المحتوى الرئيسى

هل نغير السلام الوطني؟!

03/27 12:23

أثناء الثورة أقصد بالطبع 25 يناير كانت الجماهير تردد "يا حبيبتي يا مصر" و "بلادي بلادي" و "يا أغلى اسم في الوجود" وتدافعت علينا أغنيات من الإعلام الرسمي والخاص بها قدر لا ينكر من الصدق.. كما أن نسبة لا بأس بها كان الكذب يطل من بين ثناياها صارخاً بل متحدياً بكذبه!!بالنسبة لي أجد أن الأغنية التي عبرت عن مشاعري فهي "ازاي" لمحمد منير.. الأغنية سجلت قبل ثورة 25 يناير واعترضت عليها الأجهزة الرقابية وكالعادة فإن يد هذه الأجهزة تصل أيضاً إلى الإعلام الخاص الذي دأبنا على أن نصفه خطأ بالمستقل رغم إنه يتعرض عادة لقيد مزدوج من الدولة ومن صاحب المحطة.. بعد الثورة بأيام قليلة بدأ بث هذه الأغنية عبر الفضائيات الخاصة وأضيف لها شريطاً مرئياً كان الشريط المرئي انعكاس للحالة التي عليها الثورة وفى نفس الوقت تستطيع أن تقرأ من خلاله موقف صاحب المحطة من الأجهزة التي كانت لا تزال تملك أوراق ضغط على المحطات الخاصة وهكذا كنا نشاهد صورة لحسني مبارك ويافطة تقول نعم لمبارك بينما الجماهير ثائرة ضد مبارك إلا أنهم بعد التنحي حذفوا الصورة من الخلفية وظل أروع ما في هذه الأغنية هو قدرتها على أن تصف مشاعرنا في حب مصر التي أراد ناهبوها أن يحيلوا مشاعرنا إلى حب من طرف واحد.. بالتأكيد طرح ميدان التحرير وغيره من الميادين التي شهدت أروع ملحمة في حب مصر عزفها الثوار شهدت هذه الساحات أغاني عفوية رددتها الجماهير وسوف نستمع إلى أغاني أخرى قادمة الزائف منها مع الأسف أكثر من الصادق لأن هذا هو طابع الإبداع في كل العالم والدليل أن حرب أكتوبر قدم عنها السينمائيين عدداً من الأفلام الكاذبة التجارية التي استثمرت الحرب ولا نزال حتى الآن نتطلع إلى فيلم يروي أمجاد أكتوبر!!مع كل حدث تمر به الأمم تتوجه مشاعر الناس للتغيير وخاصة لرمز الوطن العلم والنشيد الوطني.. العلم هذه المرة لم يفكروا في تغييره مثلما حدث بعد ثورة 23 يوليو ولكن تساءل البعض عن النشيد.. كان نشيدنا الوطني قبل الثورة مأخوذ عن قطعة موسيقية للموسيقار "فيردى" من أوبرا "عايدة" وظل حتى عام 1956هو سلامنا الوطني ولكن طرحت معركة 56 أغنيات وطنية وأقيمت مسابقة بين "الله أكبر" و "والله زمان يا سلاحي" و "دع سمائي" وتم الاستقرار على "والله زمان ياسلاحي" التي كتبها "صلاح جاهين" ولحنها "كمال الطويل" وغنتها "أم كلثوم".بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" قرر الرئيس "أنو السادات" تغيير النشيد إلى "بلادي بلادي" لسيد درويش ليتواءم مع حالة السلام ويومها استقبله في مطار القاهرة الموسيقار "محمد عبد الوهاب" وهو يرتدى الزي العسكري - العميد وليس اللواء كما نشر وقتها - قائداً لفرقة الموسيقى العسكرية في مطار القاهرة بعد أن أعيد التوزيع الموسيقى للنشيد الوطني الذي كان مواكباً لثورة 19!!عندما بدأت ثورة 25 يناير ردد المصريين "بلادي بلادي" بين الأغنيات الوطنية التي عبرت عن مشاعرهم أي أن مشاعر الناس لا تزال تتماهى مع مشاعر الناس في الثورة ولهذا أرى أن يظل "بلادي بلادي" هو نشيدنا الدائم بعد الثورة لأنه حلقة وصل لتاريخ ممتد منذ ثورة 19 حتى ثورة 25!!    

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل