المحتوى الرئيسى

سطور الحرية

03/28 00:19

الشباب علمنا درسا‏..‏ يعتقد البعض ان الشباب الذي قاد ثورة‏25‏ يناير نتاج لتعليم جيد قدمته الدولة لهم خلال الاعوام الماضية‏,‏ والحقيقة ان هؤلاء الشباب نالوا بالفعل تعليما جيدا ولكن لم تقدمه لهم الدولة بكل اسف‏,‏ انما قدمه اباؤهم وامهاتهم‏,‏ فهم الذين ارسلوا معظم شباب الثورة الي مدارس اللغات او الدولية‏,‏ وهي تمثل‏5%‏ فقط من تعداد مدارسنا التي تصل الي‏45‏ الف مدرسة علي مستوي الجمهورية‏,‏ ودفعوا الاف الجنيهات حتي يتعلم ابناؤهم في مدارس لم تبنيها الدولة ومناهج لم تعدها‏,‏ تعتمد علي ابراز الجيد والقدرات والمهارات بفضل قدرات مدرسين ذوي كفاءات متميزة‏.‏ وهناك طلاب اخرون شاركوا ايضا في الثورة هم نتاج اخر لاباء وامهات دفعوا دم قلبهم في دروس خصوصية لسنوات طويلة لكي ينقذوا اولادهم ويعلمونهم بعد ان توقفت المدرسة عن اداء عملها‏,‏ وتقاعست الدولة عن دورها ولم يذهب الطلاب الي المدارس بعد ان هجرها الناظر والمدير والمدرس‏,‏ وخان الجميع الامانة‏,‏ فلم يجد الاباء والامهات امامهم الا انقاذ ابنائهم فقاموا بجميع الادوار‏..‏ وهنا يكون الشكر والتقدير اولا لاولياء امور هؤلاء الشباب الذين استطاعوا ان يغيروا التاريخ ليس في مصر فقط بل في العالم اجمع بشهادة كل القادة‏.‏ ونوجه اللوم الي المسئولين ابتداء من الرؤساء ورؤساء الوزارات والوزراء السابقين‏,‏ وكل من عمل في منظومة التعليم حيث ان المحصلة في الاسواق كانت ومازالت صفرا كبيرا‏,‏ طلاب يتخرجون في المدارس والجامعات‏,‏ اعداد قليلة منهم لديهم المهارات والقدرات اللازمة لسوق العمل‏,‏ والباقون يتفرجون ولايعرفون السبب الذي يرجع الي سوء ماقدم لهم من تعليم‏.‏ نظام التعليم في العالم تغير‏,‏ ويتغير بشكل مستمر ليحقق اهداف الدولة من تقدم ونمو‏,‏ وتمنح سوق العمل الادوات والمتطلبات التي يحتاج اليها من خريجين محددة بالارقام والنسب‏,‏ بمعني ان السوق مثلا خلال السنوات الخمس المقبلة تحتاج فقط الي‏100‏ طبيب و‏500‏ مهندس و‏1000‏ محاسب و‏10‏آلاف مهني‏,‏ موزعين بالارقام علي تخصصات محددة كالكهرباء والسباكة والنجارة وغيرها‏,‏ وهنا لاتستطيع الدولة متمثلة في المدارس والجامعات والمعاهد ان تخرج عن الخطة المحددة‏,‏ والا ستحدث كارثة في منظومة وخطة الدولة التي ساعد في اعدادها المجتمع‏,‏ ورضي عنها ويحكمها العلم من خلال مجالسه ونوابه‏,‏ لانه لاعاطفة مع مستقبل الدول والشعوب‏,‏ وليس هناك‏'‏ معلهش‏'‏ او قرارات سياسية خوفا من الناس‏,‏ فالجميع يعرف مامعني المستقبل‏.‏ الحقيقة اننا جميعا رضينا لما يحدث لنا خلال سنوات طويلة دمر فيها كل شئ‏,‏ وانهار التعليم بشكل مأساوي في المدارس وشهد خللا في الجامعات والمعاهد‏,‏ ونحتاج اليوم الي سنوات طويلة لكي نعيده الي بداية الطريق‏,‏ ويجب الا يتملكنا اليأس‏,‏ فالشباب علمنا درسا لن ينسي علي مر التاريخ‏,‏ فهل لنا ان نبدأ؟‏..‏ ونتعلم الدرس‏!.‏

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل