المحتوى الرئيسى

نحن سكان مارس بقلم محمد زهير محفوظ

03/29 17:22

ذات يوم دب الخلاف بين قطيع من الأسود واحتدم الصراع بينهم وحاول جزء منهم تقريب وجهات النظر بلا فائدة . وصل الصراع بينهم مستويات غير مسبوقة فاستخدمت أسلحة غير تقليدية تتعارض مع كل المواثيق الأدبية والقيم الإنسانية والموروث الحضاري والحس الديني من كذب وخداع وتلفيق .......... و هكذا بدء القطيع بالتفرق والتحزب والبحث عن اكبر فائدة تجنى من الأطراف المتصارعة والمتناحرة ,وبقي الوضع على ما عليه بالرغم من ظهور بوادر من جميع الجهات للالتقاء في منتصف الطريق ولكن بلا إرادة صادقه. نعم مر الوقت ولم يتغير شيء والحمد لله أن هذا الخلاف لم يتطور إلى صراع دامي قد يقطع كل الخيوط التي ما تزال تشكل خط الدفاع الأخير . في الحقيقة لم تنتهي هذه القصة بأي شكل ولا يهم كيف ستنتهي فهم اسود وسيجدون حلا ما يحفظ لهم تفوقهم في الغابة لأنهم أذكى من أن يتركوا الصدارة والتميز لأي كان. ولكن ماذا عنا نحن سكان مارس ماذا حل بعلاقاتنا هل هي على أحسن حال أم إننا لم نعد نلقي لها أي بال واهتمام, ما الذي غيرنا وجعلنا لا نفكر بأقرب الناس وأعزهم على قلوبنا فمرة نلعن الوقت الذي كانوا فيه محل فخرنا واعتزازنا وتارة نتمنى أن يكون بمقدورنا أن نسحقهم فلا يكون لهم اثر بعد عين وأخيرا نرسل إليهم اللعنات ونتوعدهم بالثبور وعظائم الأمور. ما الذي حل بنا و لماذا تفلت الأمور من تحت أيدينا دون اقل محاولة قد تعيد الأوضاع إلى نصابها فيزول ما في القلوب ويتبدل ما في النفوس نترك الانتهازية إلى غير رجعة وسوء الظن الغير مبرر ,فيعود الوفاق يظلل بيوتنا والمحبة التي فقدناها فتقادنا للهواء على سطح مارس. هل تغير الزمان إلى درجة لم نعد نحسب أي حساب لمواقفنا وتصرفاتنا أم أن لكل وقت ردة فعلا تتناسب معه بالمقدار وتجاريه بالشدة والأثر . هل يعقل أن نفقد كل ما كان يجمعنا من عيش مشترك من أفراح وأحزان لنبدله بالتفرق والعيش بعيدا بلا صلات تذكر في كوكب موحش مثل مارس . لا أريد أن اصدق هذا فنحن بشر وأعلى مرتبة وقدرا من كل الأسود فقد ميزنا الله بالعقل ولكنا ما نزال نغيبه ولا نريد أن نحكمه فنحن لا ينقصنا إلى شيء واحد وهي الإرادة الصادقة التي هي المركب الذي سيوصلنا إلى بر الأمان ويحمينا بإذن الله من أمواج البحر المتلاطمة الذي يشتهر بها مارس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل