المحتوى الرئيسى

المعارضة الأصولية الأسلامية الليبية وسعيها: الى بناء سلطة مزدوجة! كيف ذلك؟ محاولة للفهم بقلم:المحامي محمد احمد الروسان

03/29 17:22

المعارضة الأصولية الأسلامية الليبية وسعيها: الى بناء سلطة مزدوجة! كيف ذلك؟ محاولة للفهم. * كتب: المحامي محمد احمد الروسان* * عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية * لماذا تجهد الولايات المتحدة الأمريكية, الى احتفاظها قدر المستطاع بدور جانبي, ولكنه فاعل في العمليات العسكرية العدوانية الأممية, الجارية الآن على ليبيا؟ ما هي الأسباب والدوافع التي, ذهبت لحمل وزير الحرب الأمريكي, روبرت غيتس للقول: بأنّ الزعيم معمر القذافي, ليس هدفاً لعمليات القوات الدولية المشتركة؟!. باعتقادي وتقديري, أن الولايات المتحدة الأمريكية, تجهد وتسعى لتحقيق "سلّة" أهداف استراتيجية غير معلنة, تتموضع تجسداً في:- ارهاق القدرات العسكرية الفرنسية – البريطانية, ومن ورائها الأوروبية, في جل العمليات العسكرية - الحربية, ومن شأن ذلك أن يتيح, اعاقة نمو القدرات العسكرية الأوروبية الكليّة, كما ترغب من وراء ذلك في اشعال وتعميق, الصراع على خط العلاقات الألمانية – الفرنسية, مما يتيح لتوفر مسار آمن لبرلين, لتندفع باتجاه التقارب النوعي والكمي مع واشنطن, لضمان بنك المصالح النفطية والغازية الألمانية في ليبيا, من السيطرة الفرنسية - البريطانية. كما أنّ سيناريو العدوان العسكري الأممي, الجاري على ليبيا الآن, يهدف وفي مراحل قادمة الى ابتزاز مصر وتونس, كي تذهبان في بناء الروابط الشاملة وأهمها الأستخباراتية, مع أمريكا والغرب الأوروبي, كون نظام القذافي صار في خبر كان قاب قوسين أو أدنى, ومسألة بقائه في السلطة صارت مسألة وقت فقط, لذلك فانّ لجوء كل من تونس والقاهرة الى بناء التحالفات والروابط مع واشنطن وأوروبا, هو السبيل الأفضل لجهة الحصول على المساعدات والمعونات, وتدفقات رأس المال الأجنبي المباشر وغير المباشر, وحين ولحظة اكتمال التفاهمات السياسية والأمنية والعسكرية, على خطوط العلاقات الأمريكية – المصرية – التونسية, فانّ سيناريو غزو واحتلال ليبيا, يصبح أمراً واقعاً وبقوّة, وعبر عدوان عسكري بري واضح, وسنكون أمام عراق آخر بلا شك!. كما لا بدّ من الأشارة الى مسألة في غاية الأهمية, تتمثل في أنّ العمليات السريّة الجارية حالياً في منطقة الشرق الأوسط, وخاصةً جهود أجهزة وشبكات المخابرات والأستخبارات الخاصة, بمحور الخراب في المنطقة والعالم, محور واشنطن – تل أبيب, والتي تسعى جاهدةً لأدارة أزمة الأحتجاجات السياسية الشرق الأوسطية, واستغلالها وتوظيفها بما يخدم مصالحها, حيث هناك حزمة من الأضواء الخضراء للسلطات الرسمية في المنطقة العربية, والتي تشهد ساحاتها احتجاجات واضطرابات وبمستويات مختلفة صعوداً ونزولاً, لأستغلال الفرصة التي أتاحها العدوان العسكري الأممي على ليبيا, حيث من شأنه أن يوفر الغطاء اللازم, الذي يمكّن هذه الأطراف العربية الرسمية لأستثماره, عبر استخدامات لأشكال العنف المفرط, لجهة احتواء الأضطرابات اليمنية, البحرينية, العمانية, السعودية, والخليجية الأخرى المرشحة, لكي يتم تقليل حدّتها وزخمها, أو على الأقل احتوائها بشكل بشكل كلي ونهائي, كون عيون وآذان الرأي العام العالمي والأقليمي, والمنظمات الدولية غير الحكومية, والتي تعنى بحقوق الأنسان تركز جل اهتماماتها, على مجريات الأوضاع في ملف الأزمة السياسية الليبية. وتتحدث المعلومات الأستخباراتية, بأنّ السفارات الأسرائيلية في بعض العواصم الأفريقية, ذات الصلة والعلاقة مع تل أبيب, تشهد حالياً طلبات كثيرة من العنصر البشري الراغب, في التعاقد مع شبكات المخابرات العبرية, ومع باقي أجهزة الكيان العبري, من أجل الذهاب والعمل كمرتزقة في ليبيا. وهذا يشي بأمر في غاية الخطورة- وعلى أجهزة المخابرات العربية المحيطة بالكيان العبري, أن تأخذه بعين الأعتبار والأهتمام - يتمثل في سعي محموم وحثيث, لشبكات المخابرات الأسرائيلية وبالتنسيق مع المجمّع الأمني الفدرالي الأمريكي, بزعامة وقيادة الجنرال جيمس كلابر, الى تجنيد المرتزقة كعناصر بشرية, من بعض البلدان الأخرى في القارة الأفريقية, لجهة استخدامهم في العمليات السريّة الخاصة, بمحور واشنطن –تل أبيب, في بلدان الشرق الأوسط العربية وغير العربية, وخاصة الجمهورية الأسلامية الأيرانية, ودول أسيا الوسطى, وفي مناطق القوقاز. حيث تسعى اسرائيل, وعبر تحالفاتها مع واشنطن, لزعزعة استقراراها, كذلك ان نطاق تعاون خط علاقات واشنطن – تل أبيب, سوف يتسع لجهة احتواء أزمات الشرق الأوسط, التي تهدد حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية و"اسرائيل", مع تصعيدات للأزمات التي تهدد خصومهما, كما هو الحال في سوريا الآن, وهذا ما دفع مستشارة الرئيس السوري, بثينة شعبان للقول: أنّ بلادها مستهدفة, بمشروع طائفي اثني عرقي بغيض . هذا وتنبع خطورة العدوان الدولي "النيتوي", على ليبيا وعبر الموافقة الدولية, كمسألة خطيرة للغاية خاصةً وأنّه, سيناريو حربي, بخلفيات سياسية واقتصادية ومخابراتية أممية, يمكن أن يكرر مع أي دولة عربية أخرى, آجلاّ أم عاجلاً, كما من شأنه تكريس نهجاً غربياً- عالمياً مستحدثاً, في اسقاط أي نظام سياسي عربي آخر, لا يتساوق في سياساته الخارجية, واسقاطاتها على وضعه الداخلي مع الغرب الأوروبي, ومع حلف النيتو, وتحت رعاية وادارة الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة, حيث الأخيرة تخضع لسلطة ونفوذ الأولى. والعدوان على ليبيا من شأنه أن أدّى, الى تشجيع حدوث الحرب الأهلية الليبية – الليبية بعنف, والجارية على قدم وساق هذا الزمان, وعبر عمليات التعبئة السلبية السياسية والمخابراتية والعسكرية, من قبل التحالف الدولي الحربي, كل ذلك ووفق متتاليات هندسية حسابية, يقود الى صوملة وبلقنة و(دوفرة) ليبيا العربية المسلمة, مع جعل الجغرافيا الليبية, ذات المساحات الكبيرة والغنية بالثروات الطبيعية, من نفط وغاز وذهب وكعكة صفراء, حواضن قويّة ومهمة للحركات الأسلامية المتطرفة, والى نمو أفراخ القاعدة في كل قطاعات ومساحات دول شمال أفريقيا, مستغلةً مثل هكذا حركات اسلامية متطرفة, ما يحدث من فوضى رأسية وأفقية في الجغرافيا الليبية. وهذا العدوان الدولي أدّى الى تدمير كلي ونهائي, لكامل البنية التحتية الليبية النفطية والغازية, حيث نتائج ذلك واضحة في توقف انتاج النفط والغاز الليبي, وبالتالي ارتفاعات غير مسبوقة بأسعار النفط والغاز, في الأسواق الدولية العطشى, وأثر ذلك واضح على بنية الأقتصاد العالمي, الذي ما زال يعاني من اثار الأزمة الأقتصادية الدولية, ولم يتعافى الأقتصاد الدولي من أثارها حتّى اللحظة الراهنة, فيجيء العدوان الأممي على ليبيا, وبسلّة حجج ومبرّرات دولية, كحق يراد بها باطل, وبتمهيد عربي سافر, ليزيد الطين بلّه!. يجمع الكثير من الخبراء والمراقبيين الدوليين, أنّ هذا العدوان الحربي الأممي, والذي جاء بغطاء عربي ضد ليبيا ونظام القذافي, أدّى الى نشوء جبهة حربية عسكرية ثالثة ضد واشنطن, ورغم أنفها وارادتها, بالرغم من محاولاتها المستميتة, بأن لا يتم خلق جبهة ثالثة لها, بعد جبهة العراق المحتل, وجبهة أفغانستان المحتلة, وهذا يقود الى تعميق الصراع الليبي – الليبي كما هو الأن, حيث يتنمط كحرب أهلية, والى نزاعات عسكرية ذات آجال طويلة, بين القبائل الليبية المختلفة, خاصة بعد انحيازات الكثير من القوى والجهات الشعبية, والقبلية الليبية المسلحة, والموالية للقذافي ونظامه. فالتفّت حوله ضد التدخل العسكري الخارجي, وبعيداً عن دور مال النظام الليبي, في شراء ذمم وولاءات هكذا حركات وقبائل مسلحة, بجانب المرتزقة من دول الجوار الأقليمي – الأفريقي, حيث نتائج ذلك ستكون كارثية على سلامة الأمن الأقليمي والدولي, ان لجهة مناطق جنوب البحر الأبيض المتوسط, وان لجهة القارة الأفريقية ككل, وسوف يلمس الجميع ذلك فيما بعد ويكتوي بناره. كما نلحظ ونتيجة للعدوان الأممي على ليبيا, بالأضافة الى ارتفاع شدّة أتونات الحرب الأهلية الليبية – الليبية, نزوح قسري لكثير من السكّان المدنيين الليبيين وغيرهم, باتجاه الشرق الليبي حيث مصر, وباتجاه الغرب الليبي حيث تونس, وباتجاه البحر المتوسط شمالاً حيث أوروبا, وعبر هجرة شرعية وغير شرعية, وباتجاه الجنوب الليبي حيث الجوار الأفريقي الواسع. وهناك العديد من الحركات السياسية الليبية المعارضة, ونتيجة لمفاعيل وعمليات الأستقطاب والأصطفافات السياسية, تشكل الحركات والقوى الأسلامية وجه المعارضة السياسية الليبية, حيث تمثل هذه القوى الأسلامية أكثر من 93 % من اجمالي نشاط المعارضة السياسية الليبية, والتي تنخرط بعمق في المواجهات العسكرية المسلحة, ضد نظام الزعيم الليبي وكتائبه الأمنية. وتتحدث المعلومات والمعطيات الجارية, وكثير من تقارير استخبارية مختلفة, أنّ الحركات الأصولية الأسلامية, تسعى الى التخلص من نظام معمّر العقيد, مع بناء سلطة مزدوجة, بعبارة أخرى تأخذ هذه الحركات الأصولية الجانب المعلن, من مظهر السلطة الديمقراطية المعتدلة الحليفة للغرب, وعلى الجانب السرّي من السلطة, تأخذ شكل السلطة الأسلامية المسيطرة على موارد الدولة الليبية, ان لجهة استخداماتها في التأسيس للمشروع السياسي الأسلامي في المنطقة والعالم, وان لجهة التموضع الأسلامي داخل ليبيا, ورعاية ( الطفل) المشروع حتّى يشب وينشأ ثم الأنطلاق. كما تقول المعلومات, انّ أطراف أوروبية - غربية, وعبر قيادة مشتركة من واشنطن ولندن وباريس, بالأضافة الى الدولة العبرية الأسرائيلية, تريد التخلص من نظام معمّر العقيد, مع الشروع في بناءات لنظام شرق أوسطي معتدل, يعوّض الخسائر الأستراتيجية التي حدثت, بفعل سقوط نظام مبارك البائد ونظام بن علي الساقط. وبالتدقيق في المعلومات الأنفة, نرى أنّ هناك قواسم مشتركة بين المعارضة الليبية السياسية المسلحة الأصولية الأسلامية من جهة, وبين الغرب واسرائيل من جهة أخرى, بعبارة أوضح: يجتمع الغرب واسرائيل مع الحركات الأصولية الأسلامية, وتحت عنوان وشعار عريض كبير مهم: التخلص من نظام معمّر العقيد. كل ذلك يشي أنّ جولة الصراع القادمة في ليبيا, سوف تتضمن نجاحات للحركة الأصولية الأسلامية الليبية, وتنظيم القاعدة في استدراج الأطراف الدولية, الأمريكية والبريطانية والفرنسية الى الساحة الليبية, وهذا يقود الى اشعال الحرب الجهادية, وعبر الأغتيالات وعمليات الخطف, وقطع الرؤوس الغربية البيضاء, ذات الشعر الأشقر, والعيون الزرقاء مثل( النيل الأزرق) - كما تقول والدتي أطال الله بعمرها لتشهد ذلك - وما الى ذلك من ترويع وارهاب. السؤال الذهبي هو: من سينجح في استدراج الآخر, في نهاية اللعبة السياسية العسكرية الدولية في ليبيا, وتقاطعاتها مع لعبة المعارضة الليبية وأهدافها غير المعلنة؟. هل تنجح الأطراف الغربية, في استدراج الحركات الأصولية لخوض المواجهات المستمرة مع نظام معمّر العقيد؟ أم تنجح الثانية في استثمار أزمة الملف الليبي, لجهة استدراج الأولى الأطراف الغربية؟ باعتقادي وتقديري, عندما قامت قوّات التحالف الدولي الحربي مؤخراً, بقصف البناية التي تبعد بضعة أمتار, من خيمة معمّر العقيد, دون أن تصيبها بشظية, هذا يفسّر قول الصندوق الأسود للسياسة الخارجية الأمريكية, وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس : أنّ نظام معمّر العقيد القذافي, ليس هدفاً لعمليات القوّات الدولية! واللبيب من الأشارة يفهم يا بني قومي, وبني أمي, وأقول ذلك, بلسان عربي, غير ذي عوج. www.roussanlegal.0pi.com [email protected] هاتف – منزل عمان : 5674111 خلوي: 0795615721 سما الروسان في 27 / 3/ 2011 م .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل