المحتوى الرئيسى

سورية: جهود لإعادة الهدوء إلى اللاذقية بعد يومين من الاضطرابات

03/28 03:17

سعت قوات الجيش والأمن السورية الأحد جاهدة لإعادة الأمن والهدوء إلى اللاذقية الساحلية، وذلك بعد يومين من أعمال العنف والفوضى التي كانت المدينة قد شهدتها وخلَّفت حوالي 15 قتيلا وأكثر من 150 جريحا.فقد انتشرت قوات الجيش في الشوارع والمناطق الاستراتيجية في المدينة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والتي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة يتوزعون على طوائف إسلامية مختلفة، بالإضافة إلى أقلية مسيحية كبيرة.وقد أكد شهود عيان ونشطاء لوكالة الأسوشييتد برس للأنباء أنهم رأوا وحدات وعربات الجيش تنتشر في العديد من الشوارع والأحياء في المدينة وضواحيها. وقال إحدى الأمهات التي كانت تقف إلى جانب ابنتها التي ترقد في أحد المستشفيات الحكومية في المدينة: كانت ابنتي تسير مع زوجها في الشارع بالقرب من مسجد خالد بن الوليد هنا في مدينتنا عندما أُصيبت بطلق ناري من سلاح أحد القناصة .وكانت الحكومة السورية قد قالت في وقت سابق الأحد إن عدد الضحايا الذين سقطوا في أعمال العنف في المدينة السبت بلغ 12 شخصا.وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن مسلحين مجهولين هاجموا أحياء مختلفة في المدينة وضواحيها، وأطلقوا الرصاص من على أسطح المباني، مما أدى إلى ترويع السكان .وقُتل في أعمال العنف 10 من المواطنين، بمن فيهم أفراد الأمن، بالإضافة إلى عنصرين من القناصة المجهولين .وأضافت الوكالة أن نحو 200 شخص آخر أُصيبوا بجروح، معظمهم من قوات الأمن، جرَّاء أعمال العنف. وكانت الحكومة السورية قد قالت إن مسلحين هاجموا السكان في اللاذقية، التي تضم طوائف مختلفة، ما أدى إلى مقتل اثنين على الأقل بنيران قناصة مجهولين.من جهتهم، اتهم المحتجون القوات الحكومية بفتح النيران عليهم، وقال نشطاء إن بعض المتظاهرين أحرقوا عجلات سيارات وهاجموا بعض المحلات التجارية وأضرموا النيران في مكتب تابع لحزب البعث الحاكم في المدينة.وقال عمار القربي وهو معارض سوري منفي في مصر ويرأس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان، إن عشرات شاركوا في المسيرات الاحتجاجية قبل أن يشرعوا في مهاجمة مقرات تابعة لحزب البعث. ويسكن في اللاذقية أكثر من نصف مليون نسمة، إذ يتركز تواجد السكان السنة في المدينة، التي تضم أيضا تواجدا كبيرا للطوائف الأخرى من مسيحيين وعلويين وأقليات أخرى.إلاَّ أن غالبية الطائفة العلوية تسكن في القرى المجاورة للمدينة، وفي المناطق الجبلية، والتي تتواجد فيها أيضا سكان من أقليات واثنيات أخرى.وكانت مناطق أخرى من البلاد قد شهدت أيضا أعمال عنف، إذ حرق محتجون السبت مخفرا للشرطة ومقار لحزب البعث في بلدة طفس التي تبعد نحو 10 كليومترات شمال مدينة درعا الواقعة جنوبي البلاد، والتي كانت قد شهدت الشرارة الأولى لانطلاق الاحتجاجات المناوئة للحكومة في الخامس عشر من الشهر الجاري.وقال ناشط في مدينة درعا لوكالة الأسوشييتد برس للأنباء الأحد إن نحو 1200 شخص بدأوا اعتصاما صامتا في الجامع العمري.وأضاف أن قوات الجيش والشرطة تحاصر المنطقة في ظل أجواء متوتر مع المحتجين، لكن لم ترد تقارير باندلاع أعمال عنف.وتابع قائلا أعتقد أنهم سيهاجمون اعتصامنا في القريب العاجل .في غضون ذلك شنت الأوساط الرسمية والإعلامية السورية حملة ضد الشيخ يوسف القرضاوي، وهو داعية مصري يتخذ من قطر مقرا له، واتهمته بالتحريض لارتكاب أعمال عنف في سورية. وقالت مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، إن القرضاوي حرَّض السنة على التمرد على الحكومة السورية من خلال خطبة الجمعة .وأضافت شعبان أن كلام القرضاوي مسؤول عن اندلاع الاضطرابات في اللاذقية وأن المدينة لم تشهد أي اضطرابات قبل خطبة الجمعة .وتابعت خلال لقائها مع الصحفيين: إن كلمات القرضاوي مثلت دعوة واضحة ومباشرة للنزاع الطائفي .أمَّا جريدة الوطن السورية الخاصة، فقد عنونت افتتاحيتها السبت لعن الله محرِّك الفتنة ، وقالت فيها: صوت من إمارة قطر أبى إلا أن يشذ عن التآخي، وعن روح التسامح في الإسلام، لا بل حرص على ألاَّ يُظهر سوى بصورة الداعي إلى أن يقتل المسلم أخاه المسلم، وربما لاحقاً أن يقتل المسلم أخاه المسيحي، ومن ثم أن يقتل المسلم نفسه بعد ذلك، بكراهيته التي حرص الشيخ على تزكيتها من على شاشة تلفزيون قطر .وأضافت الصحيفة قائلة: كان الشيخ يوسف القرضاوي من على منصته، يوجه رسائل الفتنة، جالساً على منبر مسجد، أمامه المصلون، وترصده الكاميرات، وتنقله الهوائيات إلى العالم. لكن رسالته كانت لسورية فقط. لفئات معينة ممن نقدّر أنهم كانوا ينتظرون إعلان ساعة الصفر، للانتقال في مخطط الفتنة المذهبية من محطة إلى أخرى .يُشار إلى أن القرضاوي كان قد أشاد في خطبة الجمعة الماضية بـ الثورة السورية ، حيث وجَّه انتقادات لاذعة إلى النظام الحاكمن في سورية.وكانت القيادة السورية قد أعلنت يوم الخميس الماضي سلسلة إجراءات تلبية لمطالب المحتجين، لتطلعات المواطنين اللذين يطالبون بتسريع وتيرة الإصلاح في البلاد.وشملت تلك الإجراءات إطلاق 264 معتقلا، غالبيتهم من الإسلاميين، بالإضافة إلى 14 كرديا، وقرارا بإلغاء قوانين الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ عام 1963، واعتماد قانون جديد لتأسيس الأحزاب وآخر للإعلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل