المحتوى الرئيسى

كي لا يحصد أعداء الأمة العربية ثمار ثوراتها الشبابية بقلم:أ.عبدالعزيز أمين عرار

03/29 16:45

كي لا يحصد أعداء الأمة العربية ثمار ثوراتها الشبابية أ.عبدالعزيز أمين عرار / باحث ومشرف تاريخ لا أحد يشك أن الثورات العربية غدت كالنار في الهشيم ، وأنها ثورات مشروعة لم تحدث من فراغ بل هي حصيلة سلسلة تراكمات وأفعال لأنظمة استبد حكامها وجعلوا من الشعب مزارع لعائلاتهم وأقاربهم وتعاقدوا مع الشركات الأجنبية والدول الكبرى وظلموا شعوبهم وداسوا كرامتها وهم إلا قلة كانوا رموزا للأمة يبحثون عن مجد يصنعوه لها ومع ذلك بقيت الديمقراطية وحرية الفرد غائبة ومنتهكة ، ولهذا السبب اندفع المضطهدون إلى الغرب يلجئون إليه ويعيشون بكنفه إلى أن كثر الشاكون و الباكون وكانت هذه الثورات التي لم تحدث إلا بعد أن بلغ السيل الزبى. وهي تتدحرج من بلد لآخر تدحرج النار الإغريقية وقد كثر فيها حاملو المشاعل حتى أن وهجها أصاب الحكام المستبدين من بعيد وقذف في قلوبهم الرعب كما قذف الصحابة المسلمون الرعب في قلب هرقل وهو في حمص حيث سمع بحصار القدس قبل فتحها ،ويلاحظ أنه لن يسلم منها أحد، ومع أن الشباب العربي يغلي ويفور كبركان ثائر وهو يجمع جهوده ويحشدها من خلال الفيسبوك ليتظاهر في ساحات التحرير أو التغيير بأسهل الطرق وأسرعها ودون عناء كبير للتحشيد ولكن الثورات العربية تتشابك فيها مجموعة خيوط وتعقيدات داخلية وخارجية تسيء لهذه الثورات وتنتقص من ثمارها في مواضيع عدة وتشكل نقاط قاتلة ويلاحظ استغلال أطراف عدة لهذه الثورات وتوجيه البوصلة بما يحلو لها. ولنعدد هذه القوى ولنبين أبرز المآخذ التي تؤشر إلى نتائج وحصادا ليس لمصلحتنا وربما لمصلحة هذه الأطراف وهي:ـ 1) رغبة إيران الحميمة لركوب الثورات والحراك السياسي خاصة في البحرين واليمن وركوب موجة الطائفية رغبة منها في إقامة قوس هلالي شيعي وخير دليل ما فعلته في العراق وتحريكها للأحزاب الطائفية العميلة ، كما أنها تحرص على الحؤول دون قيام ثورة في سوريا لأن النظام متحالف معها منذ عام 1979 ، وهي لا تدخر جهدا في استقطاب الحلفاء هنا وهناك ليشكلوا درعا واقيا لها أمام الرصاص أو خوفا من اشتعال الثورات في بلادها ، وقد كشفت إيران نواياها من خلال تصريحاتها حول البحرين واحتجاجها على دخول( قوات درع الجزيرة ) السعودية لقمع المتظاهرين في البحرين، بينما لا تريد الثورات في العراق كي تبقى مرتعا للأحزاب الطائفية فيها ذات الميول والتبعية الايرانية. 2) أما الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل ودول حلف الأطلسي فهي حريصة على تثوير الأوضاع في بعض البلدان دون أن تكترث بغيرها وتطالب بتنحي هذا وذاك وتسعر النار في قطر وتحد منها في قطر آخر ومعها عدد من الفضائيات العربية والأميركية والبريطانية وهي فزاعة آخر زمن ويتضح من أسلوبها وطريقة تعاملها أنها لا تراعي مهنية وهي مزيج من التناقضات الغريبة والعجيبة وتظهر انحيازها للجماهير في ليبيا وتتجاهل الجماهير في العراق وهي لا تكتفي بالخبر بل تحاول تحريك البشر حيث تنسجم مع بعض السياسات ولكنها تغض النظر في بلاد أخرى ولديها من قاموس المصطلحات ما يبين انحيازها فهي تطلق مصطلح "اجتثاث البعث" وخلع "النظام العراقي" وغير ذلك ، وتحرص على سماع رأي جدعون عزرا وتحرص على عرض أفكاره وهكذا دواليك ،وهذا ما جربناه في العراق واليوم نشهده في ليبيا بينما تنخفض وتيرة الحرارة أو لا تكترث حيال ما يجري من تظاهرات شعبية في اليمن والأردن والعراق ... باختصار كل شيء محسوب بمقدار ويكاد يدركه صغار السن ومن لا خبرة لهم في السياسة. وبناء عليه إن الاستنجاد بالولايات المتحدة الأميركية وطلب العون منها ومن حليفتها الأوروبيات هو كمن يطلب الدبس من ... النمس".ولن يأتينا منه خير 3) لقد أثبتت الولايات المتحدة بالبرهان القاطع والفكر الساطع أنها لا تخفي أطماعها في نفط الأرض العربية وأن عملها وفعلها غير مقرون بفعل الخير ولهذا وجدناها تحرث أفغانستان والعراق وتزرع فيهما التقسيم والفئات النفعية والعميلة والمفسدة ، ونخشى اليوم على ليبيا حيث تظهر في قصفها العشوائي وتخريبها للمنشآت المختلفة بدعوى ضرب ترسانة "كتائب القذافي" ،ويلاحظ أن قادة المعارضة الليبية يعربون عن امتنانهم للدعم الأميركي والأوروبي ولكننا نسأل : أين تربى بعض هؤلاء المعارضين؟ أغلب الظن أنهم تربوا في بريطانيا وترعرعوا هناك منذ عشرات السنين. وإن هؤلاء الثوار الذين حصلوا على دعم الغرب سيكونوا ممتنين للدول الغربية ولا نعتقد بأن نواياهم سليمة والأقرب أن سيناريو العراق يتكرر في ليبيا بحجة حماية البلد من الديكتاتور,. 4) أما الخلل الآخر فيلاحظ في طبيعة الوعي ومظهره وهو وعي فكري قطري لا نلمح فيه خطابا قوميا وعربيا وحدويا وهذا يؤشر لخطر آخر أن تعيد الدولة القطرية العربية تشكيل ذاتها وتغير جلدها وأن تقتصر هذه الحركات على تغيير الوجوه وقشرة النظام السياسي دون أن تصيب القضايا الثلاث والمهة للأمة العربية وهي: الحرية والوحدة العربية والاشتراكية العربية ( العدالة الاجتماعية) ، ونخشى أن يحدث ما توقعه المفكر العربي عابد الجابري حيث توقع هذه الثورات التي يتغير فيها شكل نظام الدولة القطرية العربية أي يبقى نظام قديم بثوب جديد ويظل فيها القرد قرد ولم يتغير فيه غير معط الجلد. 23/3/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل