح فيها العقارب والثعابين،‮ ‬سووها،‮ ‬وجهزوها للاستصلاح والزراعة،‮ ‬ولأنهم زراعيون،‮ ‬وبرغم مشاكل في مياه الترعة،‮ ‬ومحطات الضخ والكهرباء المتهالكة‮.. ‬فقد حقق هؤلاء الخريجون،‮ ‬مع الزمن أفضل نتيجة بالمقارنة بأي تجارب أخري،‮ ‬ثم جاءت الموجة الأخري من الخريجين الذين وزعت عليهم أراض في بنجر‮ »‬السكر‮« ‬حتي‮ »‬الحمام‮« ‬وهؤلاء كانوا أي خريجين والقليل جدا منهم كانوا زراعيين،‮ ‬هؤلاء،‮ ‬وغيرهم في مناطق أخري،‮ ‬لم ينجحوا في‮ ‬غالبيتهم الساحقة،‮ ‬اللهم في فترة قصيرة جدا،‮ ‬عندما جاء لرئاسة جهاز المشروع مهندس يحب الشباب اسمه حسني كريم،‮ ‬سرعان ما عصف به لنجاحه،‮ ‬وحل محله آخر،‮ ‬قدم للمحاكمة،‮ ‬معظم هؤلاء هجروا الأرض،‮ ‬إما بالبيع،‮ ‬أو التأجير للغير،‮ ‬وأخذ الرئيس السابق يردد في خطبه أن الخريجين فشلوا في الأراضي الجديدة،‮ ‬لذلك سنعطي هذه الأراضي لرجال الأعمال لانهم الأقدر حاليا،‮ ‬وهم يشغلون الخريجين عندهم،‮ ‬وهكذا ذهبت لرجال الأعمال أراضي توشكي وشرق العوينات ودرب الأربعين وسيناء‮.‬أما التجربة الثالثة التي ابتكرها أمين أباظة،‮ ‬فهي توزيع‮  ‬الأراضي المخصصة للخريجين علي نواب الحزب الوطني،‮ ‬والقليل علي الاخوان والمعارضة،‮ ‬ليوزعوها هم بمعرفتهم علي الخريجين‮.. ‬تماما مثلما فعل زميله حاتم الجبلي في قرارات العلاج علي نفقة الدولة‮. ‬ومثلما حدث في الأخيرة،‮ ‬من تلاعبات‮.. ‬لا يعرف مصير أراضي الخريجين‮.. ‬وهي قضية موضع تحقيقات النيابة الآن‮.‬لذلك،‮ ‬قلت للدكتور أيمن أنه لابد‮  ‬ان توزع الأراضي الجديدة علي خريجي كليات الزراعة والمدارس الزراعية المتعلمين،‮ ‬قال الوزير إنه فعلا قدم مذكرة لمجلس الوزراء بنفس الاختيار،‮ ‬رجوته ان يراعي ايضا تكامل التخصصات الزراعية،‮ ‬فيكون منها تخصصات‮: ‬الأراضي والمياه،‮ ‬المحاصيل،‮ ‬مكافحة الحشائش والآفات،‮ ‬الهندسة الزراعية،‮ ‬الصناعات الغذائية،‮ ‬والانتاج الحيواني والداجني‮.. ‬والاقتصاد الزراعي‮.‬سألت الوزير‮: ‬وماذا عن المساكن ومرافق الخدمات،‮ ‬خاصة في المناطق النائية،‮ ‬قال سنحاول ان يكون الخريجون من مناطق قريبة من الأراضي،‮ ‬والآخرون سنبني لهم مساكن،‮ ‬رجوته ألا تكون كتلك القبيحة التي بنيت في المناطق‮  ‬القديمة واتفقنا‮ - ‬لضيق وقته‮- ‬أن اكتب له عن كيف توزع الأراضي وكيف تدار وهآنذا أفعل‮..‬لا قطع فردية‮.. ‬وإنما مجمعاتأظن أننا لسنا مضطرين لنفس الأساليب‮ ‬البدائية‮: ‬لكل خريج خمسة أو ستة أفدنة،‮ ‬يزرعها بطريقته،‮ ‬وبما يريد،‮ ‬هذه الأساليب التي تكرس الملكية الصغيرة،‮ ‬وتعوق الاستفادة منها الامكانيات المتواضعة للخريجين‮.‬اعتقد أنه من الأفضل أن تقسم إل ‮٠٠٥٧ ‬فدان،‮ ‬إلي مجموعة من المزارع الكبيرة‮: ٠٥٢ ‬فدانا أو ‮٠٠٣ ‬فدان،‮ ‬لكل خريج خمسة أو ستة أفدنة،‮ ‬لكن تكون هذه الأنصبة في إطار المزرعة الكبيرة،‮ ‬وتتكون للمزرعة شركة تعاونية،‮ ‬جمعيتها العمومية هم مجموع الخريجين الملاك،‮ ‬وتكون ملكية الأرض في صورة أسهم،‮ ‬كل فدان بأربعة أسهم،‮ ‬مثلا،‮ ‬وإذا أراد مالك أن يبيع نصيبه أو جزءا منه‮.. ‬يبيع ما يعادله من أسهم،‮ ‬ولا يبيع الأرض نفسها،‮ ‬حتي لا يحدث التفتت،‮ ‬وتفقد المزرعة الكبيرة قيمتها‮.‬نفترض من هذه الطريقة أن تتم زراعة وري وحصاد هذه الأراضي بالأساليب العلمية الحديثة،‮ ‬لنعظم الاستفادة من الأرض،‮ ‬وتعود علي الوطن،‮ ‬وملاكها بأفضل عائد‮.‬وطبعا،‮ ‬لن تقف الوزارة متفرجة،‮ ‬كما كان يحدث،‮ ‬وإنما سيحظي الخريجون ومزارعهم بالرعاية اللازمة‮: ‬جهاز فني يشير ويوجه ويحل المشاكل،‮ ‬وحدة لمركز البحوث الزراعية أو مركز بحوث الصحراء،‮ ‬محطة ميكنة زراعية،‮ ‬ونظام للتمويل،‮ ‬بنك الائتمان الزراعي مثلا،‮ ‬ولدراسات الجدوي‮.‬مع تمنياتي بتجارب ناجحة،‮ ‬تساهم في تحديث الزراعة وزيادة الغذاء‮.. ‬وكفانا فشلا‮ ‬وخسائر استمرا أكثر مما نحتمل‮ .‬ ‮> ‬أيمن فريد أبوحديد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل