أسوشيتد برس: «دعم الخبز» سيكون أكبر تحديات حكومات ما بعد الثورة

  أكدت وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتد برس»، أن أي حكومة جديدة في مصر، سوف يتعين عليها أن تتصارع مع معضلة الدعم، خاصة فيما يتعلق بالخبز، الذي قالت عنه الوكاله، إنه على الرغم من ثبات أسعاره في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأخرى العام الماضي بنسبة وصلت إلى  17 %، إلا أن أية حكومة جديدة سوف يتعين عليها أن تتصارع مع معضلة الدعم. وأشارت الوكالة إلى أن أزمة دعم الخبز في منطقة الشرق الأوسط هي واحدة من أزمات العالم الذي  يجابه خطر أزمة غذاء محتملة هذا العام، منوهة إلى أن زيادة أسعار القمح في بورصة شيكاغو تشكل عبئاً على الدول الفقيرة مثل مصر، حيث  بدأ الخبز المدعم- والذي يعد عنصراً أساسياً من عناصر الحياة- يتحول إلى سلعة يصعب الحصول عليها. وقالت الوكالة إن متوسط أسعار الدقيق قد بلغ حالياً 346 دولاراً للطن، بما يزيد عن ضعف السعر في عام 2005، وأرجعت ذلك الارتفاع إلى زيادة الطلب، وزيادة أسعار الوقود، وتحويل الذرة إلى وقود إيثانول، كما أشارت إلى أن عوامل الجفاف والفيضانات قد حدت من إنتاج القمح، مما يؤيد التحليلات التي توقعت وقوع أزمة نقص قمح عالمية. ونقلت الوكالة عن جوسيت شيران، مديرة برنامج الأمم المتحدة للغذاء، قولها، إن الحكومات الواقعة تحت ضغط  كبير تضطر إلى الاتجاه لرفع الدعم، مما يمثل مخاطرة كبرى، مضيفة أنه ما إن يتعلق الأمر بالخبز، يصير الخيط بين الاستقرار والفوضى رفيعاً بشكل خطير. ونقلت الوكالة عن رئيس رابطة المخابز في الأردن، عبد الإله الحموي، قوله إنه في غياب دعم الخبز، فسوف يرتفع السعر إلى ثلاثة أمثاله، مما قد يؤدي إلى وقوع الثورات. وقالت الأسوشيتد برس، إن برنامج دعم الخبز المصري يرجع إليه الفضل في تخفيف معدلات الجوع ووفيات الأطفال، وأنه صار بمثابة عقد اجتماعي بين الحكومات المصرية والشعب، إلا أنه قد أسهم في نفس الوقت في تضخيم فاتورة الاستيراد في ظل الانفجار السكاني. ونوهت إلى أنه مع تحول مصر إلى أكبر مستورد للقمح في العالم، فمن المتوقع أن تزيد قيمة وارداتها من تلك السلعة هذا العام إلى 3.5 مليار دولار، بعد أن كانت تكلفتها السوقية 700 مليون دولار منذ عقد مضى. ونقلت عن عبد السلام جمعة، مهندس زراعي، قوله، إن الدعم كان لا بد أن ينتهي، حيث يستفيد منه الأغنياء بشكل أكبر، مشيراً إلى أن هؤلاء لا يشترون الخبز لاستهلاكه، ولكن يستغلونه كطعام للحيوانات لرخص ثمنه مقارنة بالعلف، ولكنه عاد ليقول إنه بعد وقوع الثورة، لم يعد من المناسب الحديث عن رفع الدعم. ويقترح جمعة تكثيف الأبحاث في مجال تحسين بذور القمح المحلية واستصلاح الأراضي ودعم أسعار السماد لصالح الفلاحين كسبيل لمواجهة الصعوبات التي تشهدها السوق العالمية.