المحتوى الرئيسى

الواقعية مازالت تقود السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط

03/27 10:50

بقلم: يوجين روبنسون 27 مارس 2011 10:16:52 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الواقعية مازالت تقود السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط  كل من يبحث عن المبدأ والمنطق فى الهجوم على نظام معمر القذافى المستبد سوف يصاب بخيبة أمل. وينبغى أن يعترف الرئيس أوباما ومستشاروه بالحقيقة الواضحة: لقد تفاعلوا مع الحماسة الثورية فى العالم العربى بموجب «الواقعية» التعسفية، وهى امتياز تتمتع به القوة العظمى.فى مواجهة تمرد مسلح يقوده المطالبون بالديمقراطية، هدد القذافى بتحويل ليبيا بأكملها إلى مقبرة. وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها عليه بقوة عسكرية هائلة، تهدف بوضوح إلى إعاقة الحكومة ودعم فرص نجاح الثورة. وهكذا بدأت ثالث حرب متزامنة فى الشرق الأوسط. وليس هناك من لديه أدنى فكرة عن كيف، ومتى، تنتهى هذه الحرب؟.ولا بد لى من الاعتراف أننى أيضا لم أكن لأستطيع الوقوف مكتوف الأيدى بينما يغرق القذافى شوارع ليبيا بالدم. ولكن ما الذى يجعل الأمر أسهل عند مشاهدة طغاة آخرين يفعلون نفس الشىء؟ففى اليمن، قتلت القوات الموالية للديكتاتور على عبدالله صالح عشرات المحتجين العزل، المطالبين بالإصلاح الديمقراطى. ويتشبث صالح، الذى حكم البلاد 33 عاما، بالسلطة بشدة، على الرغم من تخلى العديد من مؤيديه السياسيين وبعض العسكريين عنه. ولكنه لم يبد سوى التحدى. وفى خطاب ألقاه أوائل هذا الشهر، قال صالح: «كل يوم ونحن نسمع تصريح (الرئيس الأمريكى باراك) أوباما... يا مصر ما تعملوش كذا، يا تونس ما تعملوش هكذا... شو دخل أوباما، شو دخلك بعمان، شو دخلك بمصر، أنت رئيس للولايات المتحدة والا رئيس العالم!».ولكن، لم يقع تدخل عسكرى أمريكى. فقد اعتبر صالح حليفا مهما فى المعركة ضد القاعدة، وربما كانت أنشط قواعدها وربما أكثرها خطورة تقع فى اليمن؛ حيث تم إعداد الهجمات وتنظيمها ضد الولايات المتحدة. ومن ثم، يكون صالح طاغية مفيدا. فلا توجه له القنابل، بل التنبيهات.وفى البحرين، واجهت أسرة آل خليفة الحاكمة المظاهرات السلمية بقمع عنيف. وبينما كان اهتمام العالم مركزا على المأساة التى تتكشف فى اليابان، والمأساة الماثلة فى ليبيا، قام حكام البحرين بإخلاء ساحة اللؤلؤة من مخيم المحتجين بوحشية، بل أنهم دمروا النصب الشاهق الذى صار أقوى رموز الحركة الموالية للديمقراطية. ولكننا استخدمنا مع البحرين أيضا كلمات مهذبة، بدلا من عمل حاسم. لماذا؟ لأن الأسطول الخامس الأمريكى يتمركز هناك، مشرفا على خطوط الملاحة فى الخليج التى تمر منها نحو 40 فى المائة من شحنات النفط المنقولة بحرا فى العالم. وتتيح هذه القاعدة للولايات المتحدة سبيلا لمواجهة قوة إيران المتنامية.كما أن أسرة آل خليفة حلفاء قريبين للأسرة المالكة فى السعودية، الحريصة على صد زحف الاحتجاجات فى البحرين على المملكة المجاورة لها. وقد أرسل حكام السعودية قوات للمساعدة فى سحق متظاهرى البحرين، وحظروا أى نوع من أنواع التحريض الموالى للديمقراطية داخل البلاد. بيد أن البيت الأبيض، استطاع ابتلاع استيائه من البيت السعودى. فلماذا تعتبر ليبيا مختلفة هكذا؟ لأن الديكتاتوريين فى اليمن والبحرين والسعودية والأردن أيضا والمشيخات الخليجية أصدقاء ومتعاونون ومفيدون. لكن القذافى ليس كذلك.ولعلكم تتذكرون الرأى الأولى الذى أعلنته وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، من أن نظام الرئيس المصرى مبارك كان «مستقرا». وكنا نعلم أن مبارك وحشى وفاسد، ولكن الإدارة لم تقف فى الجانب الصحيح من التاريخ، إلا بعدما صار واضحا أن قبضته على السلطة تنزلق وأن المؤسسة العسكرية المصرية لن تطلق النار على المواطنين المصريين المسالمين.وعند تفسير أوباما لسبب انضمام الولايات المتحدة إلى قرار إنشاء منطقة حظر الطيران الليبية، الذى سرعان ما تجاوز ذلك بكثير، ورط نفسه فى مشكلة بلاغية. حيث قال إنه فى حالة ارتكاب القذافى الفظائع ضد شعبه «يمكن أن يتزعزع استقرار المنطقة بأسرها، بما يهدد العديد من حلفائنا وشركائنا.» هذا صحيح بالتأكيد. ولكنه لاحظ دون شك أن الاستقرار مزعزع فعلا فى المنطقة. والأنظمة الصديقة مهددة بالفعل، ولكن ليس من قبل القذافى. وإنما هى معرضة للخطر بسبب الطموحات الديمقراطية لشعوبها.ومن الواضح أن القذافى مجنون وشرير، فهو لم يكن ليستمع إلى نصيحتنا بشأن الديمقراطية. وسيكون من حسن حظ العالم التخلص منه. غير أن الحرب فى ليبيا لن تكون مبررة إلا إذا كنا سنتعامل مع المستبدين المطيعين بنفس المعيار الذى نعامل به المستبدين الذين يتحدوننا. فإذا لم يكن الأمر كذلك، نرجو أن توفروا علينا جميع المواعظ بشأن الحقوق والحريات العالمية. لأننا سنعرف أن الأمر لا يتعلق بالعدل، وإنما بالنفوذ.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل