نهار
أكثر من أسبوع حتي الآن، طرقت أمه كل الأبواب، لكن لا أحد يجيب، ولا أحد يعرف أين ذهب مروان؟! لم يفعل الصغير شيئا سوي أن هتف في شوارع دمشق: »بلادي«.. فاعتقلته السلطات!!ومروان ابن الشاعر ممدوح عدوان.. رحل ممدوح قبل سنوات لكنه ترك لابنائه ميراثا من الغضب والحق والخير والجمال.. مئات القصائد والمسرحيات ودراسة عميقة عن تاريخ التعذيب وحيونة الإنسان في عصر الطغاة.. كيف أجهزوا علي عذوبتنا، وأنتقصوا من إنسانيتنا.قبل أسابيع نزل مروان ورفاقه إلي شوارع دمشق، يهتفون لمصر ويحتفلون بانتصار الثورة.. كتب لي علي الفيس بوك، مبروك كبيرة بمليون »واو« مكررة.. »مبروووووك«.... مرة وحيدة زار مروان مصر.. كان عمره خمسة أو ستة أعوام، أصطحبته وشقيقه زياد إلي ملاهي »السندباد« بمصر الجديدة.. وتناولنا أطعمة سريعة أغرقها »بالكاتشب« وأغرق معها ملابسه ويديه ووجهه.. ما يذكره بفرح أن أمه يومها لم تغضب وأن آباه ضحك.. وعندما عاد إلي دمشق بعد زيارة القاهرة.. تحكي أمه أنها ذهبت في الصباح لإيقاظه فوجدته مبتسما يهز قدميه ويرفع يديه لأعلي.. أيقظته: بماذا كنت تحلم يا مروان؟قال: أحلم بمصركبر الصغير.. كبر إلي حد الاعتقالأيها المسئولون عن السجون.. أعيدوا إلينا أطفالنا.
Comments