المحتوى الرئيسى

تحليل- سوريا معضلة جديدة للرئيس الفرنسي

03/29 15:53

باريس (رويترز) - سرق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاضواء عالميا بتدخله البارع في ليبيا ولكن قد يجد صعوبة اكبر في التعامل مع الازمة المتصاعدة في سوريا.فساركوزي هو الذي انهى عزلة سوريا على الساحة الدولية حين استضاف الرئيس بشار الاسد في زيارة لباريس عام 2008. ومنح الاسد شرف حضور الاحتفال بيوم الباستيل وهي اللحظة التي اذنت بقبول المجتمع الدولي للنظام البعثي مرة اخرى.ولا يتوقع احد ان تكون فرنسا او اي قوة غربية اخرى راغبة في الدخول في حملة عسكرية جديدة ولكن ساركوزي استن سابقة تضعه تحت ضغط للتعامل بنفس الشدة مع قمع سوريا للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في المستعمرة الفرنسية السابقة.وقتل أكثر من 60 شخصا في بلدات سورية مع اتساع نطاق التظاهرات في الايام الاخيرة مما دفع الاسد لارسال الجيش الى الشوارع فيما يواجه اخطر ازمة في سنوات حكمه الاحدى عشرة.وامسك ساركوزي بزمام رد الفعل العالمي للازمة الليبية لاعادة التأكيد على نفوذ فرنسا في شمال افريقيا عقب تعاملها غير الملائم مع انتفاضتين في مصر وتونس. ويقول محللون انه ينبغي على ساركوزي الان ان يأتي باستراتيجية ذكية تجاه سوريا والا فقد السمعة الطيبة التي اكتسبها في الاونة الاخيرة.وقال كريستيان بوكيه خبير شمال افريقيا بجامعة بوردو الثالثة "لا يمكنه ان يتقدم على اكثر من جبهة في وقت واحد وبدأت الجبهة التي انخرط فيها تظهر المصاعب التي تنطوي عليها مثل هذه العملية."وتابع "وفق الاساس الذي ارساه ساركوزي وهو حقوق الانسان والديمقراطية ينبغي التدخل في عدة دول من بينها سوريا وساحل العاج ولكن لن يمكنه حشد المجتمع الدولي .. وسيكون هناك مشكلة في الاولويات وتحديد البلد التي يتدخل فيها اولا."ولم تصل التوترات في سوريا للمستوى الذي بلغته في ليبيا حين دعا ساركوزي لقمة عاجلة اعقبها شن غارات جوية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.وتجعل علاقات سوريا مع ايران وحقيقة اشتراكها في الحدود مع اسرائيل والعراق وتركيا التحرك العسكري خيارا غير مرغوب فيه خاصة في ظل خطر ردود أفعال من جماعات مثل حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) أو حزب الله في لبنان.وهونت الولايات المتحدة بالفعل من امكانية الحل العسكري في سوريا كما ان فرنسا التي احتلت البلاد حتى عام 1946 ستتردد ايضا في استخدام القوة.وقال انطوان بسبوس رئيس مرصد البلاد العربية ومقره باريس "ايران متداخلة لحد كبير مع هذا النظام. ستدافع عنه ايران بكل الوسائل الممكنة."وتابع "لن يكون المحك في حالة سقوط النظام السوري مقتصرا على الوضع الداخلي في سوريا بل يتجاوز جميع الاوضاع الجغرافية والسياسية على النطاق الاقليمي."وفي الايام الاخيرة ادان ساركوزي تعامل الاسد العنيف مع المحتجين وقال انه ينبغي على كل حاكم عربي أن يدرك أن من غير المقبول أن يطلق الجيش ذخيرة حية على المحتجين.وحث وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه -الذي عين لتحسين صورة الدبلوماسية الفرنسية عقب استقالة وزيرة الخارجية السابقة بسبب اخطاء في تونس- دمشق على الانصات لصوت الحوار والديمقراطية.وساركوزي في موقف صعب بسبب استقباله الاسد استقبال الابطال في قمة الاتحاد من اجل المتوسط التي عقدت في باريس عام 2008 وهو حدث اعاد تشكيل العلاقات السورية مع اوروبا بعد سنوات من العزلة التي ضربت حول دمشق بزعم مساندتها الارهاب.ومثل القذافي الذي استقبله ساركوزي استقبالا رسميا حافلا خلال زيارة دولة عام 2007 كان الاسد شخصا غير مرغوب فيه حتى اقر اجتماع باريس سياسة تقارب جديدة مع الغرب.واعادت الزيارة ضبط العلاقات الفرنسية السورية التي توترت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005 وتعتقد باريس انه دبر في دمشق.وسيكون من الصعب ان ينقلب ساركوزي على شخص سانده على هذا النحو العلني حتى وان كان انقلابه على القذافي يظهر ان بوسعه التخلي عن اصدقائه القدامي اذا ثبت انهم غير مستساغين.والمشكلة التي تواجه ساركوزي اليوم ان شخصا التقاه أكثر من مرة وأشاد به كاصلاحي ثبت في النهاية انه يحافظ على تماسك النظام السياسي الشمولي في سوريا.ولا يسمح حزب البعث الذي يتزعمه الاسد باي معارضة مجدية وتسيطر عائلة الاسد التي تنتمي للاقلية العلوية البارزة على جانب كبير من الاقتصاد السوري. لكن بعد قول كل هذا قد يظل الاسد رهانا افضل للغرب من اي بديل يتقرر على عجل.وقال مصدر دبلوماسي "في السابق كانت اللهجة تجاه سوريا حذرة كانت محاولة لتقديم غصن الزيتون لاننا كنا نأمل في احراز نتائج ولكن الامور تغيرت منذ ذلك الحين."ويتوقع معظم المراقبين ان يواصل ساركوزي استخدام لهجة قوية ولكنها محسوبة دبلوماسيا تجاه سوريا وربما يضغط من اجل فرض الامم المتحدة عقوبات كخطوة ثانية كما فعل الاسبوع الماضي مع نيجيريا بسبب رئيس ساحل العاج الحالي.وذكر بوكيه ان هذه الخطوة ربما تقابل بمعارضة من الصين وروسيا مما قد يثير بدوره تساؤلات عن كيفية تعامل مجلس الامن مع ازمات متسارعة.وقال "كل ما حدث في الاشهر الثلاثة الماضية يطرح سؤالا عن تنظيم الامم المتحدة وكيف يمكنها الاستجابة وان تكون فعالة. اذا اراد ساركوزي تحريك الامور ينبغي ان يجيب على هذا السؤال الاساسي أولا قبل ان يركز على حالات بعينها."واضاف "اذا كان ساركوزي ماكرا سيتوارى خلف الصياغات الغامضة للامم المتحدة لتفادي التدخل الفوري في منطقة ساخنة مثل سوريا."من كاثرين بريمر

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل