المحتوى الرئيسى

مليونية عار الثورة 1 أبريل - الدعوة عامة

03/28 00:17

لم أتوقع يوما أنني سأهاجم دعوة للتظاهر في مصر فربما كانت هي الطريقة الوحيدة التي عبرت من خلالها عن رأيي في بلد انساق بأكمله وراء نظام فاسد ولم يكترث واكتفى فقط بالدعاء ونسي قول الله تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} الرعد 11.ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دعوة للتظاهر الجمعة المقبلة الأول من أبريل تحت شعار "مليونية انقاذ الثورة" والمكان كما يقول المنظمون هو "ميدان التحرير و كل ميدان وشارع في مصر" والنداء موجه "إلى الشعب المصري العظيم إلي أبطال مصر وشبابها ومثقفيها" وباعتباري واحدا من شبابها فلي حق الرد.في البداية يحق لي الدفاع المسبق عن النفس بالقول أنني دعوت إلى التظاهر يوم "25 يناير" لمحاولة إغلاق صفحة سوداء في تاريخ مصر كنت ضمن ضحاياها لعدة أسباب أهمها:- أن نظام مبارك أفسد العقول فصار الحق باطل والباطل حق - أصبح الشرف عار والرذيلة شرف - النفاق هو السمة السائدة وهو الطريق إلى تحقيق أحلامك فإن خالفته خانتك دنياك وأصبحت مهددا ربما بالإنقراض فأفكارك أكل عليها الدهر وشرب فنحن في زمن "فتح مخك" - هذه اللغة الساذجة التي حاربتها وسأظل أحاربها ما حييت وإن لم يستمع الناس إلي.- مصر لم تكن مبارك ولن تكون يوما من الأيام حكرا لأحد فهي ملك لأبناءها الشرفاء وليس الانتهازيين أبناء الصدفة فكل عالمهم جاء بالصدفة وبالتملق - كنت أرى الجميع يتحدث ويسب ويلعن مبارك وعائلته وحاشيته والحزب الوطني والداخلية - وللأسف دائما كنت أجد أن من يتحدثون هم أبعد ما يكون عن عالم الفضيلة فأغلبهم لم يجد فرصة للتسلق على سلم الفساد ولو حدث هذا لكانوا أول من "ركبوا الموجة".- أنا أحد أبناء هذا الوطن حالت لي جميع الفرص ولم أرغب يوما في اقتناص أحدها لأنها كانت تعني "النفاق" والتسلق على حساب الغير، والدي كان مؤسسا لحزب التجمع في محافظة سوهاج وغادره لما بدأ الصراع السياسي بداخله فعلمني أن الحرية عطاء وليست مجرد كلمات - الحقيقة في مصر أن الجميع يتصارع من أجل مال أو سلطة أو شهرة أو ... أو .... أو.....- انضممت في 2006 إلى حزب الغد بمحافظة الإسكندرية وشاركت في العديد من تظاهرات حركة كفاية بالقاهرة عامي 2005 و2007 واعتصمت مرتين مع شباب حركة 6 أبريل، ولم أكن أقطن لا بالقاهرة ولا بالإسكندرية إنما بالصعيد وكلما حانت لي الفرصة سافرت بغرض المشاركة في التظاهرات لأقول كلمة حق لم أبغ من ورائها شيئا، وفي عام 2007 قضيت أسبوعا داخل إحدى مقرات أمن الدولة بالإسكندرية وأقسم أنني لا أعرف حتى الآن أين كنت - واليوم أقول كفاك يا شعب مصر تواكلا وكفاك كذبا وخداعا ونفاقا وغشا وتملقا وحيرة واستغلالا للظروف - كفاك انسياقا وراء من يخدعونك فبالأمس مبارك واليوم هؤلاء وغدا من يا ترى؟ من لديه أطماعا في مصر؟ من لم يأخذ نصيبه من "الكعكة" بعد؟ هل تقترب مصر من "جمعة التقسيم" أو "أحد الحرية"؟إن مؤسسة الفساد فى مصر بما تضم من المفسدين والإنتهازيين والمتحولين مازالت تقبض بقوة على زمام المؤسسات الإعلامية والتعليمية والأمنية والإقتصادية والإدارية والإجتماعية، وتسعى بالثورة المضادة بشراسة لإستعادة زمام المبادرة بغية إجهاض باقى مطالب الشعب، تحت دعوى أنه بسقوط الرئيس السابق وحل مجلسى الشعب والشورى قد تحققت مطالب الشعب.إن الشعب فى مصر لن يقبل الحماية التى يضفيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة على مبارك وبطانته. ولن يقبل محاولة غسل النظام السابق وإعادته فى صورة أخرى.مطالبنا /1- الإسراع في محاكمة كبار الفاسدين وعلي رأسهم مبارك وثلاثي الشر : زكريا عزمي وصفوت الشريف وفتحي سرور.2- حل الحزب الوطني أساس الخراب والفساد في بلادنا.3- تطهير الإعلام الفاسد الذي يدافع عن المجرمين ويؤيد ثورتهم المضادة لإجهاض ثورة الشعب, واستبدال الاعلاميين الفاسدين بإعلاميين شرفاء للمساهمة في توعية الناس وعدم تضليلهم.4- الإسراع من مصادرة أموال الطغاة ورجال الأعمال الفاسدين وتجميد كل أرصدتهم في كافة بنوك العالم وأولهم آل مبارك.5- الإفراج عن معتقلي الرأي الذين اعتقلهم الأمن المركزي مسبقا والشرطة العسكرية حديثا.6- التأكيد علي حرية الرأي والتظاهر السلمي وعدم العمل بأي قانون يصدر لتقييد رأي الشعب الذي يستمد الجيش منه شرعيته.اللهجة تغيرت من الحرية إلى إسقاط الحكومة إلى إسقاط النظام إلى مليونية إسقاط حكومة شفيق إلى مليونية الإحتفال بحكومة د. عصام شرف إلى مليونية (إنقاذ الثورة) بدعوى أن المطالب لم تتحقق، وسأرد على هذه المطالب نقطة نقطة:أولا: الثورة الفرنسية تحققت مطالبها بعد ثمان سنوات من إندلاعها فكيف تتحق مطالب المصريين في شهرين؟ثانيا: أنا لا أقول هذا من منطلق أن المطالب تحققت بالفعل فجزء كبير منها لم يتحقق بعد، ولكن هذا طبيعي جدا وبالتالي علينا منح أصحاب السلطة الفترة الكافية فليس لديهم عصا سحرية، مع الأخذ في الاعتبار بأن الشعوب لا ترضى مهما حدث فليست هناك إصلاحات تلبي كافة مطالب الناس بمختلف إنتماءاتهم وتياراتهم السياسية وعقائدهم.ثالثا: مصادرة أموال آل مبارك بدأت بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا وإن كنت مؤمنا بأن الأموال الحقيقية في مأمن وفقا لاتفاق سابق جاء مفروضا على الجميع - أما رؤوس الفساد صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور فهل تطلب سجنهم دون مستندات تدينهم فإن كان لديك شيء منها فقدمه للنائب العام بل وانشره للعالم وإذا لم تتم محاسبتهم فلك الحق في الدعوة إلى التظاهر.رابعا: حل الحزب الوطني بات وشيكا وهذا الطلب من وجهة نظري "لا بيقدم ولا يأخر" لأن الحزب لم تعد له شرعية أصلا بالإضافة إلى أنه أصبح منبوذا من الجميع فحتى مؤسسي الأحزاب الجديدة يحاولون تجنب استخدام كلمة "الوطني" أو ما يشبهها ضمن أسماء أحزابهم فكيف يكون الحزب الوطني مؤثرا؟ لقد أصبح مكروها إلى أبعد الحدود وهذا طبيعي، أما أفراده فقد تفرقوا ومنهم من سينضم إلى أحزاب أخرى ومنهم من انتهى مستقبله السياسي وهؤلاء رؤوسه وقوامه وعليه فإنه إنتهى دون رجعة.خامسا: يعود المنظمون إلى مطلبهم الأول وهو محاكمة رؤوس الفساد ولن أقع مثلهم في خطأ التكرار لأنهم ببساطة ذوي حجة ضعيفة ولا يجدون ما يقولون ولذلك عملوا وفق قاعدة "التكرار يعلم الشطار".سادسا: الإفراج عن معتقلي الرأي .. فمن هم؟ معتقلو الإخوان والجماعة الإسلامية والحركات السياسية أغلبهم تم الإفراج عنهم بالفعل - وبكى الشعب نحيبا عندما تم ذلك أم أذكرك بعبود الزمر وخوفك منه وهو يتحدث على شاشات الفضائيات فلم تطلب الآن أن يتم الإفراج عن الجميع ومن هم تحديدا من تطالب بالإفراج عنهم؟أعتقد أن الرسالة موجهة إلى المجلس العسكري، والمعتقلون المقصودون هم من تم القبض عليهم مؤخرا خلال التظاهر اعتراضا على التعديلات الدستورية - والمعنى في بطن الشاعر.سابعا: التأكيد على حرية الشعب "الذي يستمد الجيش منه شرعيته"، هذا يعتبر تحذير شديد اللهجة إلى القوات المسلحة وشديد الخطورة أيضا فهل نسيت أن الجيش هو من يدافع عن كرامتك وأرضك وحدودك لتنساق وراء دعوى باطلة من شأنها أن تقلب مصر جحيما وتدخلها في فتنة "طائفية" لا يعلم مداها إلى الله سبحانه وتعالى.أطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإعلان الأحكام العرفية إذا ما نجحت تلك الدعوة ووصل عدد المتظاهرين إلى "بضعة آلاف" وليس إلى مليون كما ينشد مشعلو الفتنة.الجمعة المقبلة سنعرف إذا ما كان الشعب المصري قد أدرك الحقائق أم أنه سينساق خلف "أي دعوة" دون أن يسأل نفسه - من أطلق هذه الدعوة ومن يروج لها ومن المستفيد منها وما هي هذه المطالب وما جديتها وشرعيتها وهل الوقت مناسب لطلبها؟أنا مؤمن تماما بأن الثورة المصرية لم تكن ثورة بالمعنى المفهوم وإنما كانت "لعبة سياسية كبرى" ولكنها نجحت في تحقيق معظم مطالبي كأحد أفراد الشعب فأنا الآن أكتب بحرية وأفكر بحرية وأعمل بحرية ولكن لا أريد من الثورة أن تجعل "خفافيش الظلام" تعمل بحرية - الحرية لا تعني الغوغائية ومخطئ من يعتقد أنه قادر على "فرد عضلاته حتى وإن كان ذلك في وجه الجيش" وأذكركم بمقولة أنور السادات "الديمقراطية لها أنياب".لا تسمحوا بفتح باب الفتنة ونحن جميعا معكم ونؤيدكم ليس لأننا متشددون ولكن لأننا عاقلون ونصدق وعودكم بأن الغد أفضل ونرى ذلك واقعا برغم جميع الظروف.أعلم تماما أنكم لن تنخرطوا وراء "الهدف المنشود من مليونية 1 أبريل" لأنكم عقلاء وأذكياء.يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}الحجرات 6

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل