من المختل عقليا؟

صبحي زعيتر كلما كان يقدم أحدهم في أنظمة عربية سقطت، أو على طريق السقوط على عمل ما، اتهم بأنه مختل عقليا، أو أنه تحت تأثير مخدر أو مسكر. ذكرنا بذلك بالأمس، ناطق ليبي وهو يبرر الأعمال الإجرامية التي ارتكبت بحق المواطنة الليبية إيمان العبيدي على أيدي كتائب القذافي في مدينة طرابلس. وهذه المرة كانت الضحية هي المختلة عقليا والتي كانت سكرانة، حسب الناطق الليبي. ولكن من شاهدها على التلفزيون وهي تروي حكايتها لم يقتنع بكلامه، لا بل أكدت الصور الحية التي أظهرها، دليل ما تعرضت له من اغتصاب وإهانة لكرامتها الإنسانية. التاريخ يعيد نفسه، ولكن بطريقة معكوسة. كان يحصل في مصر أن يهاجم شخص ما أقباطا فيقتل من يقتل، وفي نهاية المطاف كانت الأدلة الجنائية والطب الشرعي تتهمه بأنه مختل عقليا، إلى أن تبين أن من كان يدفع بمثل هؤلاء، من كان يمسك بتلابيب الأمن في البلاد بعد حادث تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، والأيام المقبلة ربما ستكشف الكثير مما ارتكب على أيدي الأمن السابق تحت شعار المرض النفسي والاختلال العقلي. لم يتعظ القذافي وزمرته القاتلة مما سبقه. فالرئيس الذي ما كان يقبل بأقل من 99% من التأييد الشعبي، دفعته الجماهير بـ99% أيضا إلى التخلي عن السلطة. والزعيم المحبوب من 6 ملايين ليبي (على طريقة كيم ايل سونج الذي كان محبوبا من 40 مليون كوري) سيلقى المصير نفسه، لا محالة، وعندها ستكشف الأيام من هو المختل عقليا إيمان أم معمر؟ *نقلا عن"الوطن" السعودية