إعانة البطالة: اشتراطات جوهرية

علي سعد الموسى بالإثباتات الورقية، يقدم لي بالأمس رجل أعمال – متوسط – أوراق استقالة أربعة من الشباب وتركهم المفاجئ للعمل رغم أنه وبحسب – المسيرات – التي تأكدت من تواقيعهم عليها كانوا يحصلون على راتب من (3200) ريال في الشهر، وهم بالمناسبة من حملة الشهادة الثانوية. والتبرير الذي ذكره أحدهم في اتصال هاتفي قام به رجل الأعمال – تحت سمعي – هو الرغبة في الحصول على إعانة البطالة القادمة و(جبر) الناقص عبر بضعة مشاوير للأجرة الخاصة التي ستدر له أيضاً ألفي ريال شهرياً من مجرد عمل ساعتين في المتوسط اليومي بحسب قوله. وحتى مساء الأمس بلغ عدد المسجلين من طالبي إعانة العمل على نظام (حافز) أكثر من مليون وتسعمئة متقدم وهو رقم يكذب بكل وضوح على واقع البطالة الحقيقي الذي لا يتعدى عشر هذا الرقم. وحتى لا يتحول (حافز) إلى قضية (خمول وتكاسل) لا بد له من اشتراطات: أول الشروط ألا يمنح إلا لمن كان عمره 22 عاماً وهو الزمن الذي تتكفل فيه الدولة بمجانية التعليم من الروضة إلى الجامعة. أي تنازل عن شرط العمر هذا سيؤدي إلى أن تكون إعانة البطالة تشجيعاً على الهروب من منافذ التعليم المفتوحة وخصوصاً أن المقعد الجامعي، وعلى مسؤوليتي، لم يعد يشكل مشكلة. ثاني الشروط أن يكون لكل مواطن سجله الرسمي الإلكتروني لدى مكاتب الداخلية والعمل لرصد كل الفرص الوظيفية وتدوين كل السجل الوظيفي الذي أتيح للمواطن متضمناً تدوين الوظائف الحكومية أو الخاصة التي عمل بها وتبرير أسباب ترك العمل حتى لا يتحول نظام (حافز) إلى هبة ضمان اجتماعي، ومثل النماذج الأربعة في أعلى المقال لا يستحقون هذه الإعانة. أهمية السجل الوظيفي الإلكتروني المربوط ببطاقة الهوية الوطنية أمر جوهري يعادل أهمية ما يسمى (social security) في المجتمعات الغربية المتقدمة لتدوين كل شاردة في تفاصيل حياة الإنسان العامة. ثالث الشروط، أن ترتبط أنظمة حوافز الإعانة بشرط زمني صارم لا تتعداه فترة منحة الإعانة كي يظل – التحفيز – للعمل هو الأساس والهدف وإلا فسنجد أنفسنا أمام الملايين الذين يكتفون بهذه الإعانة وخصوصاً إذا وجدوا بجانبها منافذ فرص لا تخضع لأنظمة العمل ولا لسجلات التدوين مثل حالة الشباب المذكورة بعاليه. أخيراً تأملوا الفوارق: الذين تقدموا لمكاتب العمل أيام مشروع القصيبي رحمه الله كانوا مئة وخمسين ألفاً في ستة أشهر فيما يناهز باحثو الإعانة المليونين في أسبوع. *نقلاً عن "الوطن" السعودية