المحتوى الرئيسى

المساواة

03/27 14:28

طلال الحمود لا يختلف اثنان على أن دوري المحترفين السعودي استطاع أن يواكب توجهات وخطط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بنجاح كبير، حتى أصبحت البطولة السعودية أشبه بمنافسة جادة تحكمها الأنظمة والقوانين على نحو الدول التي تطبق أنظمة الاحتراف منذ سنوات طويلة. ومع احترامي الشديد لاتحاد كرة القدم ولجانة المهتمة بالدوري، إلا أن هناك أخطاءً من شأنها تشويه سمعة المنافسة في البطولة، فضلاً عن ممارسات لا تتماشى مع عصر الاحتراف ولا توازي تطلعات أنصار كرة القدم السعودية. وخلال الأسبوع الماضي تناقلت الصحف قضية عقوبة نادي التعاون بسبب لاعبه بدر الخميس، وتبعات العقوبة التي أدت إلى احتقان مسؤولي ومشجعي التعاون ضد رئيس لجنة الاحتراف صالح بن ناصر، بعدما تسببت لجنته في إصدار قرار يقضي باعتبار التعاون خاسراً بنتيجة 3-0، ولأن القرار فيه الكثير من التشنج والرغبة في «تأديب» مسؤولي بعض الأندية، جاء القرار مزاجياً ومخالفاً للأنظمة والقوانين بطريقة مخجلة، خصوصاً أن لجنة الاستئناف صادقت بما لا يدع مجالاً للشك على أن لجنة الاحتراف تتخبط وتعمل بأسلوب «العمدة» صاحب السطوة على أبناء الحارة بعيداً عن حسابات الخطأ والصواب! القضية ليست في شخص رئيس لجنة الاحتراف أو غيره من رؤساء اللجان، فالأمر يتعدى إلى المنظومة التي باتت بحاجة إلى إصلاح حقيقي في المفهوم، خصوصاً أننا نفاخر ببطولة دوري المحترفين ونطمح إلى أن تكون هذه البطولة ضمن أفضل البطولات المحلية في العالم، وشخصياً لا أعتقد أننا بهذا الوضع نستطيع مواكبة العالم. تخيلوا أن لجان اتحاد كرة القدم لا تستطيع معاقبة بعض مسؤولي الأندية، بل وإن عاقبتهم فهي تتحاشى ذكر أسمائهم وتجير تلك العقوبة إلى إدارة النادي، بينما مع الأندية الأخرى ينقلب الحال رأساً على عقب فتجد العقوبات المغلظة والتشهير والتهديد والوعيد. لا أعلم ما موقفنا بعد تطور أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم وإمكانية أن يتدخل الفيفا للنظر في مثل هذه الممارسات. مع الأسف نحن لا نأخذ المبادرة ولا نطمح إلى التطوير والتجديد إلا حينما يفرض علينا، وحين نركع لرغبة الاتحاد الآسيوي أو العالمي. في حال أراد اتحاد كرة القدم بلجانه المتعددة أن يتماشى مع التطور الذي تعيشه كرة القدم في العالم، فلا بد أن يؤمن بالتغيير الداخلي، وأن يضع في اعتباره المساواة بين جميع رؤساء الأندية بعيداً عن مكانتهم الاجتماعية أو الاقتصادية أو الرياضية، لأن هؤلاء جاؤوا إلى الوسط الرياضي بكامل رغبتهم وقواهم العقلية، وهم يدركون أن الملعب لا يتسع لأكثر من 22 لاعباً، وبالتالي عليهم الالتزام بقوانين اللعبة واتحادها، ومن يرى في نفسه أنه فوق الجميع فليرحل من ميدان المنافسة الرياضية الشريفة غير مأسوف عليه. أعرف أنهم لم يأتوا ليرحلوا وأنهم جاؤوا بحثاً عن نفوذ أو مال أو شهرة، لذلك يجب ألا يترك اتحاد كرة القدم عمله يذهب هدراً من خلال التغاضي عن أناس ومعاقبة آخرين، وهذا ينطبق على رؤساء الأندية وبعض موظفي الاتحاد نفسه! * نقلاً عن "الحياة" اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل