المحتوى الرئيسى

تعثر محادثات انتقال السلطة في اليمن لكن الاتفاق ما زال ممكنا

03/29 00:47

صنعاء (رويترز) - توقفت المحادثات اليمنية الرامية للتوسط من أجل انتقال السلطة من الرئيس علي عبد الله صالح الى معارضيه لكن مصادر قريبة من المناقشات قالت يوم الاثنين انه ما زال بالامكان الوصول لاتفاق.ووقعت انفجارات في مصنع للذخيرة مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص في بلدة في الجنوب يبدو أن متشددي القاعدة أخرجوا القوات الحكومية منها في تذكير بحالة انعدام الاستقرار التي يخشى حلفاء صالح الغربيون أن تسود البلاد.وتعهد صالح -الذي تبنى مواقف متحدية تارة ومواقف تصالحية تارة أخرى- بألا يقدم المزيد من التنازلات للمعارضة التي تطالبه بالتنحي بعد ان ظل في السلطة 32 عاما.لكن كانت هناك مؤشرات الي أن عملية التفاوض بشأن انتقال السلطة التي شارك فيها مسؤولون أمريكيون ربما لم تلفظ بعد أنفاسها الاخيرة. وأوصى الحزب الحاكم بتشكيل حكومة جديدة لصياغة دستور على اساس النظام البرلماني.وقال صالح في كلمة أمام انصاره "على الطامعين في السلطة أن يسلكوا سلوكا حضاريا وأن يتجهوا نحو صناديق الاقتراع واذا منحهم الشعب ثقته فسنسلم لهم السلطة."وأضاف صالح -الذي تمكن من تجاوز حروب أهلية وأعمال عنف لمتشددين- ان اليمن قد ينزلق في صراع مسلح ويتشظى الى مناطق اقليمية وقبلية اذا ترك منصبه على الفور.وقال متحدث باسم المعارضة ان المحادثات توقفت مثيرا بذلك مخاوف من انه اذا استمرت حالة الجمود فقد تحل أعمال العنف بين الوحدات العسكرية المتنافسة محل العملية السياسية.وقالت شخصية معارضة أخرى طلبت عدم الافصاح عن هويتها انه ما زال بالامكان التوصل لاتفاق وان صالح يسعى لتخفيف الشروط التي تريد المعارضة فرضها على نشاط أسرته في المستقبل.وأضافت قائلة "نحن على الطريق لاتمام اتفاق.. الرئيس يحاول تحسين شروط التفاوض وخصوصا فيما يتعلق بوضع أبنائه وأقربائه."وقالت مصادر سياسية في اليمن انه اذا تم التوصل لاتفاق فانه سيتضمن على الارجح استقالة كل من صالح وخصمه الرئيسي اللواء علي محسن الذي أرسل قواته لحماية المحتجين.وذكرت مصادر عسكرية يوم الاثنين ان صالح عزل قائد المنطقة العسكرية الشرقية الذي انشق وانضم للمحتجين. لكن لم ترد انباء عن اقالة محسن قائد المنطقة الشمالية الغربية.وسيترك أبناء الرئيس وأقاربه مناصبهم بموجب اي اتفاق لكن الجانب الحكومي يريد ضمانات بأنه لن تتم ملاحقتهم قانونيا. ولم يتضح على الفور ما اذا كانوا سيبقون في اليمن لكن هذا هو احد الخيارات.وقال مصدر معارض ان من المرجح أن يسلم صالح السلطة الى نائب للرئيس وفقا لما ينص عليه الدستور. وقال مسؤول معارض ان نائب الرئيس الحالي لا يريد ذلك المنصب وانه ربما يتم اختيار شخصية جديدة.وقالت مصادر سياسية ان حكومة جديدة ستتشكل بغرض تعديل الدستور وصياغة قوانين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.لكن وكما حدث في مصر -التي أطيح برئيسها بعد ان حكم البلاد 30 عاما وهو ما كان مصدر الهام لخصوم صالح- فان التركيز قد يكون على تعديل القانون الاساسي الحالي عوضا عن صياغة دستور جديد.ومن المرجح أن تسير العملية الانتقالية بسرعة اكبر كثيرا مما عرضه الرئيس صالح الاسبوع الماضي. فيمكن أن يجري انتقال السلطة قبل وقت طويل من المهلة التي اقترحها صالح والتي تنتهي بنهاية العام. وقالت مصادر سياسية انه دار حديث عن التحول الى نظام برلماني على اساس التمثيل النسبي.وقال مجلس التعاون الخليجي ان الدول الاعضاء بالمجلس ستحترم خيارات الشعب اليمني مادامت تدعم الامن والاستقرار.وجاءت الانفجارات في مصنع الذخيرة في جنوب اليمن بعد يوم من وقوع اشتباكات بين المتشددين والجيش في البلدة.وبعد أن بدا أن القوات الحكومية قد أخلت مدينة جعار يوم الاحد تدفق الاهالي لنهب المصنع الذي ينتج الذخائر. وقال شهود ان سلسلة من الانفجارات القوية وقعت وربما يكون سببها سيجارة أدت الي اشتعال حريق هائل.وقال طبيب في مستشفى جعار الحكومي بمحافظة أبين "هذا الحادث كارثة حقيقية. أول حادث من نوعه في أبين.. هناك الكثير من الجثث المحروقة. لا يمكنني أن أصف الوضع."ويقول أطباء ان عدد القتلى بلغ 110 لكنهم قالوا ان من الصعب تحديد رقم دقيق لان بقايا الجثث المتفحمة تجعل الحصر عملية عسيرة. وأضافوا أن بعض الضحايا ومنهم نساء وأطفال سيتم دفنهم في مقبرة جماعية.وقال أطباء ان العشرات أصيبوا وان جثثا كثيرة ما زالت في داخل المصنع الذي يوج به أيضا مخازن للبارود.وسيطر مسلحون يشتبه بأنهم من متشددي القاعدة على عدة مبان بما في ذلك مصنع الذخيرة في جعار التي يعيش فيها مئات الالاف من السكان. وحاول الجيش اخراجهم لكن بدا أنه انسحب في وقت لاحق الى زنجبار عاصمة المحافظة.وقال شهود ان الاجراءات الامنية شددت هناك بعد أن أطلق المتشددون صواريخ على مبان حكومية.وتعتبر الولايات المتحدة والسعودية صالح رجلا قويا استطاع منع القاعدة من توسيع موطيء قدمها في اليمن الذي يرى الكثيرون انه يقترب من التفكك.من سينثيا جونستون ومحمد الغباري

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل