المحتوى الرئيسى

عدوى تتخطى الجغرافيا بقلم:مروان صباح

03/27 18:25

عدوى تتخطى الجغرافيا كتب مروان صباح / الهروب إلى الأمام خطة عسكرية عالمية أُتبعت في كثير من المواقع المختلفة وهي كما يبدو الكرت الأخير لمستخدمها مهما طال الوقت فقد إستخدمها هتلر في أواخر أيامه نتاج قصوره بفهم تجربة نابليون التاريخية في موسكو وها هو (هُتيلر) العصر يدخل بالحائط بعد أن قال الشعب الليبي كلمته ليس أمامك إلا الرحيل . ينسحب هذا الأمر على البحرين فلم يكد المشهد في ميدان اللؤلؤة موقع إسقاط النظام يهدأ قليلاً عندما فوجىء من يقف عند الدوار ومن يتابع التطورات عبر كاميرات الفضائيات بأرتال الجيش السعودي يعبر الجسر الطويل الذي يربط البلدين تجاوباً مع طلب حاكم البحرين لمنع إسقاط نظامه ومواجهة التهديدات الأمنية التى تأتي من الخارج على حسب قول بيانيّن للحكومتيّن البحرنية والسعودية . خطوة ذات مغزى كبير كنا نتمنى أن تحصل في فلسطين الجرح النازف أو لبنان المتكسر على هذه الجغرافيا لمواجهتما مسلسل طويل من العدوان الإسرائيلي على الشعبين ، إلا أنها جاءت في المكان الخاطىء لشعب أراد وحدة المصير والرفض الكامل لممارسات الظلم والقهر وإستمرار غياب وتغيّب حقوق الإنسان ، هذا النوع من الإستحضار لجيش ذو إمكانات لا يعلمها إلا الله والإدارة الأمريكية في مواجهة رجال ونساء اصروا أن يتحدوا القمع والرصاص في زمن لم يعد يقبل إستفحال الخذلان . لتزداد الطينة بله فقد تمركزت القوات السعودية في مناطق ذات مذهب سني ، يا الله كم أكره هذه التفرقة الجبانة ، كي تأخذ الأمور منحى مذهبي تستقوي مجموعة على اخرى بحيث يشعر كل طرف بأنه بحاجة إلى أستغاثة بقوى خارجية مما يهدد مفهوم المواطنة ويعقد الأمور أكثر حتى لا نرى إصلاح للنظام السياسي وما يتبعهما وتتعزز الكراهية الطائفية وتتصلب المواقف أكثر . المسألة ليست طائفية كما يحلو للبعض أن يطلق عليها فتونس ومصر واليمن وسوريا وجميع الإحتجاجات تلاحق الأنظمة العربية تطالب ببساطة برحيل أو تغيير وإنهاء حكم الفرد ، فجميع هذه الدول بها تنوع طائفي . يراد للبحرين بشكل مقصود أن تغوص في الوحل القمعي الذي يؤدي إلى تغيب حقوق المواطنة أو تأجيج الموضوع الطائفي . المظاهرات في البحرين منذ إندلاعها لم تخرج عن كونها تتمتع بأدائها السلمي بل الشهادة لله قد ضرب الشعب المنتفض في البحرين مثالاً للمواطن الصالح بعدم لجوءه لأي نوع من السلاح برغم أن الأجهزة القمعية للنظام قد نكلوا وقتلوا من المحتجين على وضعهم السيء المعيشي حتى وهم نيام في الخيام الدوار . نحن منذ أشهر مسكونون بالأحداث ومتربصين سمعياً وبصرياً على شاشات التلفاز ، نفرح لسقوط طاغية ونتألم لقتل مواطن عربي ولكننا لم نعد نصدق كذبة وجود ديكتاتور يستطيع أن يصمد في وجه العاصفة الشعبية ، التدخل السعودي ينحصر بين منطقين خوفا على النظام السني من الإنهيار في البحرين مرتبطا بحالة من التوتر المصحوب بالقلق من نقل عدوى المظاهرات إلى داخل السعودية . الخطوة التى قامت بها السعودية قصيرة النظر بحيث يتم تهيج النعرات الطائفية في المنطقة وتغرقها ليس في الخليج فحسب بل ستتجاوز كل المحرمات وسيعطي الحق في المستقبل الغير بعيد لإيران لتتدخل في سوريا لحماية النظام من الشعب السوري إرتباطا بالإتفاقيات الموقعة بين الطرفين . هل حكم علينا القدر أن نرى بعين واحده وان لا نستفيد مما حدث من إنزلاقات ليست بغريبه عن الذاكرة العربية الحديثة وتورط العراق بحرب أدت إلى تغيبه ما بعد الشمس وأحرقت كل ما هو قائم من معرفة وثقافة . لا بد أن نصدق ما نراه ونسمعه ولا أظن أننا نحتاج هذه المرة إلى جهد عظيم لإستيعاب ما يحصل بل أنه حصاد لما زرعنا طيلة أعوام الشقاء التى مرت كما يقول المزارعون ،الشعوب العربية تخوض معركة الإستقلال ولكنها بإستحقاق جاء متأخراً مع أنظمتها ، وأنظمتها تسوقها إلى حروب لا يعلم إلا الله إلى أين مستقرها. من الأفضل أن ينصب جهد النظام الرسمي العربي للتصالح مع المواطن العربي من خلال اعطاءه حقوق المواطنة وما يرتيط بها من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية بدل تبديد الثروة القومية في تجنيد العسس وأدوات القمع والافساد المالي والإداري والأخلاقي في الدوائر والمؤسسات الرسمية للدول . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل