المحتوى الرئيسى

انسحاب معارضين بفرنسا من نداء "العلمانية" بسبب حفيد البنا

03/28 11:22

لا يزال المفكر الإسلامى طارق رمضان السويسرى الجنسية، حفيد مؤسس حركة "الإخوان المسلمون" يثير الجدل فى فرنسا كلما ذكر اسمه أو عندما يدلى برأيه فى نقاش حول الإسلام أو المسلمين الذين أصبحوا يشكلون ثانى أكبر ديانة فى فرنسا بعد الكاثوليكية . فقد قررت مارتين أوبرى الأمين العام للحزب الاشتراكى الفرنسى (حزب المعارضة الرئيسى) ولوران فابيوس رئيس وزراء فرنسا الاشتراكى الأسبق سحب توقيعهما من نداء وجه للحكومة الفرنسية لإلغاء نقاش حول العلمانية فى فرنسا بعد أن شمل النداء توقيع طارق رمضان الذى كان والده محمد سعيد رمضان قد أجبر على الهجرة من مصر فى إطار الخلافات الشهيرة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحركة "الإخوان المسلمون". يذكر أن الدكتور محمد سعيد رمضان هو زوج ابنة حسن البنا مؤسس حركة "الإخوان المسلمون" فقد سارعت مارتين أوبرى التى لا تخفى عزمها عن الترشح بأسم الحزب الاشتراكى للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2012 بسحب توقيعها من النداء الذى ألقته مجلة "لونوفال أوبسرفاتور" ومجلة "ريسبيه ماج" للحكومة الفرنسية لإلغاء النقاش المقرر حول العلمانية فى فرنسا حتى لا ينظر إليه على أنه يستهدف أساسا الإسلام بعد أن شن عليها حزب الإتحاد من أجل الحركة الشعبية (الحزب اليمنى الحاكم المؤيد للرئيس ساركوزى) هجوما شرسا لقبولها التوقيع على وثيقة تضمنت اسم المفكر الإسلامى طارق رمضان المولود فى سويسرا عام 1962 . يذكر أن المفكر الإسلامى طارق رمضان متهم فى فرنسا بأنه يتحدث بلسانين لسان منفتح عندما يلتقى بالمسئولين الغربيين أو أمام شاشات التلفزيون ولسان آخر متشدد أمام طلبته فى الجامعات الفرنسية والبريطانية أو أمام سكان الضواحى الفرنسية التى يتكاثر فيها المسلمون لا سيما من دول المغرب العربى. وصرحت مارتين أوبرى أنها قررت سحب توقيعها من الوثيقة بعد أن علمت بوجود اسم طارق رمضان من بين الموقعين، مشيرة إلى أنها لم تكن لتوقع عليها لو كانت تعلم أن طارق رمضان من بين الموقعين . من جانبه أكد لوران فابيوس (يهودى الديانة) أنه وقع على النداء المطالب بإلغاء النقاش حول العلمانية حتى لا يبدو موجها ضد الإسلام قبل أن يوقع عليه طارق رمضان، موضحا أنه بادر برفع أسمه من النداء بعد أن علم بتوقيع طارق رمضان عليه . ومن جانبه انتقد رئيس تحرير مجلة " ريسبيه ماج " ،مارك شاب صن موقف مارتين أوبرى ولوران فابيوس واصفا انسحاب أثنين من أهم زعماء الحزب الاشتراكى من النداء المطالب بإلغاء النقاش حول العلمانية الفرنسية بأنه كارثة لأنه يضعف المطالبة بإلغاء النقاش الذى يدعو إليه الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بعد أن أصبح من الواضح أن هذا النقاش يستهدف أساسا نشر الخوف فى قلوب الفرنسيين من الإسلام و ليس حماية العلمانية الفرنسية كما هو معلن بغرض كسب تأييد أنصار اليمين القومى المتطرف فى فرنسا. يشار إلى أن أنصار اليمين المتطرف فى فرنسا يلقون عادة على المهاجرين بمسئولية كل ما تعانيه فرنسا من مشاكل خاصة زيادة معدلات البطالة وارتفاع نسبة الجريمة . وقال شاب صن فى مقال نشره فى مجلته، إن طارق رمضان لم يفعل أكثر من التوقيع على النداء، مشيرا إلى أن طارق رمضان ليس هو صاحب مبادرة المطالبة بإلغاء النقاش حول العلمانية أو حتى ممن الذين ساهموا فى تحرير النداء . وقال شاب صن، إن توقيع طارق رمضان على النداء لا يعنى أن الموقعين عليه يعتنقون نفس أفكاره ولكن يعنى أنهم متفقون معه على ما جاء فى النداء المطالب بإلغاء النقاش حول العلمانية حتى لا يبدو و كأنه موجه ضد الإسلام و المسلمين . وأشاد شاب صن ببعض مواقف طارق رمضان المنفتحة مثل تأييده لحقوق المرأة ومعارضته لرجم المرأة الزانية بالحجارة إضافة إلى مطالبته الدائمة للمسلمين الفرنسيين بالعمل على الاندماج فى المجتمعات الغربية لا سيما رفضه الواضح للبرقع والنقاب والخمار مطالبا المرأة الفرنسية المسلمة بالاكتفاء بالحجاب بوصفه أكثر ما طالبت به الشريعة الإسلامية. أما المفكر الإسلامى طارق رمضان الذى لا يحمل الجنسية المصرية فقد علق على الجدل الدائر حول توقيعه بين حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الحاكم وبين الحزب الاشتراكى الفرنسى المعارض بأنه يصب فى مصلحة زعيمة اليمين المتطرف فى فرنسا مارين لوبن التى لا تستبعد بعض استطلاعات الرأى العام أن تصل إلى الدور الثانى والحاسم للانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة فى مواجهة مرشح الحزب الاشتراكى على حساب الرئيس ساركوزى الذى يعانى فى الوقت الحالى من تدنى شعبيته بسبب سياساته الداخلية والخارجية لا سيما بعد فشله فى توقع اندلاع الثورتين المصرية والتونسية . وقال طارق رمضان، إنه لو أنفقت مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية كل ما تملك من أموال للدعاية لنفسها ولأفكارها المتطرفة قبل عام من إجراء الانتخابات الرئاسية الفرنسية ما حققت نتائج أهم مما حققها لها الجدل الدائر حاليا بين الحزبين الكبيرين بشأن توقيعه على الوثيقة التى تطالب فقط بعدم استخدام النقاش حول العلمانية كوسيلة لتخويف الفرنسيين من الإسلام . يذكر أن فرنسا أصبحت دولة علمانية لا دين لها عندما فصل قانون العلمانية الصادر عام 1905 بين الدولة والكنيسة بعد أن كانت الكنيسة الكاثوليكية تلعب دورا كبيرا فى الحياة السياسية فى فرنسا، ومنذ صدور قانون العلمانية أصبح يحظر على الرئيس الفرنسى على سبيل المثال بدء أحاديثه بعبارة باسم الله . والمفكر الإسلامى طارق رمضان المتزوج من فرنسية ويتحدث الفرنسية بطلاقة وهو يثير الجدل أيضا فى الشرق المسلم مثلما يثيره فى الغرب المسيحى فقد اتهمه بعض المفكرين المسلمين فى الشرق بأنه يجتهد فى تفسير النص لإرضاء الغرب مثل مطالبته بالتوقف عن تطبيق الحدود كحد رجم الزانية وقطع يد السارق وهى التى يعتبرها الغرب وحشية وغير آدمية. كما يتهمونه بالعمل على أرضاء الغرب بإدانته للعمليات الانتحارية ضد المدنيين فى إسرائيل فضلا عن إقراره بوقوع المحرقة التى يزعم اليهود أن الزعيم النازى أدولف هتلر قتل بنارها نحو 6 ملايين يهودى أوروبى. كما يعتبر منتقدو طارق رمضان فى الشرق أنه يهز الإسلام عندما يحاول إرضاء الغرب مشددين على ضرورة تقديم الإسلام للآخرين فى حقيقته كما هو و كما يفهمه أهله و فق أصول الفقه و قواعد التفسير واللغة العربية على أساس أنه لا يوجد فى الإسلام ما يخجل منه المسلمون ليستجدوا الغرب ليقبلهم ويبتسم لهم .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل