المحتوى الرئيسى

..وماذا بعد ؟! الزيارة.. النموذج

03/29 12:35

يجب أن يطبقه رئيس الوزراء..مع دول النيل وأفريقيا والعرب والعالم ربما فوجئ البعض بقيام د.عصام شرف رئيس الوزراء بزيارة السودان بعد 24 يوماً فقط من توليه المسئولية.. اعتقاداً منهم بأن أي زيارة لرئيس الحكومة الجديد لن تتم إلا بعد شهور عديدة في ظل الاوضاع الحالية.إلا أن الزيارة لم تكن مفاجئة لي أبداً.. بالعكس فقد كنت أتوقعها في أي وقت وبأسرع ما يمكن لعدة اعتبارات: أولاً.. انفصال جنوب السودان عن شماله. ثانياً.. التداعيات الخطيرة التي ترتبت علي توقيع بوروندي علي الاتفاق الإطاري والذي دخل فعلاً حيز التنفيذ. ثالثاً.. التصريحات والإجراءات التي اتخذتها بعض دول حوض النيل واعتبرتها مصر تشكل خطورة علي حصتنا في المياه. رابعاً.. قناعة د.شرف بأهمية العمقين العربي والأفريقي اقتصاديا وأمنياً.***في 5 مارس الحالي وبعد يومين من تعيينه رئيساً للوزراء.. كتبت في "ليالي المحروسة" تحت عنوان "فاونسا.. المصري" ذكرياتي عن لقاء جمعني بالدكتور عصام شرف في 17 نوفمبر 2005 عندما كان وزيراً للنقل.وعددت أسباب تطابق الرأي معه في العديد من القضايا خاصة قناعتنا المشتركة بضرورة الاهتمام بالعمقين العربي والأفريقي.ومن المؤكد.. أن زيارته للسودان تأتي من هذا المنطلق.***زار د.شرف وعلي مدي يومين شمال وجنوب السودان.. والتقي بالمسئولين في الخرطوم وجوبا.. وترأس الجانب المصري في أعمال اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة.ومن يتصور أن هذه الزيارة بالذات عادية.. فأن عليه أن يستعرض العناوين الرئيسية لها والمتمثلة في خمس نقاط:- دعم التعاون في شتي المجالات وتحقيق التكامل بين مصر ودولتي السودان.- الاستفادة القصوي من نهر النيل في مجالي التجارة والنقل.- إعادة فرع جامعة القاهرة بالخرطوم.- افتتاح فرع جامعة الإسكندرية بجوبا.- تصدير أول شحنة من الماشية.. هدية الرئيس السوداني لمصر والتي تبلغ 5 آلاف رأس.الزيارة ناجحة؟ نعم. وغير عادية.. نعم أيضاً.. وهي تعتبر نموذجاً يمكن تطبيقه مع باقي دول حوض النيل مع اختلاف بسيط في الأولويات.. بحيث نمد جسور التلاقي والوفاق بيننا وبينها بما يساهم بشكل فعال في تقريب وجهات النظر المختلفة ويساعد علي حل أي مشكلة أو سوء فهم ويحبط أي تدخل خارجي لدق أسفين أو تعكير صفو المياه بين مصر وهذه الدول التي تربطنا بها علاقات أزلية ومصالح تاريخية مشتركة.أعرف أن العلاقة بين مصر والسودان لها خصوصية أكثر.. فالأرض متلاحمة ومتعانقة. والشعب يكاد يكون واحداً. وبين هذا الشعب الواحد صلات دينية وروحية ولغوية ومصاهرة بين الكثير من العائلات ومصير مشترك.لكن علاقاتنا بباقي دول الحوض لا تقل أهمية وتبدأ وتنتهي بأنها -علي الأقل- أمن مائي.. فالنيل هو حياتنا جميعاً ويجب أن تغوص في مياهه أي مشكلة مهما كانت ونسعي لحلها فوراً وبأي ثمن.***هذا النموذج المثالي الذي اتبعه د.عصام شرف.. يجب أن يتبع أيضاً مع باقي الدول الأفريقية.. قربت منا أو بعدت حيث يجمعنا الاتحاد الأفريقي والمصالح المشتركة بشكل أو بآخر.أفريقيا.. من أغني القارات في الدنيا.. بثرواتها ومواردها وموقعها وشعوبها.. ومن المؤكد أنها مطمع لكافة دول العالم.. ولذا.. فمن الواجب أن يتجه إليها د.شرف وبسرعة لفك طلاسمها وإعادة الجسور التي كانت تربطنا بها أيام د.بطرس بطرس غالي ونسفتها الحكومات السابقة بغباء سياسي منقطع النظير.أفريقيا.. لها أهمية قصوي لنا.. اقتصادياً وأمنياً.***نفس الشيء بالنسبة للدول العربية التي تقطعت بيننا وبين كثير منها الروابط لأسباب متنوعة.. وأصبحت خنجراً في ظهرنا وأحياناً في قلبنا.. ولابد من إعادة صياغة العلاقات معها من جديد علي أسس سليمة تحافظ علي البقية الباقية من الروابط والمودة والاحترام المتبادل والتواصل.كذلك باقي دول العالم شرقه وغربه.. سواء أوروبا التي تشاركنا البحر المتوسط. وآسيا. والأمريكتين.. وكلها بها تجارب اقتصادية عملاقة نحن في أحوج الحاجة إلي إحداها الآن مثل تركيا وأوكرانيا وسنغافورة وماليزيا وغيرها من النمور الآسيوية وكذلك شيلي وفنزويلا.إنها تجارب يجب دراستها جيداً واختيار الأنسب لنا للانطلاق بمصر "الحديثة" إلي آفاق أرحب.ونحن في الانتظار

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل