المحتوى الرئيسى

مجلس الغرب يريد إسقاط العرب !بقلم:نادية علي

03/28 20:16

مجلس الغرب يريد إسقاط العرب ! نادية علي كاتبة تونسية حماية المدنيين هو الشعار الذي رفعه مجلس الأمن الدولي وأستخدمه كاساس إعتمد عليه في صدور قراره الذي لم يكن لير النور لولا الضغوط التي ما رساها مندوبو الولايات المتحدة و فرنسا ,على الحلقة الأضعف في مجلس الأمن " جنوب أفريقيا ونيجيريا" اللتين تمنعتا كثيرا حتى وصل الأمر لتهديدهما بمسألة الديون والمساعدات...اللعبة القذرة والورقة الرابحة في سياسة الغرب الدولية .. وتجدر الإشارة إلى أن امتناع 5 دول عن التصويت مع المقعدين الأفريقيين، كان كافيا لكي لا يمر القرار 1973 تحت البند السابع وهي المنطقة المحظورة على القرارات الأممية المتعلقة بإسرائيل . وبعد صدور القرار الأممي ، كان الرغبة واضحة في الإسراع بتنفيذه ليوافق تأريخ غرو العراق هل هي صدفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟, لكن ما هو غريب الإستعجال الواضح من طرف من المعارضة الليبية ومن يدعمها من المثقفين والمفكرين والنخبة في العالم.كما لم تدخر الفضائيات العربية جهدا في ذلك "مزينة" بمحللين وخبراء عسكريين , استقدمتهم من كل مكان ، غير أن اللافت فيهم أنهم كانوا نسخة واحدة في التحليل ، متباينين فقط في صياغة الكلمات . قبل ليبيا، قمع المحتجون في تونس ومصر على وجه التحديد, و قتلوا بالرصاص الحي و كان بإمكانهم الإستيلاء على مدن مثل السويس وغيرها , لكنهم لم يغيروا الهدف، وكان الصمود في ميدان التحرير،والتركيز على التظاهر السلمي , الوسيلة الأنجع لكسب التضامن مع المحتجين وتعرية النظام و عرابيه الغربيين رويدا رويدا ,حتى وصل الأمر إلى تضارب المصالح بين النظام والغرب ..فكان الطلاق . ومع تحفظي في الحكم بـ" إنتصار المحتجين " ، لكنهم نجحوا في إسقاط مبارك ،وأسقطوا معه حاجز الخوف من الإحتجاج والمطالبة بالحقوق المشروعة، علما أن ما بين الأمرين طريق طويل و شائك لكي يتم رسم قصة إسقاط النظام , و الإنطلاق ببناء الدولة الحضارية المنشودة. وبعد أن قال الشعب المصري "نعم" في إستفتاء 19 مارس 2011 ، وبنسبة كبيرة , في مشاركة عالية , رغم أن الإستفتاء كان على نفس المواد التي عرضها النظام على المحتجين أثناء المفاوضات التي كانت جرت خلال المظاهرات ورفضها المحتجون,ألا تعتبر" نعم" (المصرية) إستفتاءَ على إسقاط مبارك و ليس النظام؟؟ ام هي استفتاء على إنحراف بواطن الثورات العربية ؟؟؟؟ . ألا يستحق منا أول اختبار واستحقاق إنتخابي في احد بلدان " الثورة "وقفة صدق مع أنفسنا وإعادة النظر فيما يجري؟.فشباب الثورة في مصر و غالبية الشخصيات المصرية من كل الأطياف في الميدان , كانت تريد لالالالالالالا ، لكن الشعب قال" نعم" ، والثورات على مر العصور تزيل الأنظمة و لا تعدلها. أماآن الأوان لليبيين واليمنيين والسوريين وكل الشعوب العربية , أن يسايروا الزمن وينظروا إلى أخطاء من سبقهم ويستفيدوا منها ؟ أم أن التسونامي الغربي جرفنا .. إلى أين أيها الثائر العربي ستتركك التسونامي ؟ إما ان تقتلك أو تلقيك بعيدا لتحاول الحياة من جديد وعجلة الزمن لا ترحم , أم أن الوعود الغربية أعمت بصيرتك ؟؟؟ من الواضح إن صانع القرار تعمد الغموض وترك ظاهره رحمة و باطنه عذاب ,ومع الوقت تأتينا التصريحات والتفسيرات وبالقطارة ،من هذا المندوب أو ذاك كل حسب أجندته ،واليد العسكرية تدك أرض ليبيا الحبيبة تحت تهليل من كان الأجدر بهم بدل استدعاء الغرب وحمل السلاح , ان يعتصموا سلميا ,حتى هذا غاب و حل السلاح محل الحناجر ,و الأخطر أن نري تسيير المسيرات في شوارع بنغازي لتهتف بحياة أمريكا وفرنسا على إيقاع دوى الطائرات وهي تدك طرابلس وسبها وسرت .... يا للعار يا ثوار.... قال أهل العراق يوما من قهر إبن الحجاج لهم بعد توليه السلطة إثر موت ابيه رحم إلله الحجاج ما أعدله . ويبدو أننا اخيرا عرفنا لماذا كانت دول الخليج تنفق المليارات على التسلح , فهي لحماية المدنيين ! فقطر و الإمارات تقصفان ليبيا يا للانسانية !. وحلف الناتو دخل علي الخط بعد رفض فرنسي فشل أمام إصرار أمريكي. واكتملت المهزلة بوصف سار كوزي لليبيا علي أنها كوسوفو ،واليمن والبحرين أنهما مثل تونس , يا للعار يا أحرار!. كيف يمكن أن تنطلي علينا اكذوبة حماية المدنيين ؟أين المفكرون والمحللون ؟ وكيف لدعاة الحرية ان يضموا في صفوفهم من ينسحب من سفن الدكتاتورية و الطغيان بعد أن تاكد من غرقها ,(وقد اشاد سار كوزي في خطابه بمن يهرب من السفينة وهي تغرق ) كيف وكيف.............كيف يمكن أن نكرر سيناريو ليبيا في اليمن : نفس البداية , تشابه في التظاهر وتشابه في القمع وتقاطع في الخطاب الرسمي ,و تطابق في توقيت استقالات الدبلوماسيين و المسؤولين وتناغم في انشقاق الضباط و ووحدات الجيش ,وفي تمازج غريب يبدأ تقليص دعم القبائل و في الأخير نستعد للتحرك للقصر الرئاسي , كل هذا بالتماشي مع تصاعد اهداف القصف و ارتفاع سقف المطالب الغربية من النظام الليبي الذي كان بالأمس القريب يصول ويجول ويلاقي أحسن الإستقبال والورود . في هذه المرحلة من الوضعين الليبي واليمني بدأ الشارع السوري بالتحرك وهو ينذر بيمن جديد ....وفي سوريا الوضع سيكون أصعب لأن الأمر هنا يتعلق بحلفاء إيران والمقاومة اللبنانية ,وهنا نرى بداية في درعا غير بعيدة عن بنغازي لكني آمل أن لا تكون بنفس النهاية. وأنبه الإخوة في سوريا على خطورة المخطط المعد للإستفادة من إنتفاضة شعوبنا المشروعة و اختصارها في الإطاحة برأس هرم السلطة وإبقاء النظام لتلميعه، أو - في حال تعذر ذلك - تترك البذور لعراق هنا وصومال هناك. وتجدر الإشارة الى أنه إذا فهمت الأنظمة التي لم تلحق بالركب في الوقت المناسب خيوط المؤامرة , و تدخلت للإصلاح بصورة عاجلة ربما نتفادى الأسوء ونقطع الطريق على المتربصين بنا , فما مبادرة العاهل المغربي محمد السادس إلا بداية الطريق إذا تم استغلالها من جانب المحتجين و المطالبين بالإصلاح , و أحيي محاولة الرئيس السوري للإصلاح وأدعوه للمزيد قبل فوات الأوان , و أتمنى على المتظاهرين أن يستغلوا الفرصة ويتفاوضوا للخروج بأكبر قدر من الإصلاح دون أن يكون للغرب فيها الفضل عليهم , لحقن الدماء قدر المستطاع، فنجاح الثورة لا يقاس بعدد الضحايا بل بما حققت من أهدافها ومدى استجابتها لتطلعات الشعوب , وأرجوا ان يلحقهم في ذالك البقية. إذا كان ما يروج له الغرب من مثل عليا و تضامن مع الشعوب وتطلعاتها صحيحا , لماذا يهمل الصومال؟ أليس هناك مدنيون ؟. وماذا فعلوا حيال هجمات جيش الرب (الأوغندي) على المدنيين في جنوب السودان الذي فصلوه عن الشمال و دعموه ليكون دولة مستقلة , ولماذا ...ولماذا؟؟,, فلا يغركم ذلك فديمقراطيتهم هي تصويت صناديق في منتهي الشفافية و تنافس على الرقي بمجتمعاتهم , وتأمين حق العيش الكريم والحريات العامة و ...لمواطنيهم و في بلدانهم وليس للتصدير . وكيف لمجلس الأمن الذي لا يتماشى مع العجلة السريعة للتطور , حيث أنه يسير بعقلية تأسيسه في أربعينيات القرن الماضي و هو الذي يوفر الغطاء للسياسات الدولية القذرة ضد شعوبنا , أن يتشدق علينا بالحرية والديمقراطية،وهو الأجدر به أن يتحرر من حق النقض (الفيتو ) الذي هو سبب مصائبنا؟.. أين الديمقراطية بينما خمس فقط دول تتحكم في مصير العالم مع أن الفيتو في الواقع لا يستخدم إلا من طرف أمريكا. من أعطاهم الحق في ذلك ؟ . هل نظموا استفتاء عليه؟. ولماذا لا يعيدون هيكلة مجلس الأمن و يسقطوا الفيتو؟ام أنه ضروري لحماية المدنيين الإسرائيليين !.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل