المحتوى الرئيسى

> عبقرية أمير الشعراء

03/29 21:21

عند عودة الأمير من المنفي وجد مشاكل بخصوص السودان ومصر في حالة انقسام حزبي يدعو للأسي، الكل يحارب الجميع بينما المحتل الغاصب يجني ثمار سياسته الأزلية التي اشتهر بها «فرق تسد». الزمن هو تقريبا 1920 والأمير هو أمير الشعراء أحمد شوقي وأرجو أن يسمح لي باسترجاع بعض أبيات قصيدته التي يقشعر لها الوجدان لجمالها وصدقها وتزامنها مع الأحداث الجارية الآن في الشرق الأوسط والعالم العربي، يبدأ شوقي قصيدته وكان ذلك من 25 عاما قبل النكبة الفلسطينية وأكثر من 90 عاما قبل كوارث أفغانستان ومفحمة العراق وتقسيم السودان والآن الأحداث في ليبيا والبحرين واليمن وتونس وسوريا والبقية تأتي. إذ قال شوقي: إلام الخلاف بينكم إلاما.. وهذي الضجة الكبري علاما وفيم يكيد بعضكم لبعض.. وتبدون العداوة والخصام وأين الفوز لا مصر استقرت.. علي حال ولا السودان داما سبحان الله علي عبقرية وحساسية الشاعر العبقري والمفكر الذي يري بقلبه الصافي قبل عقله الراجح.. كان أحمد شوقي من أصول تركية واضحة ربما لا تسمح له اليوم بالترشح لرئاسة الجمهورية ولكن تركي مثل شوقي يحب مصر والعالم العربي والعالم الإسلامي بهذا الشكل هو خير ألف مرة من أي مصري صرف يحب فقط جائزة نوبل وسياسة أسياده في أمريكا وصنيعة أمريكا ولا أقصد هنا أمريكا التي جاء منها «بنيامين فرانكن» ولا «روزفلت» ولا «أوسون» ولا «فولكتر» ولا «روس باسوس» ولا «همنجواي» ولا «نومان شومسكي» ولا «مارتن لوثر كنج» ولا حتي باراك أوباما المغلوب علي أمره وإنما أقصد أمريكا الاستعمار الجديد وسياسة «كسنجر» وإجرام قرية «مولاي» في فيتنام التي قتل فيها الجيش الأمريكي الرجال والنساء والأطفال قبل أن يقتل السفاح «شارون» الرجال والنساء والأطفال في «صبرا وشتيلا» في معسكرات اللاجئين العرب الفلسطينيين في لبنان، دعني أعود مرة ثانية إلي أبياتي من قصيدة شوقي الرائعة يقول فيها: وكان مصر أول من اصبتم.. فلم تحص الجراح ولا الكلاما وهنا ينوه شوقي أن المصاب الأول هو مصر وأن الخلاف الحزبي والخلاف مع السودان هو السلام للعدو والمحتل عندما يقول: سببتم بينكم في القطر نارا.. علي محتل كان السلام ثم يشبه شوقي الفرقة بمرض خبيث أصاب مصر ويقول: كباغيتم كأنكم خلايا.. من السرطان لا تجدوا الظماما ثم يوجه نقده للأحزاب فيقول: وليت الأمر حزبا بعد حزب.. فلم نكن مصلحين ولا كراما جعلنا الحكم توليا وعزلا.. ولم نعد الجزاء والانتقام وسوسنا الأمر حين حلي إلينا.. في أهواء النفوس فيما استقام أخيرا يذكرني شوقي بالتخاذل والمعايير المزدوجة حين يقول: طلعنا وهي مقبلة أسودا.. ورحنا وهي مدبرة نعاما وكيف يكون في أيد حلالا.. وفي أخري من الأيدي حراما أخيرا أود أن أذكر ملابسات كتابة هذا العمود اليوم كنت أستمع إلي النفاق المعتاد علي القنوات الانجليزية والناطقة بالانجليزية هنا في لندن عندما تذكر أغنية الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بعد ذلك اتصلت كعادتي بأخي الحبيب د.حسام العاني وهو مستشار علمي لسمو الأمير الدكتور تركي بن محمد آل سعود نائب وزير البحث العلمي السعودي الحالي ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية معالي الأستاذ الدكتور «محمد السويل» وسألت الدكتور د.حسام وهو فقيه في الشعر العربي إذا كان يحفظ قصيدة أحمد شوقي ووعدني أن يرسل لي القصيدة قبل أن يحدث ذلك اتصل بي من السعودية معالي الدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل الوزير السابق للبحث العلمي في المملكة ورفيق طريقي العلمي لمدة أطول من ربع قرن وإذا به حافظ لقصيدة شوقي وقرأها علي في مكالمة دولية من الرياض إلي لندن وكلانا مذهول من روعة شعر وفكر وحساسية شوقي التركي المصري الأصيل.. بارك الله في مصر وكل من أحب مصر ولعن الله كل من خان مصر إلي يوم الدين لعنة لا رجوع فيها وعسي أن تكون نهايتهم بئس المصير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل