المحتوى الرئيسى

القوات السورية تطلق أعيرة تحذيرية لتفريق محتجين في درعا

03/28 23:16

دمشق (رويترز) - أطلقت القوات السورية النار في الهواء يوم الاثنين لتفريق احتجاج مؤيد للديمقراطية في مدينة درعا الجنوبية حيث يريد الاصلاحيون الاطاحة بحكم عائلة الاسد المستمر منذ 41 عاما.وقتل أكثر من 60 شخصا حتى الان في الحملة التي تشنها السلطات في المدينة الواقعة على الحدود الاردنية والتي تمثل أخطر تحد للرئيس بشار الاسد. وقال سكان من المدينة ان قناصة قوات الامن تنتشر فوق أسطح البنايات.ولم يعلق الاسد علانية على الاحتجاجات التي امتدت لمدينة اللاذقية الساحلية ولمدينة حماة بوسط سوريا لكن مسؤولين يقولون انه سيلقي كلمة خلال اليومين القادمين وسط تكهنات بأنه قد يلغي قانون الطوارئ.وتدفقت حشود على ميدان رئيسي في درعا يوم الاثنين وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية وترفض قانون الطواريء.وقال سكان ان قوات الامن أطلقت النيران في الهواء لعدة دقائق لكن المتظاهرين عادوا بعد توقف اطلاق النيران. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت قد وقعت اصابات او خسائر في الارواح.وتعرضت حملة الاسد ضد من يقول مسؤولوه انها جماعات مسلحة ادانة دولية في الوقت الذي يتحدى فيه محتجون شجعتهم انتفاضتان في تونس ومصر النظام الامني في واحدة من أكثر الدول العربية التي تمارس الرقابة المشددة.وقال دينيس مكوندو نائب مستشار الامن القومي الامريكي يوم الاثنين ان الولايات المتحدة تنتظر من الحكومة السورية احترام حقوق السوريين في الاحتجاج بصورة سلمية.وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الاحداث في سوريا تبعث على "القلق العميق" لكنها استبعدت تدخلا على غرار ما يحدث في ليبيا.وتحيط بدرعا مجتمعات زراعية فقيرة وهي معقل قبائل تنتمي للاغلبية السنية في سوريا التي تشعر بالاستياء من السلطة والثروة التي كدستها نخبة من الاقلية العلوية التي تنتمي اليها عائلة الاسد.وتم اسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار الاسبوع الماضي قبل ان يطلق أفراد امن في ملابس مدنية النار بأسلحة الية من مبان.ونزل أشخاص أيضا الى شوارع حماة حيث قتلت قوات حافظ الاسد عام 1982 الاف الاشخاص وأبادت اجزاء كثيرة من الحي القديم لاخماد انتفاضة مسلحة للاخوان المسلمين.ويواجه بشار الاسد (45 عاما) نداءات لرفع قوانين الطواريء التي تستخدم منذ عام 1963 لتضييق الخناق على المعارضة السياسية وتبرير الاعتقال التعسفي واطلاق العنان لجهاز أمن منتشر في كل مكان.ويريد المحتجون الافراج عن السجناء السياسيين والكشف عن مصير عشرات الالاف من المعارضين الذين اختفوا في الثمانينات.وقال سكان درعا ان الجيش والشرطة السرية ارسلوا تعزيزات الى المدينة يوم الاثنين. وتقوم الشرطة بحملة اعتقالات فيما تقف20 حافلة تابعة لامن الدولة على الجسر الرئيسي بالمدينة.وقال أحد التجار في اشارة الى المسجد العمري الذي كان نقطة محورية في المظاهرات التي تشهدها المدينة " (قوات الامن) تصوب بنادقها على اي تجمع بالقرب من المسجد."وقال ابو تمام وهو من سكان درعا ويطل منزله على المسجد ان الجنود وقوات الامن المركزي يحتشدون سويا خارج المسجد. وقال ساكن اخر ان قناصة تمركزوا فوق كثير من المباني المهمة.واضاف قبيل انطلاق مظاهرة يوم الاثنين "لا أحد يجرؤ على التحرك".وما كانت مثل هذه المظاهرات لتخطر على بال أحد قبل شهرين في سوريا التي يحكمها حزب البعث منذ حوالي 50 عاما لكنها تواجه الان موجة المشاعر الثورية العربية التي أطاحت حتى الان بزعيمي مصر وتونس.ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن نائب الرئيس فاروق الشرع قوله ان الرئيس السوري بشار الاسد سيعلن قرارات مهمة خلال اليومين القادمين "تطمئن كل أبناء الشعب" لكن الدبلوماسيين ليسوا متأكدين من الطريقة التي سيتعامل بها طبيب العيون المتعلم في بريطانيا مع الازمة.وقال دبلوماسي رفيع في دمشق "أعتقد أنه لم يقرر ما اذا كان سيظهر على التلفزيون ليحاول نزع فتيل الموقف أو اختيار نهج قمعي أكثر وحشية."وأضاف "لا أتوقع أن يلغي الاسد قانون الطوارئ دون أن يضع بديلا بنفس السوء."ونشر الاسد الجيش في اللاذقية وهي ميناء رئيسي في سوريا وتوجد بها حامية عسكرية كبيرة للمرة الاولى يوم الاحد بعد قرابة اسبوعين من الاحتجاجات في مؤشر على تنامي قلق الحكومة تجاه قدرة قوات الامن على حفظ النظام هناك.ويوجد بالمدينة مقر للشرطة السرية يشبه القلعة الحصينة ويسكنها مزيج من السنة والمسيحيين والعلويين. وقال المعارض السوري البارز عارف دليلة اليوم الاثنين ان بعض الشخصيات الدينية السنية والعلوية وشخصيات المجتمع المدني التقت في مدينة اللاذقية السورية عملا على احتواء العنف الطائفي في المدينة.وقال دليلة لرويترز في اتصال هاتفي من دمشق ان الوضع يبدو هادئا اليوم بعد ان تدخلت بعض الشخصيات الدينية وشخصيات المجتمع المدني. وقال انه أبلغ ان الحافلات تعمل والاعمال عادت لطبيعتها في منطقة الجامعة في اللاذقية.وبعد اعمال العنف في اللاذقية قالت مساعدة كبيرة للاسد ان سوريا مستهدفة بمشروع فتنة طائفية.وقال دليلة العميد السابق لكلية الاقتصاد بجامعة دمشق والسجين السياسي السابق الذي تحدى ما وصفه باحتكارات منحها الاسد لاقاربه ان من السهل اللعب ببطاقة الطائفية في مثل هذه الظروف وأعرب عن أمله ان يختار النظام مخرجا من هذه الازمة يجنب سوريا المزيد من اراقة الدماء.وتقول الحكومة ان قواتها لم تفتح النار الا عندما هددت "عناصر مسلحة" الامن القومي. وجاء في بيان رسمي ان 12 شخصا قتلوا في اللاذقية في مطلع الاسبوع.ومع تنامي الضغوط الغربية على سوريا وهي حليف وثيق الصلة بايران قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين ان الرئيس الاسد لم يرد عليه "بسلبية" عندما حثه على الاستماع الى شعب سوريا وذلك في مكالمتين هاتفيتين على مدى الايام الثلاثة الاخيرة.وقال أردوغان "قال (الاسد) انهم يعملون على رفع حالة الطواريء لتلبية المطالب. قالوا لنا انهم يعملون من أجل تشكيل أحزاب سياسية ... نأمل أن تنفذ هذه الاجراءات بالفعل وألا تظل وعودا."وأضاف "لم نتلق ردا سلبيا عندما حثثنا السيد الاسد على الاستماع الى صوت الناس. أتمنى أن يعلن الامر اليوم أو غدا."وتحسنت العلاقات بين أنقرة ودمشق منذ تولي حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه اردوغان السلطة وتوتر علاقات الصداقة القديمة بين تركيا واسرائيل.وقال اردوغان "من المستحيل بالنسبة لنا أن نظل صامتين في مواجهة هذه الاحداث.. لدينا حدود بطول 800 كيلومتر مع سوريا."

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل