المحتوى الرئيسى

مـجلة بونة للبحوث والدراسات تصدر عددها المزدوج (13/14)،بقلم: أ.د.سعد بـوفـلاقـة

03/27 17:15

صدر عن مؤسسة بونة للنشر والتوزيع بعنابة – الجزائر، العدد المزدوج (13/14) من مجلة بـونة للبحوث والدراسات ، وهي مجلة دورية محكمة تعنى بالبحوث والدراسات التراثية والأدبية واللغوية، تصـدر مرتين في السنة ، مؤسسها ومديرها: الأسـتاذ الدكتور/ سعد بوفَلاَقَة،و أمين سرها: محمد سيف الإسلام بوفلاقة، وتتكون الهيئة العلمية للمجلة من الأساتذة الدكاترة الآتية أسماؤهم : أ.د. عبد الملك مرتـاض أ.د الربـعـي بن سلامة ، د. محمد كراكـبـي،أ.د. طـاهـر حـجـار، أ.د. عبد السلام الهـراس،د. أحـمد شـنـة،أ.د. عبد اللطيف الصوفي، أ.د. عـلـي لـغـزيـوي، أ.د الشريف مريبعي، أ.د. مخـتـار نويـوات، أ.د. بلقاسم بلعرج أ.د. فاطمة طحطح،أ.د. خير الله عـصــار، أ.د. سـعـد بـوفـلاَقـة، أ. د. حسن كـاتـب،أ.د. عبد القـادر هـنـي، أ.د. حـفناوي بعـلــي، أ.د. عبد المجيد حنون،أ.د.محمد خان، أ.د رابــح الـعـوبـي، د. سعيد بو سقطة. وهذا ملخص لما ورد في هذا العدد بقلم رئيس التحرير: يشتمل هذا العدد المزدوج(13/14) على مجموعة من الدراسات والأبحاث القيمة تتعلق بالثقافة، والفكر،والتاريخ،وغيرها نذكر منها: افتتاحية العدد التي كتبها رئيس التحرير/أ.د.سعد بوفلاقة تحت عنوان:»ندوة علمية دولية عن الاستشراق وأثره في الثقافة العربية«،جاء فيها: » نظم قسم اللُّغة والأدب والحضارة العربية بجامعة القيروان، بالتعاون مع كلية الآداب بسوسة، ندوة علمية دولية بعنوان: «الاستشراق وأثره في الثقافة العربية»، أيام:8، و9، و10 ديسمبر 2009 م. وشارك في فعاليات هذا المؤتمر نخبة من الأساتيذ والعلماء والباحثين من مختلف بلدان العالم، من المغرب الأدنى (تونس، وليبيا)، والمغرب الأوسط (الجزائر)، والمغرب الأقصى، وفرنسا، وغيرها. قدموا خلال ثلاثة أيام ما يزيد عن خمسين مداخلة تتعلق بالاستشراق وأثره في الثقافة العربية، « نذكر منها: بحث الدكتور حمادي بن جاب الله الموسوم ب:«القبلي السياسي والقبلي النظري في مقاربة الظاهرة الاستشراقية»، تناول فيه مسألة التقابل بين الشرق والغرب ومشروعيته، فالصينيون مثلاً لم يقسموا العالم إلى شرق وغرب، بل إلى وسط هي الصين، وإلى أطراف هي بقية الأمم، جعلها الله لتحمي بلاد الصين، ولم يكن من عادة العلماء العرب المسلمين الاكتفاء بشرق وغرب، وإنما بمشارق الأرض ومغاربها، وتساءل عن مدى براءة الاستشراق من السياسة والهيمنة الاستعمارية، ومدى ارتباط بعض العلوم بها كالجغرافيا مثلاً، ولكن هذا لا يمنع من مساءلة آدائهم العلمي حتى ولو كانوا جواسيس. غلاف العدد وتناول الدكتور محمود المليان من جامعة ليون 3 بفرنسا، موضوعاً بعنوان: «مساهمة في تقديم هنري كوربان (1978-1903) Henry Corbin فيلسوفا ومستشرقا». وأما الدكتور علي دراجي، فقد قدم مداخلة بعنوان: «الاستشراق والتاريخانية العربيّة»، جاء فيها على الخصوص: «تسربت جهود الاستشراق إلى فضاء الثقافة العربية فأصابت عدوى التاريخانية (l’historicisme) علماء الأمة المحدثين، وهي حقيقة تجلت في مناهج القراءة التاريخية المنفصلة عن المعطى الإيماني، المكتفية بالحدث الإنساني في بعديه الزماني والمكاني .لتاريخانية كما عرفها العروي وهو من أبرز دعاتها ومناصريها "هي النزعة التاريخية التي تنفي أي تدخل خارجي في تسبب الأحداث التاريخية، بحيث يكون التاريخ هو سبب وخالق ومبدع كل ما روي ويروى عن الموجودات". إنها بهذا المعنى تعبير عن رؤية فلسفية ترفع القراءة التاريخية إلى مستوى من الوعي ينفصل فيها الحدث التاريخي عن الميتافيزيقي فيصبح الإنسان وحده مالكا لمصيره واعيا وعيا موضوعيا بما حدث وبما هو حادث وبما يكون في مستقبل وجوده، إنها التمثل العلمي الموضوعي لوقائع الماضي بعيدا عن العوامل الخارجة عن إرادة الإنسان (الله، القضاء، القدر، المعجزات...). التاريخانية إذن هي إخضاع التاريخ البشري للنزعة العقلانية الحديثة، إنها في منظور من آمن بها مشروع إيديولوجي كفاحي يرمي إلى تحرير العقل من قيود اللاعقل، قاد هذا الاتجاه الفكري الناشئ عن ثمرات الاستشراق جهود النخبة العربية المثقفة في العقود الأخيرة من القرن العشرين، ووجه القراءة التاريخية للموروث العربي والإسلامي وجهة جديدة هي أقرب إلى التحرر من الرؤية السكونية للموروث، ومن النزعة الجامدة المرتكزة على قداسة السلف،كما شارك في الندوةكما شارك في الندوة أيضاً، توفيق قريرة، عبد الفتاح الفرجاوي، الحبيب النصراوي، محمّد الصحبي البعزاوي، المنجي العمري، عبد العزيز لبيب، حمّادي المسعودي، بلغيث عون، بثينة الجلاصي، محمد علي الحبيّب، محمّد الرحموني، معزّ نصري، منجية عرفة منسية،، عدلان جمعة، عبد الرزاق المجبري، علي بن مبارك، سهام الدريسي، سعاد خوجة، ونّاس الحفيان، (من المغرب الأدنى)،والدكتور الطاهر رواينية ،والدكتور عبد الحق بلعابد، والدكتور حفناوي بعلي، والدكتور محمد مفتاح، والدكتور سعيد يقطين من المغرب الأقصى، وغيرهم.كما تم تكريم شخصيتين متميزتين على هامش الندوة الدولية للاستشراق برقادة، وكانت الشخصية المكرمة الأولى هو الأستاذ الدكتور/هشام جعيط من المغرب الأدنى،أما الشخصية المكرمة الثانية فهو الأستاذ الدكتور/محمد مفتاح من المغرب الأقصى». وتضمن العدد» قراءة في كتاب رؤيتي:التحديات في سباق التميز»لصاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم، بقلم الأستاذ الدكتور خير الله عصار،أوضح فيه تجربة دبي في التنمية، ومما جاء فيه: على كل من يروم التعرف إلى تفاصيل هذا الكتاب أن يرجع إليه، حسبي أن أحلل عددا من النقاط البارزة، التي تبدو ذات أهمية خاصة للقارئ العربي، محاولا أن أحافظ على التعابير والمصطلحات التي استخدمها صاحب السمو. عموما يعتبر محتوى الكتاب مدونة مختصرة حول تجربة دبي في التنمية، تلك التجربة التي تشكل أحد أبعاد "رؤيتي" لصاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم وهي تشكل بحد ذاتها مجموعة ردود منظمة، فعالة وبناءة، على تحديات سباق التميز في العالم المعاصر. قبل سنوات كانت دبي مرفأ صغيرا لصيد اللؤلؤ تحيط به أرض صحراوية على شاكلة مدن عديدة في شبه الجزيرة العربية. لقد طبع صيد الؤلؤ سكان هذا المرفأ بطابعه الخاص، فأثر في طباعهم وأفئدتهم فجعل الواحد منهم كالمحارة، صلب ظاهرها، ولؤلؤة في باطنها، درة، قد لا يوجد مثيل لها في العالم كله، هكذا أتخيل شخصيا سكان البلدان العربية التي كانت أو مازالت تعيش على صيد اللؤلؤ وتسويقه في كافة أرجاء المعمورة. في الوقت الحاضر، دبي مركز عالمي للتجارة والسياحة والاستمتاع بالحياة يقصدها رجال الأعمال والتجار، والمثقفون والمبدعون للإقامة والعمل في جو مفعم بالعواطف الإنسانية التي تسهم في تمكين الفرد من تحقيق ذاته بسلام وتميز. فكيف تم ذلك؟. للإجابة على هذا السؤال، اخترت أن أبدأ بقادة دبي، فلقد أكرم الله هذا البلد بأن وهبها قادة يفعلون ولا يقولون، يبنون ولا يهدمون، إن الفرق بين البناء والهدم في نظر المؤلف هو نفسه الفرق بين من يعمل لمصلحة الناس وبين من يعمل لمصلحة حاشيته، فالبشر، حسب عقيدة صاحب السمو، مؤلف الكتاب هم دوما أهم مكونات التنمية المتميزة إطلاقا. يبقى صاحب السمو وفيا لعقيدته هذه من بداية الكتاب حتى نهايته غير أن مفهوم "البشر" في نظري مركب ومعقد يشبه الطبيعة البشرية بما تتضمنه من اختلافات وتشابهات بيولوجية وثقافية واجتماعية . في محاولته لفهم "البشر" يقسمهم صاحب السمو إلى مجموعتين، مجموعة: أصحاب الطاقة الايجابية ومجموعة: أصحاب الطاقة السلبية إن أصحاب الطاقة السلبية هم المحبطون الذين غمرهم الروتين وأبعدهم عن الاجتهاد والإبداع أما أصحاب الطاقة الايجابية فهم المتفائلون بالحياة والمستقبل، تراهم نشطين يقبلون على الأعمال التي تحتاج إلى ذكاء وفطنة ومهارات متجددة على القائد صاحب الرؤية، أن يحاول إذكاء النار الخامدة عند المحبطين، وأن يبذل جهودا كافية لانقادهم مما هم عليه وتغيير الأوضاع التي أدت إلى هبوط معنوياتهم وكسلهم، فالتحفيز هو القوة التي تحرك الفعل وتطور المبادرة. لقد تحقق النجاح في بناء صرح دبي بفضل التخلص من الطاقة السلبية وعدم السماح لها بالعودة ثانية وعلى النقيض فان تعزيز الطاقة الايجابية يؤدي إلى تقوية الثقة بالنفس والرغبة في التحسن والامتياز. لكن سؤالا يطرح بهذا الصدد: ما هي الوسيلة المتاحة للتعرف على أفراد هاتين المجموعتين؟. يقترح سمو الأمير وسيلة فعالة سماها المتسوقين السريين إنهم أفراد أوكلت إليهم مهمة التعرف عن كثب إلى من يعمل بجد وإخلاص في دوائر الدولة، وهذا من أجل ترقيتهم والاستفادة من كفاءاتهم في عمليات التنمية وفي القيادة والإدارة بعبارة أخرى، في الحقيقة انه، في نظري، الأسلوب الناجح لوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ذلك الشعار الذي تردده وسائل الإعلام وأكثر المسؤولين في بلدان العالم الثالث، دون أن يجد طريقة إلى التطبيق. ماذا عن القيادة اللازمة لتحقيق التنمية المتميزة؟. تتكون القيادة في مضمار التميز من فريق موحد متكامل ليس فيه رئيس ومرؤوس وقائد وتابع، بل يوجد فريق قيادي يطور ويحسن ويبادر ويبدع وينفذ في جو ديمقراطي أصيل، بعيدا عن أسلوب التعالي وإعطاء الأوامر من فوق. لكن: ما هي مواصفات الرؤية القيادية التي ينبغي للفريق القيادي أن يتحلى بها؟. الجواب: عديدة يذكر صاحب السمو منها: تحقيق الامتياز شكلا ومضمونا وتنفيذا، اتساع الأفق والنظرة الشمولية، أن تثير العزائم وتحشد الهمم، أن تعزز تفاؤل الناس بالقائد وبالمستقبل، وتقوي ثقة الجميع بوطنهم وقيادتهم، وأخيرا أن تحقق انتماءهم الوطني والقومي. غير أن ترجمة هذه المفاهيم إلى إجراءات عملية يمكن تنفيذها على أرض الواقع ليس بالأمر السهل فإمكانية حدوث سوء فهم بين صاحب الرؤية ومنفذي مضمون الرؤية ميدانيا حول موضوع ما، أمر وارد دوما ومن النادر أن تفهم رسالة مرسلة من طرف مستقبل تماما كما يريد المرسل. لقد سئل سمو الأمير، مؤلف الكتاب عن أصعب شيء واجهه خلال عمليات التنمية في بلده على مدى عشرين عام فأجاب: "انه إبلاغ المعلومة إلى المعنيين بعملية التنمية لكي يفهموا بالضبط الذي أريده إنه التأكد من أن العاملين يعرفون ما هي رؤيتي بالتحديد وما الذي أريد من كل واحد منهم القيام به...ووضوح كل مرحلة.....لكي لا يحيد عن الرؤية".(2) وعليه يقترح صاحب الرؤية وسائل عدة لتحقيق الفهم والتفاهم ودمج أصحاب الطاقة السلبية نذكر منها: التكرار، والإقناع بأن المخاوف من التغيير وهم، وأن التطوير يديم فرصة العمل ولا يضعفها. كما أن زيادة الإنتاجية تحسن وضع الموظف والاهتمام بالمتعاملين يزيد من احترام الناس وتقديرهم له. إن القائد الناجح، حسب سمو الأمير، هو الذي إذا سمع من شخص ما فكرة واعدة يطلب من صاحبها تقديم دراسة عنها، فإذا حظيت بالموافقة يطلب منه أن ينفذها، مقدما له كل الدعم اللازم لتحقيق نجاحها. حــــلم يتـحقـــق: إن دبي في الوقت الحاضر ناتج أولي لرؤية أصلية ثاقبة وعميقة حققت لها بديلا عن النفط وتنوعا اقتصاديا فريدا لقد صنعت الرؤية فرصا من العدم ومن السراب فأخرجت الماء من الصحراء وأحييت الأرض اليباب. تمتاز دبي بأنها: • بلد دون ضرائب. • تجارتها حرة. • أسواقه مفتوحة. • بلد دون قيود. • دون حواجز تجارية. • بلد النوعية الجيدة والسمعة الممتازة. • بلد يتفوق فيه القطاع الخاص على القطاع الحكومي في مجالات الديناميكية والشفافية والريادة. • يكمل القطاعان بعضها بعضا. • بلد اقتصاده مرتبط بعوامل السوق. ( بعبارة أخرى، تعتبر دبي الآن مدينة الانتقاء واختيار أسلوب الحياة بكل حرية، إنها مدينة التعايش بين الديانات والعروق، مدينة احترام أديان الآخرين ومعتقداتهم وإتاحة الفرص للجميع كي يعيشوا بسلام... مدينة لا تنبذ، تجذب العقول والأدمغة بتهيئة المناخ اللازم لتفتحهم وممارسة اهتماماتهم العلمية والأدبية هذه هي دبي الحديثة التى تولدت عن "رؤيتي". أجل ! كانت دبي مرفأ صغيرا لصيد اللؤلؤ، وها هي الآن مرفأ حديث للقاء الإنساني للحضارات، لحوارها وتعاونها وتحالفها الدرس الأخير: لقد جعل صاحب السمو مؤلف هذا الكتاب القيم من دبي شبلا فريدا متميزا دون أن تأكل أو تحاول أن تأكل أي غزال إن مسيرتها التنموية تذكرني بمقولة تعلمتها مند عقود: "إذا أردت أن تحافظ على مكانك في العالم فيجب أن تعدو دوما بسرعتك القصوى أما إذا أردت أن تسبق الآخرين فيجب أن تعدو بضعف سرعتك القصوى«. وأما الأستاذ الدكتور/سعد بوفلاقة،فقد تناول في بحثه الموسوم ب: :»الاستشراق الألماني وأثره في الثقافة العربية،آنا ماري شيمل نموذجاً «،عدة قضايا،نذكر منها: « أولاً:معطيات 1- مدلولات كلمة استشراق 2- مدلولات كلمة مستشرق 3- تاريخ الاستشراق 4 -دوافع وأهداف الاستشراق والمستشرقين 5- مجالات الاستشراق ووسائله 6- منهج المستشرقين في دراساتهم ثانياً:الاستشراق الألماني وأثره في الثقافة العربية 1-نشأة الاستشراق الألماني وأعلامه 2-غلبة الروح العلمية والموضوعية على المستشرقين الألمان 3-موازنة بين الاستشراق الفرنسي والاستشراق الألماني 4-أثر الاستشراق الألماني في الثقافة العربية ثالثاً:آنا ماري شيمل عاشقة الشرق 1-موجز ترجمتها 2-معرفتها باللغات 3-اتصالها بالعالم الإسلامي 4-مناصبها العلمية في الجامعات الشرقية والغربية 5-مصنفاتها 6-حبها للقرآن الكريم وانتقادها لسلمان رشدي 7-الجوائز والأوسمة 8-وصيتها: بتأسيس نادي حوار الثقافات 9-فذلكة وجاء في العنصر الثالث من البحث الذي عنونه ب: «موازنة بين الاستشراق الألماني والاستشراق الفرنسي»:« هناك فرق بين الاستشراق الألماني السالف الذكر، المتميز بالروح العلمية والموضوعية والنزاهة والتجرد، والإنصاف والاستشراق الفرنسي الذي كان له ماض استعماري بحق باستثناء بعض الشخصيات مثل «مكسيم رودينسون» وهو مستشرق فرنسي من أصل يهودي الذي عشق الثقافة العربية الإسلامية،فأتقن اللغة العربية،وتعمق في دراسة الحضارة العربية الإسلامية،و أصدر أكثر من ستة كتب تتعلق بتاريخ العرب المسلمين وحضارتهم، وكان عالما معتدلا بعيدا عن التعصب العرقي والديني. والمستشرق «دينيه» الذي عاش في الجزائر، فأعجب بالإسلام والمسلمين، وأعلن إسلامه، باسم "ناصر الدين دينيه"وألف مع عالم جزائري كتابا عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وله كتاب أشعة خاصة بنور الإسلام «بيّن فيه تحامل قومه على الإسلام ورسوله، وقد توفي هذا المستشرق المسلم في فرنسا، ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن فيها».(48) أما غالبية المستشرقين الفرنسيين، فمتعصبون، وأكثرهم جواسيس اشتغلوا بالاستشراق، وهؤلاء ليست لدراستهم قيمة علمية، وللاستشراق الفرنسي دور لا يرتاب فيه في تمهيد الأرض العربية والإسلامية للاستعمار الفرنسي، فالمستشرق الفرنسي ماسينيون (Massignon) المعروف كان من كبار المتعصبين، وكان جاسوسا في الشرق، وينبغي أن نعرف ذلك جيدا، لقد بذل ماسينيون وكثير من أمثاله جهودا كبيرة لتخريب العقل العربي والإسلامي، وتنويمه عن طريق تمجيد التصوف الكاذب، وإشاعة الخرافات والأباطيل وإبراز دور الحلاج والرقاصين والدراويش على نحو ما نراه في مؤلفاته.(49) لقد خصص ماسينيون حياته للكتابة عن الحلاج، فجعله صورة مشوهة، ويبدو »أنَّ (ماسينيون)، ما كان يُعنَى بالحلاَّج قدر عنايته بتنفيذ مخطط استعماري أحكم صنعه، فقد ملأ كتابه الضخم عن الحلاج بحشد هائل من الخرافات والترهات والأباطيل، حتى يعمق الهوة بين طائفتين توجدان بالجزائر: طائفة تتمسك بالقديم، فتنساق حسب ظنه إلى اعتقاد أن هذه الخرافات والهذيانات هي صميم الإسلام، وطائفة مثقفة بالثقافة الحديثة تتجه في اعتقاده، من جانبها إلى السخرية والزراية بهذا الإسلام الخرافي بل من الإسلام كله».(50) ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أنَّ (لويس ماسينيون هذا) »كان مستشاراً في وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون الشمال الإفريقي والراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر، وخدم بالجيش الفرنسي خمس سنوات في الحرب العالمية الأولى«.(51) وقد استطاع هذا المستشرق وأمثاله أن يعيثوا في عقول الناس فسادا وإفسادا، وأن يؤثروا في بعض ضعاف العقول من (الطرقيين) في الجزائر الذين أصبحوا يرددون خرافات هؤلاء المستشرقين، ويقولون: »اعتقد ولا تنتقد«، أي: لا تنتقد فرنسا، وأنّ الله هو الذي جاء بها إلى الجزائر، وهو الذي سيخرجها متى شاء... ولكن عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية، حاربهم بفكره النير من خلال جريدة »المنتقد«، التي أصدرها خصيصا للرد على هؤلاء الطرقيين والمتصوفين الذين ساروا في هذا الاتجاه الاستعماري الخبيث. ومثله المستشرق الفرنسي أيضا دي ساسي، الذي كان يشغل منصب المستشرق المقيم بوزارة الخارجية الفرنسية منذ عام 1805 م. وعندما غزا الفرنسيون الجزائر سنة 1830 م، كان »دي ساسي«، هو الذي ترجم البيان الموجه للشعب الجزائري، وكان يستشار بانتظام في كثير من المسائل المتعلقة بالشرق من قبل وزارة الخارجية ووزارة الحربية. وكان له ولغيره من المستشرقين ارتباط وثيق بالاستعمار واحتلال الدول العربية والإسلامية، فقد ظهر ذلك جليا في احتلال الجزائر، عندما مهدت فرنسا الاستدمارية لاحتلالها سنة 1830 م بعدة دراسات لمستشرقين فرنسيين، فقد أرسلت فرنسا بعثة علمية مختصة في الآثار والحفريات (في الظاهر) وجواسيس (في الباطن)، بقيت هذه البعثة نحو عشرين سنة في الجزائر، تحولت فيها من مجرد دراسة حفريات وآثار إلى دراسة عقلانية منظمة. وقبل ذلك كانت قد تطورت فكرة علماء الحملة الفرنسية على مصر إلى مستشرقين لدراسة العالم العربي والإسلامي، فقامت عدة دراسات على الشعوب العربية والإسلامية، وكان في طليعة هؤلاء المستشرقين(إدوارد لين) الذي ألف كتابا عن عادات الشعب المصري وخصائصه. أما ليون روش (LEON Roche) تلميذ دي ساسي فقد أعدّ »مشروع استصدار فتوى من علماء الإسلام تمكن فرنسا المستعمرة الغازية من البقاء والاستقرار في الجزائر هادئة البال، وذلك بإخماد حركة الجهاد ضدها أيام المقاومة الشعبية التي كان يقودها الأمير عبد القادر الجزائري». وكان نص الفتوى التي باركها الحكام في فرنسا وشجعوها: «إذا دافع المسلم عن بلده أو تغلب عليها النصارى فيها ولكنهم أباحوا له شؤون دينه واحترموا نساءه ومساجده، وهو يرجو أن يتحرّر من غلبتهم عليه ذات يوم، هل يجب عليه الجهاد أو يسقط ؟ وقد حصل روش باستعماله كل وسائل الترغيب والترهيب على الموافقة على هذه الفتوى من الحجاز والأزهر والقيروان».(53) ونبقى مع أعمال المستشرقين الفرنسيين المحترفين على وجه الخصوص، ونشير إلى دراسات» ليفي بروفنسال « (1894 / 1956 م) عن الأندلس، والتي تَبْرزُ فيها الروح الاستعمارية، وخاصة في مجال الصراع القبلي بين العرب والبربر.(54) ومن أراد دليلاً آخر فلينظر في أعمال المستشرق الفرنسي »ارنست رينان« (1823 / 1892 م)، الذي كان يعمل مخطّطا للاستعمار الفرنسي، وغيرهم كثير. 4 - أثر الاستشراق الألماني في الثقافة العربية الإسلامية: يرى الدكتور رضوان السيد أن أكبر تأثير للاستشراق الألماني في الثقافة العربية الإسلامية،كان في مجال التاريخ والكتابة التاريخية، وجاء هدا التأثير من كتاب «فلهاوزن » الموسوم: "الدولة العربية وسقوطها " وقد تُرجم الكتاب مرتين إلى العربية، في القاهرة ودمشق، وأثر في عدة أجيال من الباحثين العرب،أما في المجال الأدبي فكان كتاب "تاريخ الأدب العربي لبروكلمان"من أهم الكتب التي أثرت في الجانب العربي، واستفادت منه عدة أجيال من الباحثين. ولا ينبغي تجاوز هنا ما تركه من تأثير كبير أيضا كتاب ادم ميتز « نهضة الإسلام »، الذي صدر باللغة العربية بعنوان:«الحضارة العربية قي القرن الرابع الهجري »، أو «عصر النهضة في الإسلام»،وهو العصر الذي بلغت فيه الحضارة والعلوم والفنون الإسلامية، ذروتها، وقد طُبع الكتاب عدة مرات،و اعتمدت عليه أيضا عدة أجيال من الباحثين». وأما الدكتور/رضوان محمد سعيد عجاج ايزلي من جامعة البلقاء التطبيقية بالأردن،فقد تناول في بحثه الموسوم:«دور علماء بلاد الشام في حركات التحرر العربية المعاصرة»عدة مسائل تتعلق بدور علماء التصوف في بلاد الشام في حركات التحرر المعاصرة،وقد قام الباحث بالتركيز على علماء كان لهم الفضل كان لهم الفضل في نشر العلم، والإصلاح الاجتماعي، ومقاومة الاحتلال، وبينت دورهم في الثورات التحررية، ومن استقرائي للتاريخ المنشور حول حركات التحرر المعاصرة وجدت أكثر هؤلاء العلماء مغمورين على ما قاموا به من تعبئة للجماهير، ومقاومة للاستعمار الفرنسي والبريطاني، وقد تتبعت سيرهم، من خلال ما كتب عنهم من قبل تلاميذهم والمخلصين من المؤرخين. وظهر للباحث أنَّ التاريخ يجب أن تعاد صياغته ولا يُكتفى بما كتبه المستشرقون وأصحاب الملل والنحل والأهواء، بما أثبتوه عن قوقعة المتصوفة في زواياهم، وتخلفهم عن المشاركة في تحرير البلاد، على أنَّ الاستعمار قدر الله ولا بد من الرضا بقضاء الله. والحقيقة أثبتت عكس ذلك فاهتمامهم بالجهاد الأكبر والأصغر يسيران في خطين متوازيين، فجاهدوا ورابطوا واستشهدوا فكانت غايتهم النصر أو الشهادة في سبيل الله، بعد أن جاهدوا أنفسهم وهذبوها ليكون جهادهم خالصا لوجه الله». وأما الدكتور/لطفي بن ميلاد من تونس،فقد قدم في بحثه الموسوم ب :«قافلة الحج المغربي:تحولاتها وأبعادها خلال القرون الأخيرة في العصر الوسيط»رصداً واستقصاءً لقافلة الحج المغربي خلال القرون الأخيرة من العصر الوسيط،متتبعاً الخطوات المنهجية الآتية: مقدمة: أ‌- تـاريخ مسـار الحـجّ من بـلاد المغرب إلى الحجـاز : ب‌- طـريق الحجيـج المغـاربـة من بـلاد المغـرب إلى مصـر: ت‌- الطريـق البريـة الصحـراويـة : ث‌- الطريق البريـة السـاحليـة : ج‌- الطريـق البحريـة : • من مصـر إلى مكّــة : 1- الحجيج المغاربـة في القاهرة : • مساهمـة الحجّـاج المغاربـة في موكب الحجّ المصري : • صعوبـات الحجّـاج المغاربـة : • التهـديد الصليبي للقـافلة البريـة للحج المغربي – المصري: 2-حجـاج الغرب الإسلامي في مواجهة القرصنة البحرية : 3-الحجـاج المغاربة والضرائب بين مصر ومكّـة : ج- مشاركة رجال البلاط الحفصي في قافلة الحج: خاتمة: وأما شروط النشر في المجلة فيمكن مراجعتها في الصفحة الثالثة من كل عدد. المراسلات باسم رئيس التحرير: أ.د.سعد بوفلاقة رئيس التحرير العنوان: ص ب: A 76 ( وادي القبة) – عنابة - الجزائر. : 87 82 10 772 (213)00 الناسوخ (الفاكس) : 35 15 54 38 (213)00 البريد الإلكتروني : [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل