المحتوى الرئيسى

لمذا يصر البعض على عسكرة المقاومة؟ بقلم ابو حمزة الخليلي

03/27 16:49

لماذا لا يعترف بعض الفصائل الفلسطينية بان الفكر السليم للسيد الرئيس الذي كان ولا يزال ينادي بالحراك الشعبي السلمي للشعب الفلسطيني وصولاً إلى حقوقه المشروعة والإصرار من جانب هذه الفصائل على استخدام الصواريخ وبعض أشكال المقاومة التي كان لها الواقع السلبي على الشعب الفلسطيني بكل المقاييس مقابل القليل من الايجابيات, ولو أن هذه الفصائل لديها القدرة على مشاهدة الواقع من خلال الثورات العربية لكانت قد عرفت أن الثورات السلمية كانت الانجح والأقل تكلفة من مثيلاتها من الثورات التي تم استخدام السلاح فيها, وها نحن نشاهد الواقع الليبي والتدخل الأجنبي الفاضح وسيل الكثير من الدماء والوصول إلى الحضيض السياسي في هذا البلد مقارنة بالثورة التونسية والمصرية التي علمت الكثير من الشعوب أن الشعب عندما يتحرك سلمياً لا يستطيع أي نظام قمعي النيل من عزيمته, ولم تعلم هذه الفصائل أن سر قوة الشعوب هي في ضعفها من ناحية استخدام السلاح وقد شاهدت تلك الفصائل بأم العين كيف كان الجندي الإسرائيلي يحتقر نفسه أمام عزيمة الطفل الفلسطيني الذي كان يقاوم الجبروت الإسرائيلي بصدره العاري في الانتفاضة الأولى وهذا كان احد أسرار تفوق الانتفاضة الأولى على الانتفاضة الثانية بكل المقاييس . إن الاحتلال الإسرائيلي والأنظمة المستبدة في كل مكان تتفوق على الشعوب المقهورة في شيء واحد ولا يوجد سواه وهو القوة العسكرية بينما تتفوق الشعوب بالإرادة والحق والطهارة والبعد عن الفساد والقدرة على التكيف مع أي واقع جديد, وعليه من الذكاء أن نعمل على تحييد القوة الوحيدة التي يتفوق فيها الاحتلال أو النظام المستبد وان نحارب في أدواتنا الكثيرة التي نستطيع من خلالها الوصول إلى أهدافنا المشروعة. يجب على فصائلنا الفلسطينية أن تتعلم من تجارب الآخرين وان لا تبقى متخندقة وراء الشكل الوحيد من أشكال المقاومة ألا وهو المقاومة العسكرية. إن بعض الفصائل تتمسك في المقاومة المسلحة فقط من اجل الحفاظ على قوتها الفصائلية وهي كانت من أهم الذرائع لدى هذه الفصائل للوصول إلى الحكم وتهديد الفصائل الأخرى وفرض رؤيتها السياسية الحزبية بالقوة العسكرية وها نحن نشاهد جميعاً كيف يقوم حزب الله اللبناني بفرض رؤيته الحزبية على المجموع اللبناني من خلال الاستقواء بسلاح المقاومة , ونرى الواقع في غزة حيث الاستقواء الحمساوي على جميع الفصائل الفلسطينية من خلال الجيوش التي انشات تحت ذريعة المقاومة وكلنا يعلم أن اكبر عمليات المقاومة في التاريخ الفلسطيني لم يشارك فيها أكثر من عشرة مقاوميين على أعلى تقدير, وأصبحت هذه المقاومة تفرض رؤيتها حتى على الفصائل المقاومة الأخرى حسب مصلحتها الحزبية الضيقة, وقد شاهدنا كيف كانت هذه المقاومة قد فرضت أفكارها ومصالحها حتى على القيادة السياسية التي انشاتها من خلال استقوائها بالسلاح.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل