المحتوى الرئيسى

لا حرب أهلية في سوريا العربية بقلم:زياد هواش

03/28 20:16

لا حرب أهلية في سوريا العربية ..!! الحرب الأهلية ليست قرار رسميا وليست خيارا شعبيا أيضا . بل هي الحرب الحتمية بين أحرار سوريا العربية وبين الصهاينة العرب الغرباء، على خيارات (الممانعة والمقاومة) . وهذا القطر العربي الممانع والمقاوم، لن يتمزق سياسيا ولن يتمزق طائفيا ولن يتمزق مذهبيا أو عرقيا، ولن يذهب إلى أي شكل من أشكال التقسيم، ولن تستطيع قوة في هذا العالم الأمريكي الاستعماري المتداعي والمهزوم أن تأخذنا إلى حيث تريد، هذا الشعب العربي يريد البقاء على قيد المقاومة، مقاومة الوهابية الصهيونية، وعلى قيد الممانعة، ممانعة أمريكا وإسرائيل . لقد حان وقت الحرية والديمقراطية في سوريا العربية، هذه حقيقة تاريخية تولد في لحظتها التاريخية (سلميا وحضاريا وأخلاقيا)، وعلى امتداد جغرافية بلاد العرب، آخر البلاد الاسلامية الواقعة تحت قبضة الاستعمار الأمريكي وقواعده العسكرية وأنظمته السياسية التابعة والديكتاتورية البُنية والتكوين . هناك من يضع هذه اللحظة التاريخية، لحظة خيار (الحرية والديمقراطية) في سوريا العربية، في مواجهة خيار (الممانعة والمقاومة), وهذا ليس صحيحا على الإطلاق، إنها (اللعبة الأمريكية الأمنية القذرة بتمويل وهابي صهيوني مُعلن) في محاولة دامية ويائسة لخلق (فوضى خلاقة) في قطر عربي متشبع بوطنيته وقوميته واستقلاليته . الشعب العربي في سوريا العربية يريد الحرية ونستحقها، ويريد الديمقراطية وقد حان وقتها, ويريد الممانعة هويتنا القومية، ويريد المقاومة خيارنا الاستراتيجي الوحيد والنهائي، وهذا ما لا تطيقه لا أمريكا ولا إسرائيل ولا عرب النفط الصهاينة الأوغاد . في تونس ومصر انتصرت الثورة السلمية، فقامت اللعبة الأمنية الأمريكية القذرة، وبعد انهيار نظامين تابعين مباشرة لأمريكا، وتديرهما مباشرة إسرائيل، على الجيش الوطني سابقا، الجيش الماسوني، جيش المدن والأغنياء، لضمان استمرارية النفوذ والقواعد الأمنية والعسكرية وبالتالي السيطرة والتحكم، في بعديهما الإفريقي والعالمي . في ليبيا، يقود الموساد الإسرائيلي على الأرض كتائب القذافي بطريقة دموية تدميرية في محاولة فاشلة أعطاها الأمريكي وقتها لاستعادة السيطرة، وعندما استحال عليهم ذلك تدخل حلف شمال الأطلسي الاستعماري واليد الأممية لأمريكا، ليُكمل المشهد الإسرائيلي التدميري على الأرض، في محاولة لضمان استمرارية السيطرة على النفط وتدفقه إلى أوروبا، والاستيلاء على عائداته النقدية الهائلة لإعادة الإعمار, هي إذا عملية استعمارية وتكرار واستنساخ لما جرى في العراق، ومحاولة أمنية قذرة للالتفاف على الثورة الليبية العظيمة والمنتصرة حُكما . في اليمن والبحرين الترابط حتمي، لأن المعركة الثورية هنا إستراتيجية وكونية التأثير على المستقبل الاستعماري الاقتصادي الأمريكي في منطقة نفوذها الأولى وقاعدة تمويلها المالية الوحيدة، نفط وغاز وجغرافية جزيرة العرب . من هذه الحقيقة، حقيقة ارتباط أنظمة جزيرة العرب مباشرة بـ "لانغلي" يمكننا توصيف ثورتي البحرين واليمن، وبلا أي تردد على أنهما ثورتين استقلاليتين في مواجهة قوى الاستعمار الأمريكي وقواعده وعملائه . ومن هذا التوصيف يمكننا الدخول على المشهد الداخلي في سوريا العربية . هناك حركة ثورية شعبية حقيقية وسلمية ووطنية وحرّة وخلاقة وعظيمة وتاريخية، في سوريا العربية، تريد الحرية والديمقراطية، وتريد البقاء على قيد الممانعة والمقاومة . ولها مطالب نريدها جميعنا الآن، وقد حان وقتها، يجب رفع حالة الطوارئ، وإقرار قانون الإرهاب، وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب وتنظيم العمل السياسي والإعلامي وفق القوانين والأعراف الإنسانية العالمية، ويجب تقييد حركة الأجهزة الأمنية، وإلغاء بعضها، ومحاسبتها كلها ولو بصمت ولكن بحزم على سنوات الفساد والتخريب، ويجب إلغاء المادة الثامنة من الدستور، ويجب عودة حزب البعث العربي الاشتراكي إلى حجمه الطبيعي في الحياة السياسة المستقبلية لسوريا العربية بشعبها أولا وأخيرا، وليس عبر أي هوية حزبية فوقية صارت أمنية . وهناك حركة تخريبية وهابية طائفية غريبة وحقيقية وهناك مرتزقة سوريين وعرب وأجانب، يسيرون مع المظاهرات ويقفون فوق أسطح البنايات تحركهم إسرائيل مباشرة ويطلقون النار على المتظاهرين السلميين في محاولة لتوريط الشعب والنظام بالدم . بل هناك ومن داخل النظام من يلعب اليوم لعبة الكراسي الموسيقية على خلفيات طائفية ومذهبية مفترضا أنه سيكون الرئيس المقبل، ويستخدم بعض الأجهزة الأمنية المُخترقة من الموساد لضرب النظام بالشعب دمويا . نحن لا نفهم ولا نقبل، أن يكون السيد رفعت الأسد أو السيد عبد الحليم خدام أو جماعة إعلان دمشق_بيروت، معارضة وطنية حرّة وشريفة، أو أنهم يريدون الخير والحرية والديمقراطية لهذا البلد العربي المقاوم لأمريكا وإسرائيل والصهيونية الوهابية العربية، والمال الوهابي النفطي السعودي يغمرهم، والاستشارات بل التعليمات الأمريكية المباشرة تحركهم، والإعلام العربي الصهيوني يلمع وجوهم الفاسدة والمتآمرة ..!! هي القضية كلها الآن ، محاولات اختراق واضحة المعالم، ومقايضة إقليمية في إطار اللعبة الأمريكية الأمنية القذرة، للالتفاف على الثورة الشعبية السلمية الإصلاحية في سوريا العربية، على مستويين إقليمي وعربي: _ تآمر أمريكي يريد نظاما سياسيا أمريكيا في دمشق، يُسقط خيار الشعب العربي في سوريا، في تبني هوية الممانعة وإستراتيجية المقاومة، والرهان على الزمن في حسم الصراع العربي_الإسرائيلي لصالحنا، وعدم الذهاب إلى الخيار السلمي التدميري . _ تآمر أمريكي_سعودي يريد المقايضة مع تحالف إيران_سوريا، لضمان استقرار بلاد الحرمين واستمرارية حكم آل سعود، في المساعدة على قمع ثورة البحرين وضرب ثورة اليمن في مقابل عدم التدخل الأمني القذر والدموي في الساحة الداخلية السورية وتاليا اللبنانية . _ تآمر أمريكي_إسرائيلي يريد إسقاط خيار تكليف الرئيس ميقاتي لتشكيل حكومة لبنانية وعودة السيد فؤاد السنيورة (العميل نور) وليس السيد سعد الحريري، رئيسا لحكومة لبنان للأسباب المعروفة . صار واضحا الآن وبعد ليل اللاذقية الدامي، أن سوريا العربية لن تقبل التدخل في مسار العملية السياسية في لبنان لضرب المقاومة الاسلامية حزب الله، ولن تضغط على المقاومة الاسلامية الفلسطينية في دمشق، للذهاب إلى مفاوضات مع محمود عباس، ولن تقبل بترحيل قياداتها من دمشق بمعنى إبعادهم جغرافيا لأسرهم سياسيا على الأقل . وصار واضحا وجليا أن سوريا وإيران لن تتدخلا لصالح آل سعود في البحرين الذاهبة بثورتها الاستقلالية إلى النصر، أو في اليمن الذاهب بثورته الاستقلالية إلى الحرية . لقد نجح النظام في سوريا العربية في تحطيم المؤامرة الطائفية المذهبية في ليل اللاذقية الدامي، وهذا الشعب العربي الممانع والمُقاوم في سوريا العربية ولو كره العالم كله، لن يذهب إلى أي حرب أهلية ولو تآمر علينا العالم كله، نحن قوميون عرب أحرار لا يمكن إخضاعنا ولا يمكن تركيعنا ويستحيل أن يهزمنا في وطننا في صلابة وحدتنا الوطنية أحد على وجه هذه الأرض . سقط شهداء غير مسلحين من عناصر الشرطة في ليل اللاذقية الدامي على يد القوى الوهابية الغريبة، كان هذا خيارا حكيما ومؤلما للنظام والسلطة، وطريقة مكلفة لكشف المؤامرة التي تتغطى بثورة شعبية سلمية إصلاحية نريدها جميعنا الآن . ما يجري في سوريا العربية أو في بقية الأقطار العربية ليس مؤامرة أمريكية على الإطلاق، بل هو تكريس حقيقي لخيار سوريا العربية في الممانعة والمقاومة لكل ما هو أمريكي وإسرائيلي . والحكومات العربية كلها فشلت في الحوار مع شعوبها العربية بسبب الفساد أولا وأخيرا، والذي سمح لكل أجهزة الاستخبارات العالمية باختراق النظام الاقتصادي الرسمي العربي، وتكريس ثقافة الليبرالية الاستعمارية الجديدة، أو تحديدا ثقافة : اسرق وطنك لصالح بنوك أمريكا وإسرائيل . والحكومة في الجمهورية العربية السورية تحديدا، تمثل اليوم نموذجا عربيا خلاقا، لليبرالية الأمريكية الخائنة، في كيفية تدمير التجربة الاشتراكية العظيمة، وسرقة المال العام، وضرب الاستقرار الاقتصادي والنقدي، ودفع البلاد إلى الاستدانة من الخارج للتحكم بنا سياسيا وأمنيا، وتدمير الطبقة المتوسطة الوطنية الشريفة والمُنتجة والخبيرة، ودفع الطبقة الفقيرة إلى هاوية الموت البطيء . نحن نحتاج اليوم والآن، إلى (حكومة تكنوقراط غير حزبية)، تكرّس الإصلاحات التاريخية، وتضمن تنفيذها، وتطلق القوانين الطبيعية الناظمة لعمل الأحزاب والمؤسسات الإعلامية، وتشرف على البدء بالعملية الديمقراطية الحامية والحاضنة الأخلاقية للوحدة الوطنية، والهوية القومية العربية، والتجربة الاشتراكية الضامن الوحيد للطبقات الفقيرة والمتوسطة الغائبة والمنسية . ونحن نحتاج بشدة إلى ضرب الفساد بيد من حديد في الأجهزة الحزبية والأمنية والوزارات الافتراضية والإدارات الافتراضية كلها . لإحراق قصر العدل في درعا رمزيته المخيفة، ولا داعي للمزيد من الإشارات والاستدلالات . كل دم يسفك على محراب هذا القطر العربي العظيم، يسفكه المرتزقة الغرباء اليهود الصهاينة، سوريين كانوا أو لبنانيين أو عربا أو أجانب . ولكن كل إهانة حدثت أو تحدث أو ستحدث، لن تمر . لنصيغ الكلام بطريقة مختلفة للنشر: نحن في النهاية لا تعنينا الحرية ولا الديمقراطية، بل يعنينا أولا وأخيرا ممانعة أمريكا ومقاومة إسرائيل، ونشر ثقافة الحرب الوجودية بين أحرار هذا العالم وبين المستعمرين عبر كل هذا العالم . ولكن الشعب العربي في سوريا العربية، وكل الشعوب العربية، تريد الحرية وتريد الديمقراطية، ويجب أن تحصل عليهما الآن . وما ليس للنشر: لا تجبرونا على الخروج لتصفية الحسابات الشخصية، إذا جاء زمن الفوضى الخلاقة، وخرج الفاسدون في الأرض والوطن تحت شعارات النظام والسلطة لمحاولة إهانتنا.. هذه المرّة لن نتسامح مع من كتب فينا تقارير حزبية وأمنية، ومن أهاننا في تاريخنا ورموزنا وقبورنا وأسمائنا، ومن حاول الاستيلاء على أرزاقنا وأملاكنا وبيوتنا.. هذه المرّة سنحمل السلاح، ونحن نُجيد استخدام السلاح، ولن نتردد . 28/3/2011 سوريا العربية / زياد هواش ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل