المحتوى الرئيسى

وكلاء الله‮.. ‬يصرون علي الاحتكار مثل أحمد عز‮ »‬ملك الحديد‮«‬‮ ‬الزمر يتبني سياسات نظيف ويطلب لجنة عليا للتكفير‮.. ‬وأخري لإهدار الدم

03/28 22:50

‮ ‮ ‬سعيت جاهداً‮ ‬لترتيب مناظرة بين عبود الزمر وأحد أفراد عائلة السادات‮.. ‬القاتل وأسرة القتيل‮.. ‬وتأخر الرد كثيراً‮.. ‬حتي شاهدت‮ »‬الشيخ‮« ‬كما يسمونه يتحدث عن لجنة عليا للتكفير‮.. ‬وأخري أعلي لإهدار الدم‮.. ‬فشعرت بالرعب علي مستقبل بلادي‮.‬‮ ‬تابعت المشهد يوم الاستفتاء‮.. ‬وكلمات الشيخ ورفاقه عن ضوابط التكفير وقواعد إهدار الدم‮.. ‬حتي يكون ذبح الإنسان متوافقاً‮ ‬مع قواعد الشريعة‮.. ‬المشهد كان مخيفاً‮ ‬لكل مصري رغم الفرحة البادية في عيون المصريين بحرية القرار‮.‬واحتفل فريق نعم بالنصر الساحق‮.. ‬وخرج علينا شيخ آخر يحدثنا عن فنون القتال إبان‮ ‬غزوة الصناديق‮.. ‬والنصر الساحق علي النصاري وأتباعهم من شباب ثورة ‮٥٢ ‬يناير‮.‬أمضيت أعواماً‮ ‬كثيرة أتابع الدماء التي سالت حسب شرع الشيوخ والأموال التي نهبت نزولاً‮ ‬علي فتوي الاستحلال التي عاد إلي الواجهة من أطلقوها‮.‬تذكرت حادث اغتيال فرج فودة ومحاولة قتل نجيب محفوظ ذبحاً‮ ‬بسكين‮.. ‬شاهدت الأستاذ في مستشفي الشرطة‮.. ‬والتقيت مع الجراح الذي أنقذه‮.. ‬الدكتور سامح همام‮.. ‬الذي قال لي يومها إن السكين‮.. ‬كادت تذبح الشريان الرئيسي لولا عناية الله‮.. ‬مازلت أذكر أسرة خفير قتله الإرهابيون الجدد بدم بارد في القوصية‮.. ‬والتقيت وكيل النيابة قبل ‮٧١ ‬عاماً‮.. ‬كان حزيناً‮ ‬وقال لي‮: ‬تصدق كان في جيبه جنيه واحد‮.. ‬ومازال مشهد زوجته وأطفاله ماثلاً‮ ‬أمام عيني‮.‬غزوة الصناديق‮.. ‬كشفت الخطر الداهم الذي بدأ يلوح في الأفق‮.. ‬عودة القتلة إلي الساحة وسط أجواء احتفالية ربما تخدع البسطاء بالأبطال القتلة وينسي الجميع دماء أكثر من ‮٠٠٢١ ‬مصري وأجنبي‮.. ‬كل ذنبهم أن فتاوي التكفير صدرت‮.. ‬وأوامر القتل واجبة التنفيذ بتعليمات وكلاء الله علي الأرض‮.‬ليس لله وكلاء علي الأرض‮.. ‬ولم تحدث في التاريخ إلا في العصور الوسطي في أوروبا،‮ ‬عندما كان رجال الدين يبيعون صكوك الغفران للأثرياء فقط‮.. ‬ومن لا يستطيع الدفع فمصيره جهنم وبئس المصير حتي لو كان مؤمناً‮.‬أحد المقربين من الشيخ عبود الزمر رد علي طلبي بإجراء مناظرة مع أسرة السادات بأن الشيخ لم يرد بعد‮.. ‬وعندما زاد إلحاحي قال لي إنه يبدو أن الشيخ يخشي أن يجبر علي تقديم اعتذار عن الجريمة أمام الرأي العام‮.. ‬وهو الذي يستعد للعودة إلي الحياة السياسية‮.‬الجماعة الإسلامية وجرائم القتل المتعمد لمواطنين ربما كل جريمتهم هو مرورهم بأرض الغزة وقت تنفيذها‮. ‬المئات فقدوا حياتهم بهذه التهمة‮!‬الجنازير التي حكم بها أعضاء الجماعة والتنظيمات التي انشقت عليها الشارع في أسيوط والفيوم‮ »‬الشوقيين‮« ‬وحتي امبابة التي حكمها الطبال الشيخ جابر الذي قالوا لوكالة رويتر عام ‮٢٩٩١ ‬إنه أقام إمارة امبابة الإسلامية‮.. ‬وأنه يطبق شرع الله‮.. ‬ويفرض الجزية علي النصاري ومازلت أذكر مقال الكاتب الكبير ابراهيم سعدة حول هذه التصريحات‮.‬ولكن لحظة القبض عليه‮.. ‬وكنت أنا والزميل مصطفي رضا‮.. ‬متواجدين وهو يقسم بأغلظ الإيمان أنه طبال وليس له علاقة بالسياسة‮.‬‮»‬أنا ضد تكفير الناس دون ضوابط ولابد من وجود لجنة متخصصة للتكفير‮« ‬تلك كانت بشري الشيخ عبود الزمر لنا جميعا‮.. ‬بل واصل‮.. ‬لم أشعر بالندم علي قتل السادات‮.. ‬وواصل الزمر الكبير‮ »‬لابد من تأسيس لجنة علماء حتي لا يخطئ لوضع ضوابط إهدار الدم‮..! ‬فلا يجوز قتل الناس دون سند ولابد من ضوابط‮«.‬وطبعاً‮ ‬نسي الشيخ أن يقول لنا إنه من الضروري إلغاء المحاكم وتسريح القضاة‮.. ‬لا أعرف سبباً‮ ‬لإصرار شيوخ‮ ‬غزوة الصناديق علي الوصاية علي الشعب وإهدار دم شهداء الثورة مرة ثانية ففي الأيام الأولي للثورة لم تشارك أية تنظيمات دينية‮.. ‬والإخوان كان موقفهم واضحاً‮ ‬قبل الثورة‮.. ‬حتي شعروا باقتراب نجاحها فساهموا فيها‮.. ‬ونفس الموقف اتخذته الكنيسة‮.. ‬ونصحت بعدم المشاركة لكن كثيراً‮ ‬من الشباب القبطي شارك بشكل منفرد‮.‬فماذا الآن يقفز الدينيون فوق دماء الشهداء‮.. ‬ويحاولون إجهاض حلم الدولة المدنية التي تتيح الحرية للجميع‮.‬لم أكن قريباً‮ ‬من الدكتور يحيي الجمل ولن أكون‮.. ‬لكن اصطياد المحامي ممدوح اسماعيل لما قاله‮.. ‬وممارسة الإرهاب الفكري عليه بسحبه إلي قاعات المحاكم لأنه قال إن الله ليس عليه إجماع‮.‬وهي مقولة يرددها الجميع منذ سنوات بعيدة‮.. ‬ولكن وكلاء الله علي الأرض عادوا من جديد لممارسة الإرهاب الفكري‮.‬ولم يكن محامي الجماعات الإسلامية وحده هو الذي لاحق الجمل‮.. ‬لكن أحد شيوخ السلفية وهو عبدالمنعم الشحات،‮ ‬عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية شكك في صحة إسلام الدكتور يحيي الجمل‮.. ‬وطالبه بالتوبة إلي الله بسبب التصريحات التي أدلي بها لبرنامج‮ »‬مصر النهارده‮« ‬وانتقد فيها الدولة الدينية‮.. ‬كما دعا الشحات المواطنين إلي إرسال رسائل لقادة المجلس العسكري ورئيس الوزراء للمطالبة بإقالة الجمل‮.‬وقال الشحات في المقال الذي بثه موقع‮ »‬صوت السلف‮« ‬بعنوان‮ »‬قاموس الجمل بين القداسة والعفن‮« ‬هذا يدفعنا للتساؤل عن عقيدته في القرآن‮: ‬هل يعتقد أنه كلام الله أم لا؟ وعن عقيدته في حفظه‮: ‬هل يعتقد أنه محفوظ،‮ ‬لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أم لا؟‮.. ‬وعن عقيدته في الله‮: ‬هل هو أحكم الحاكمين أم لا؟‮. ‬وهل تشريع أحكم الحاكمين تشريع للعاملين دونما قيد بزمان أو مكان أم لا؟ مضيفاً‮: »‬معلوم أن الإجابة عن أي سؤال مما مضي بلا‮.. ‬تساوي الإجابة عن سؤال‮: ‬هل أنت مسلم بلا؟‮« ‬تخيلوا التكفير العلني‮.‬ودعا الشحات إلي مطالبة المجلس العسكري بالإقالة الفورية للجمل من كل مناصبه وقال‮: »‬لو أرادوا استفتاء علي ذلك،‮ ‬فليكن‮.. ‬ونحن نثق أن النتيجة ستكون أكثر من ‮٧٧‬٪‮ ‬التي خرج بها استفتاء تعديل الدستور‮« ‬كما دعا إلي مطالبة الجمهور بتفعيل حملات إسقاط‮ »‬يحيي الجمل‮«.. ‬وطبعاً‮ ‬يري الشيخ أن كل من وافق علي التعديلات الدستورية سيكون معه في التكفير،‮ ‬ونسي أن الغالبية العظمي ممن قالوا نعم هم الصامتون الذين يطلبون استقراراً‮.. ‬ولم يكن نتيجة عزوة ابن يعقوب علي الصناديق‮.‬المتهم بقتل نجيب محفوظ قال في التحقيقات إنه كافر‮.. ‬والدليل أن الجبلاوي في رواية أولاد حارتنا‮.. ‬كان الكاتب يقصد به الله سبحانه وتعالي‮.‬المشهد يتكرر‮.‬فرج فودة المفكر المصري لاحقته اتهامات بالكفر بعد تحديه للشيخ الغزالي في معرض الكتاب‮.. ‬بمناظرة علنية‮.. ‬فصدر قرار التكفير‮.. ‬وتبعتها فتوي إهدار الدم‮.. ‬وتقدم فريق التنفيذ علي دراجة نارية ليمطروا الراحل بوابل من الرصاص‮.. ‬ورحل فرج فودة‮.. ‬القائمة ممتدة‮.‬الشيخ عبود خرج إلينا بعد ‮٠٣ ‬عاماً‮ ‬من السجن لا ليعتذر عن القتل‮.. ‬لكنه فقط يطلب ضوابط للقتل وإهدار الدم‮.. ‬لحظتها شعرت أن الحزب الوطني يحكم‮.. ‬فكلما مررنا بأزمة يتم إنشاء لجنة عليا‮.. ‬مثلاً‮ ‬للمرور وغيرها كثير‮.. ‬الرجل يطالب بلجنة عليا للتكفير والذبح حسب قواعد الشريعة الإسلامية‮.. ‬مازال يصر علي الوكالة عن الله هو وأقرانه‮.. ‬رغم أن الإيمان لا يخضع لمعايير وآليات السوق‮.. ‬الشيخ ورفاقه يصرون علي الاستحواذ علي الدين واحتكاره‮.. ‬وعلي الآخر أن يتبعهم صاغراً‮.‬الشيوخ من أمثال عبود الزمر وناجح ابراهيم وعصام دربالة و‮...... ‬والشيوخ من أمثال ذلك الذي بشرنا بالنصر في‮ ‬غزوة الصناديق‮.. »‬والبلد بلدنا واللي مش عاجبه يرحل‮« ‬هؤلاء عليهم الرحيل الآن وفوراً‮.. ‬لا تدنسوا دماء الشهداء بأحذيتكم الغليظة‮.. ‬وقلوبكم القاسية‮.‬الشعب عندما ثار وقف الأقباط يحرسون شباب الثورة ومنهم الإخوان أثناء الصلاة في ميدان التحرير‮.. ‬والعكس أيضاً‮ ‬حدث‮.. ‬ذاب الفرز الديني وقت المواجهات‮.. ‬حتي أيقن الشيوخ أن النصر قريب‮.. ‬فهبوا للقفز علي الأحداث‮.. ‬وبات ذلك جلياً‮ ‬يوم الاستفتاء‮. ‬أحدهم قال لي إن الأقباط يريدون رفض التعديلات الدستورية حتي يتم إلغاء المادة الثانية من الدين‮.. ‬وهو فهم بعيد تماماً‮ ‬عما قرره المجلس الأعلي للقوات المسلحة‮.. ‬وفي حالة الرفض سيتم إعلان دستوري لاستكمال الفترة الانتقالية‮.. ‬حتي يتم صياغة دستور جديد بعد انتخاب البرلمان‮.. ‬هم أشاعوا مغالطات وصدقوها‮.. ‬بل وشنوا هجمات استباقية علي الشعب لإكراهه علي الموافقة‮.. ‬فقط حرصاً‮ ‬علي المادة الثانية من الدستور‮.‬‮»‬قالت الصناديق نعم للدين‮« ‬هذا ما قاله الشيخ محمد حسين يعقوب في مسجد الهدي بامبابة‮.. ‬وكأنني أصبحت كافراً‮ ‬بلا دين لأنني قلت لا‮.‬الشيخ المنتصر صدم الرأي العام‮.. ‬لكنه عاد مرة أخري ليتراجع‮.. ‬فهل من الدين القفز علي الثورة؟‮!.‬الشيخ يعقوب سخر من الديمقراطية‮.. »‬بتاعتنا‮« ‬وقال الدين سيدخل في كل شيء‮. ‬وواصل‮ »‬واللي يقول ان البلد مش عنعرف نعيش فيه بالطريقة دي أنت حر،‮ ‬ألف سلامة،‮ ‬عندهم تأشيرات كندا وأمريكا‮«.‬التنظيمات الدينية وقبلها الأزهر والكنيسة تحتاج الآن إلي لغة جديدة لا تتقنها الوجوه القديمة التي أعلت مبدأ التقية‮.. ‬والاقتراب من النظام السابق والتنسيق معه‮.‬ ‮ ‮ ‬سعيت جاهداً‮ ‬لترتيب مناظرة بين عبود الزمر وأحد أفراد عائلة السادات‮.. ‬القاتل وأسرة القتيل‮.. ‬وتأخر الرد كثيراً‮.. ‬حتي شاهدت‮ »‬الشيخ‮« ‬كما يسمونه يتحدث عن لجنة عليا للتكفير‮.. ‬وأخري أعلي لإهدار الدم‮.. ‬فشعرت بالرعب علي مستقبل بلادي‮.‬‮ ‬تابعت المشهد يوم الاستفتاء‮.. ‬وكلمات الشيخ ورفاقه عن ضوابط التكفير وقواعد إهدار الدم‮.. ‬حتي يكون ذبح الإنسان متوافقاً‮ ‬مع قواعد الشريعة‮.. ‬المشهد كان مخيفاً‮ ‬لكل مصري رغم الفرحة البادية في عيون المصريين بحرية القرار‮.‬واحتفل فريق نعم بالنصر الساحق‮.. ‬وخرج علينا شيخ آخر يحدثنا عن فنون القتال إبان‮ ‬غزوة الصناديق‮.. ‬والنصر الساحق علي النصاري وأتباعهم من شباب ثورة ‮٥٢ ‬يناير‮.‬أمضيت أعواماً‮ ‬كثيرة أتابع الدماء التي سالت حسب شرع الشيوخ والأموال التي نهبت نزولاً‮ ‬علي فتوي الاستحلال التي عاد إلي الواجهة من أطلقوها‮.‬تذكرت حادث اغتيال فرج فودة ومحاولة قتل نجيب محفوظ ذبحاً‮ ‬بسكين‮.. ‬شاهدت الأستاذ في مستشفي الشرطة‮.. ‬والتقيت مع الجراح الذي أنقذه‮.. ‬الدكتور سامح همام‮.. ‬الذي قال لي يومها إن السكين‮.. ‬كادت تذبح الشريان الرئيسي لولا عناية الله‮.. ‬مازلت أذكر أسرة خفير قتله الإرهابيون الجدد بدم بارد في القوصية‮.. ‬والتقيت وكيل النيابة قبل ‮٧١ ‬عاماً‮.. ‬كان حزيناً‮ ‬وقال لي‮: ‬تصدق كان في جيبه جنيه واحد‮.. ‬ومازال مشهد زوجته وأطفاله ماثلاً‮ ‬أمام عيني‮.‬غزوة الصناديق‮.. ‬كشفت الخطر الداهم الذي بدأ يلوح في الأفق‮.. ‬عودة القتلة إلي الساحة وسط أجواء احتفالية ربما تخدع البسطاء بالأبطال القتلة وينسي الجميع دماء أكثر من ‮٠٠٢١ ‬مصري وأجنبي‮.. ‬كل ذنبهم أن فتاوي التكفير صدرت‮.. ‬وأوامر القتل واجبة التنفيذ بتعليمات وكلاء الله علي الأرض‮.‬ليس لله وكلاء علي الأرض‮.. ‬ولم تحدث في التاريخ إلا في العصور الوسطي في أوروبا،‮ ‬عندما كان رجال الدين يبيعون صكوك الغفران للأثرياء فقط‮.. ‬ومن لا يستطيع الدفع فمصيره جهنم وبئس المصير حتي لو كان مؤمناً‮.‬أحد المقربين من الشيخ عبود الزمر رد علي طلبي بإجراء مناظرة مع أسرة السادات بأن الشيخ لم يرد بعد‮.. ‬وعندما زاد إلحاحي قال لي إنه يبدو أن الشيخ يخشي أن يجبر علي تقديم اعتذار عن الجريمة أمام الرأي العام‮.. ‬وهو الذي يستعد للعودة إلي الحياة السياسية‮.‬الجماعة الإسلامية وجرائم القتل المتعمد لمواطنين ربما كل جريمتهم هو مرورهم بأرض الغزة وقت تنفيذها‮. ‬المئات فقدوا حياتهم بهذه التهمة‮!‬الجنازير التي حكم بها أعضاء الجماعة والتنظيمات التي انشقت عليها الشارع في أسيوط والفيوم‮ »‬الشوقيين‮« ‬وحتي امبابة التي حكمها الطبال الشيخ جابر الذي قالوا لوكالة رويتر عام ‮٢٩٩١ ‬إنه أقام إمارة امبابة الإسلامية‮.. ‬وأنه يطبق شرع الله‮.. ‬ويفرض الجزية علي النصاري ومازلت أذكر مقال الكاتب الكبير ابراهيم سعدة حول هذه التصريحات‮.‬ولكن لحظة القبض عليه‮.. ‬وكنت أنا والزميل مصطفي رضا‮.. ‬متواجدين وهو يقسم بأغلظ الإيمان أنه طبال وليس له علاقة بالسياسة‮.‬‮»‬أنا ضد تكفير الناس دون ضوابط ولابد من وجود لجنة متخصصة للتكفير‮« ‬تلك كانت بشري الشيخ عبود الزمر لنا جميعا‮.. ‬بل واصل‮.. ‬لم أشعر بالندم علي قتل السادات‮.. ‬وواصل الزمر الكبير‮ »‬لابد من تأسيس لجنة علماء حتي لا يخطئ لوضع ضوابط إهدار الدم‮..! ‬فلا يجوز قتل الناس دون سند ولابد من ضوابط‮«.‬وطبعاً‮ ‬نسي الشيخ أن يقول لنا إنه من الضروري إلغاء المحاكم وتسريح القضاة‮.. ‬لا أعرف سبباً‮ ‬لإصرار شيوخ‮ ‬غزوة الصناديق علي الوصاية علي الشعب وإهدار دم شهداء الثورة مرة ثانية ففي الأيام الأولي للثورة لم تشارك أية تنظيمات دينية‮.. ‬والإخوان كان موقفهم واضحاً‮ ‬قبل الثورة‮.. ‬حتي شعروا باقتراب نجاحها فساهموا فيها‮.. ‬ونفس الموقف اتخذته الكنيسة‮.. ‬ونصحت بعدم المشاركة لكن كثيراً‮ ‬من الشباب القبطي شارك بشكل منفرد‮.‬فماذا الآن يقفز الدينيون فوق دماء الشهداء‮.. ‬ويحاولون إجهاض حلم الدولة المدنية التي تتيح الحرية للجميع‮.‬لم أكن قريباً‮ ‬من الدكتور يحيي الجمل ولن أكون‮.. ‬لكن اصطياد المحامي ممدوح اسماعيل لما قاله‮.. ‬وممارسة الإرهاب الفكري عليه بسحبه إلي قاعات المحاكم لأنه قال إن الله ليس عليه إجماع‮.‬وهي مقولة يرددها الجميع منذ سنوات بعيدة‮.. ‬ولكن وكلاء الله علي الأرض عادوا من جديد لممارسة الإرهاب الفكري‮.‬ولم يكن محامي الجماعات الإسلامية وحده هو الذي لاحق الجمل‮.. ‬لكن أحد شيوخ السلفية وهو عبدالمنعم الشحات،‮ ‬عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية شكك في صحة إسلام الدكتور يحيي الجمل‮.. ‬وطالبه بالتوبة إلي الله بسبب التصريحات التي أدلي بها لبرنامج‮ »‬مصر النهارده‮« ‬وانتقد فيها الدولة الدينية‮.. ‬كما دعا الشحات المواطنين إلي إرسال رسائل لقادة المجلس العسكري ورئيس الوزراء للمطالبة بإقالة الجمل‮.‬وقال الشحات في المقال الذي بثه موقع‮ »‬صوت السلف‮« ‬بعنوان‮ »‬قاموس الجمل بين القداسة والعفن‮« ‬هذا يدفعنا للتساؤل عن عقيدته في القرآن‮: ‬هل يعتقد أنه كلام الله أم لا؟ وعن عقيدته في حفظه‮: ‬هل يعتقد أنه محفوظ،‮ ‬لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أم لا؟‮.. ‬وعن عقيدته في الله‮: ‬هل هو أحكم الحاكمين أم لا؟‮. ‬وهل تشريع أحكم الحاكمين تشريع للعاملين دونما قيد بزمان أو مكان أم لا؟ مضيفاً‮: »‬معلوم أن الإجابة عن أي سؤال مما مضي بلا‮.. ‬تساوي الإجابة عن سؤال‮: ‬هل أنت مسلم بلا؟‮« ‬تخيلوا التكفير العلني‮.‬ودعا الشحات إلي مطالبة المجلس العسكري بالإقالة الفورية للجمل من كل مناصبه وقال‮: »‬لو أرادوا استفتاء علي ذلك،‮ ‬فليكن‮.. ‬ونحن نثق أن النتيجة ستكون أكثر من ‮٧٧‬٪‮ ‬التي خرج بها استفتاء تعديل الدستور‮« ‬كما دعا إلي مطالبة الجمهور بتفعيل حملات إسقاط‮ »‬يحيي الجمل‮«.. ‬وطبعاً‮ ‬يري الشيخ أن كل من وافق علي التعديلات الدستورية سيكون معه في التكفير،‮ ‬ونسي أن الغالبية العظمي ممن قالوا نعم هم الصامتون الذين يطلبون استقراراً‮.. ‬ولم يكن نتيجة عزوة ابن يعقوب علي الصناديق‮.‬المتهم بقتل نجيب محفوظ قال في التحقيقات إنه كافر‮.. ‬والدليل أن الجبلاوي في رواية أولاد حارتنا‮.. ‬كان الكاتب يقصد به الله سبحانه وتعالي‮.‬المشهد يتكرر‮.‬فرج فودة المفكر المصري لاحقته اتهامات بالكفر بعد تحديه للشيخ الغزالي في معرض الكتاب‮.. ‬بمناظرة علنية‮.. ‬فصدر قرار التكفير‮.. ‬وتبعتها فتوي إهدار الدم‮.. ‬وتقدم فريق التنفيذ علي دراجة نارية ليمطروا الراحل بوابل من الرصاص‮.. ‬ورحل فرج فودة‮.. ‬القائمة ممتدة‮.‬الشيخ عبود خرج إلينا بعد ‮٠٣ ‬عاماً‮ ‬من السجن لا ليعتذر عن القتل‮.. ‬لكنه فقط يطلب ضوابط للقتل وإهدار الدم‮.. ‬لحظتها شعرت أن الحزب الوطني يحكم‮.. ‬فكلما مررنا بأزمة يتم إنشاء لجنة عليا‮.. ‬مثلاً‮ ‬للمرور وغيرها كثير‮.. ‬الرجل يطالب بلجنة عليا للتكفير والذبح حسب قواعد الشريعة الإسلامية‮.. ‬مازال يصر علي الوكالة عن الله هو وأقرانه‮.. ‬رغم أن الإيمان لا يخضع لمعايير وآليات السوق‮.. ‬الشيخ ورفاقه يصرون علي الاستحواذ علي الدين واحتكاره‮.. ‬وعلي الآخر أن يتبعهم صاغراً‮.‬الشيوخ من أمثال عبود الزمر وناجح ابراهيم وعصام دربالة و‮...... ‬والشيوخ من أمثال ذلك الذي بشرنا بالنصر في‮ ‬غزوة الصناديق‮.. »‬والبلد بلدنا واللي مش عاجبه يرحل‮« ‬هؤلاء عليهم الرحيل الآن وفوراً‮.. ‬لا تدنسوا دماء الشهداء بأحذيتكم الغليظة‮.. ‬وقلوبكم القاسية‮.‬الشعب عندما ثار وقف الأقباط يحرسون شباب الثورة ومنهم الإخوان أثناء الصلاة في ميدان التحرير‮.. ‬والعكس أيضاً‮ ‬حدث‮.. ‬ذاب الفرز الديني وقت المواجهات‮.. ‬حتي أيقن الشيوخ أن النصر قريب‮.. ‬فهبوا للقفز علي الأحداث‮.. ‬وبات ذلك جلياً‮ ‬يوم الاستفتاء‮. ‬أحدهم قال لي إن الأقباط يريدون رفض التعديلات الدستورية حتي يتم إلغاء المادة الثانية من الدين‮.. ‬وهو فهم بعيد تماماً‮ ‬عما قرره المجلس الأعلي للقوات المسلحة‮.. ‬وفي حالة الرفض سيتم إعلان دستوري لاستكمال الفترة الانتقالية‮.. ‬حتي يتم صياغة دستور جديد بعد انتخاب البرلمان‮.. ‬هم أشاعوا مغالطات وصدقوها‮.. ‬بل وشنوا هجمات استباقية علي الشعب لإكراهه علي الموافقة‮.. ‬فقط حرصاً‮ ‬علي المادة الثانية من الدستور‮.‬‮»‬قالت الصناديق نعم للدين‮« ‬هذا ما قاله الشيخ محمد حسين يعقوب في مسجد الهدي بامبابة‮.. ‬وكأنني أصبحت كافراً‮ ‬بلا دين لأنني قلت لا‮.‬الشيخ المنتصر صدم الرأي العام‮.. ‬لكنه عاد مرة أخري ليتراجع‮.. ‬فهل من الدين القفز علي الثورة؟‮!.‬الشيخ يعقوب سخر من الديمقراطية‮.. »‬بتاعتنا‮« ‬وقال الدين سيدخل في كل شيء‮. ‬وواصل‮ »‬واللي يقول ان البلد مش عنعرف نعيش فيه بالطريقة دي أنت حر،‮ ‬ألف سلامة،‮ ‬عندهم تأشيرات كندا وأمريكا‮«.‬التنظيمات الدينية وقبلها الأزهر والكنيسة تحتاج الآن إلي لغة جديدة لا تتقنها الوجوه القديمة التي أعلت مبدأ التقية‮.. ‬والاقتراب من النظام السابق والتنسيق معه‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل