المحتوى الرئيسى

لن تحكموا الشعوب بالخداع بقلم سليم شراب

03/28 19:48

لن تحكموا الشعوب بالخداع بقلم / سليم شراب نزول أزلام النظام الحاكم إلى الشارع في العديد من الدول العربية , أصبحت سمة معظم الانظمة العربية التى تتعرض لاحتجاجات مناهضة لها , لتهتف للرئيس " الشعب يريد بقاء الرئيس " لتبين للعالم ان النظام محبوب وله أنصار يدافعون عنه , وأن الذى يحصل ماهو الا مؤامرات تحاك من الخارج , ومن أعداء الوطن , لتدمير منجزات الوطن وثرواته . هذا عمل أخرق وبكل المقاييس، من قبل الانظمة , لأن الهدف منه المغالطة وخداع الشعوب وتغطية العجز الفاضح بالضجيج والصراخ اللذين يلجأ لهما من يفتقد الحجة والبرهان أو من يفشل في إدارة السلطة. كان يكفي النظام لو أن هناك نظاماً أصلا , وبدلا من هذا التخبط أن يقدم نفسه لشعبه من خلال أعمال ومنجزات حقيقية، ومشاريع تنموية وحياة معيشية يعمها الرخاء ورخص الأسعار، ويسودها الأمن والأمان، بحيث تصان أراضي الشعب من النهب وأرواحهم من القتل والثروة الوطنية من السرقات وبمحاربة الفساد، ليجد المواطن العدل والحرية والمواطنة المتساوية، وبالتالي لن يحتاج النظام إلى هذه المغالطات ولا حتى إلى نشرات أخبار يومية تبث الخداع، بأن كل الجماهير مع رئيسها ,وان الذى يحصل من احتجاجات مناهضة هى قلة من الخونة ومتعاطى المخدرات وبعض أتباع القاعدة , دفعت بهم أمريكيا واسرائيل من أجل ضرب الاستقراروالامن أى تناقد هذا ؟!! قاعده وامريكيا واسرائيل فى نفس الوقت , وللاسف تجد من يسوق لتلك الانظمة من بعض الاعلاميين والمثقفين , الذين ارتموا فى احضان الانظمة الديكتاتورية , وجعلوا من أنفسهم ناطقين بأسم النظام , وترك واجبه المهنى الحقيقى , وتنازل عن قول الحقيقة , من أجل بعض المناصب الوهمية المؤقتة أو حفنة من الدولارات وتذيع ليل نهار الأوهام عن الانتصارات و البطولات التى حققها الرئيس للوطن والمشاريع الضخمة والمنجزات الاسطورية التى تحققت على ايدى الرئيس ونظامه . وبهذه الدعاية الخادعة يعتقدون بالامكان خداع الرأى العام المحلى والعالمى و تحجيم الاصوات المعارضة فى الشارع ,المطالبة بضرورة رحيل الرئيس ونظامه . وهنا أعتقد جازما كل هذه الاساليب و الأكاذيب والمغالطات , ستنقلب ضدهم و تصبح سلاحا جديدا بيد المحتجين المعارضين , تعري به ممارسات السلطة وأباطيلها، حيث السلطة هنا امتهنت الوظيفة العامة وامتهنت المؤسسات التعليمية وأجبرت كل هؤلاء , وهم ضحايا سياساتها بالخروج ليهتفوا لها بالروح بالدم نفديك يارئيس . هذه الفعاليات التي خرجت قهرا تحت تهديد الموظف بخصم أقساط من راتبه إذا لم يخرج والطالب بخصم درجات إذا لم يحضرها بزي غير الزي المدرسي وكذا رجال الامن . من الطبيعي أن يبقى الشارع ميدان يلجأ إليه المعارضين في كل العالم احتجاجا على أداء السلطات وفشلها، أما السلطات المحترمة فإنها لا تلجأ إلى الشارع إلا من باب المغالطات وتغطية العجز أو إدارة الفتنة. هذه المغالطات السلطوية التي سخرت فيها السلطة الضحايا المغلوبين على أمرهم ليهتفوا لجلاديهم، هل ستخفض الأسعار ؟ هل ستعيد الأراضي المنهوبة لأصحابها؟ هل ستعيد مئات المليارات التى نهبها الرؤساء وازلامهم , لكنها بوضعها وعجزها وفشلها لن تستطيع أن تغير من الواقع شيئا، ذلك «أن الله لا يصلح عمل المفسدين». وهذه الممارسات السلطوية الحمقاء ستزيد الشعوب سخطاً على سخطه، وسيذهب زبد السلطة جفاء وسيبقى في الشارع ما ينفع الناس. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل