المحتوى الرئيسى

بيونسيه في مهب الثورة

03/27 14:28

إبراهيم توتونجي ستة أصفار لبيونسيه وصفر لشعب ليبيا. مغنية البوب الأميركية، ابنة تكساس ذات الاصول الأفريقية، غنت لابن القذافي المعتصم، في حفله الخاص الذي اختتم به السنة الماضية، لقاء مبلغ مرقوم بستة أصفار، اي بالملايين، في الليلة ذاتها التي كان فيها المطر يدلف على بيوت من صفيح، لا سقف لها، في مناطق كثيرة من الجماهيرية التي تحكمها عائلة المعتصم، بالنار والجمر. الصحافة الأميركية فتحت خلال اليومين الماضيين ملفات مشاهير الفن والأزياء الذين تقاضوا أموالا طائلة من عائلة القذافي، وصدرّت عناوين مجموعة من المقالات بعبارات من قبيل:« فنانون تقاضوا الأموال الدامية؟ هل من يحاسب؟». وعلى غرار قضية عارضة الأزياء السمراء نيومي كامبل، التي استدعيت في أغسطس الماضي، الى محكمة دولية لتدلي بشهادتها في قضية ما وصف بـ«الماس الدامي»، ضد الديكتاتور الليبيري السابق تشارلز تايلور، وقامت بالفعل بالاعتراف بحصولها على قطعة «الماس دامية».. طالب صحفيون بمحاكمة بيونسيه، المغنية التي كسرت رقم جوائز الغرامي لأكثر النساء بيعا للألبومات في التاريخ، والتي صنفتها لوائح «فوربس» العام الماضي بالمغنية ذات التأثير الأقوى في التاريخ. وفي الوقت الذي كان فيه المعتصم يوزع ملايينه على بيونسيه وزوجها «اكس راي»، ومغنين آخرين مثل آشير، في الجزيرة الكاريبية سانت بارس، في حفلة صاخبة، كان خمس سكان الشعب الليبي، من الرازحين تحت خط الفقر، يتهيئون لاستقبال عام جديد من العذاب والقهر وضيق الحال، وهم، بالطبع، يعرفون جيدا المعتصم، ابن العقيد «الفاتح»، لكنهم لا يعرفون شيئا عن «فتوحاته» في جزيرة سانت بارس. سيف الاسلام، الذي خرج على شعبه الأسبوع الماضي يسألهم:« من اين ستأكلون ان مضيتم بالثورة؟»، ليجيب:« لن تجدوا كسرة الخبز ولا المدرسة ولا المستشفى وستواجهون القتل»، كان حاضرا أيضا في تلك الحفلة، ولعله نال شيئا من غنج المغنية السمراء، التي تروج عن نفسها وزوجها بكونهما المغنيين اللذين يتمتعان بـ«وعي سياسي»، وحس «انساني». وبالطبع فإن هذا الوعي، وكما عهدنا دوما بتكساس وابنائها (عائلة بوش مثلا) وأبناء عمومتها، سيغيب دوما ويتبدى شعارا خادعا، حين تلوح رائحة النفط والملايين. في خطابه المتلفز قبل أيام، قال معمر القذافي لشعبه:« ليس لي بيت، ليس لدي أموال، خذوا النفط لا أريد شيئا..»، وتحدث كثيرا عن قيم الاسلام والعائلة ووصف الثوار بأنهم جرذان يتعاطون حبوب الهلوسة وبأن لا ابا لهم ولا أم ولا قبيلة. لكن العقيد، الذي ختم كلمته بضرورة احتكام الشعب الليبي الى «عبقرية» نجله سيف الاسلام واصلاحاته و«دستوره»، لم يخبر شعبه عن قصص الحفلات الماجنة التي يوزع فيها سيف الاسلام واخوته الملايين على مغنين وموسيقيين، في ساعات المزاج. *نقلا عن"البيان" الاماراتية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل