المحتوى الرئيسى

> المجد للشعوب

03/26 21:16

< ربما كانت الحكمة القائلة «شر البلية ما يضحك» هي أكثر ما ينطبق علي النظام الليبي. يقول الأخ العقيد ملك ملوك أفريقيا معمر القذافي بكل الحكمة وربما العبقرية «الديمقراطية أسلوب وخدعة استعمارية وكذبة مكشوفة، ذلك أن ديمقراطية هي «ديموكراسي» بالإنجليزية، وكما يتضح من الاسم يكمل الأخ - فإن المعني هو ديمو علي الكرسي، يعني استمتعوا بدوام البقاء علي كراسي الحكم، وكذلك تنطق بالعربية «ديهيمو كرسي» ومعناه دهماء علي الكرسي، يعني كي الغوغاء يسيطرون علي كرسي الحكم هكذا أفتي، الملك، معللاً رفضه لفكرة الديمقراطية الغربية، وتفضيله لحكاية اللجان الشعبية علي اعتبار أن الشارع هو صاحب الحق في تولي الرئاسة والجلوس علي تل الدولة، خاصة والعقيد يكرر أنه ليس حاكماً ولا رئيساً، وحيث لا يوجد وزير في ليبيا، قلنا يا حضرات الشعب يحكم نفسه بنفسه وده عين العقل. حقًا يا سادة شر البلية، الآن يتساقط عشرات المتظاهرين قتلي في بني غازي وغيرها من المدن والقري الليبية برصاص قناصة مستوردين من دول أفريقية، بعد استخدام طائرات الهليو كوبتر ضد المواطنين بالرشاشات بالطبع الأمر اختلف تماماً بعد الحظر الجوي الذي فرض علي ليبيا والغارات الجوية التي تحصد الكثير من قواته والتي بالتأكيد لن تتوقف حتي يخرج القذافي من ليبيا أو يقضي الله في أمره.. < في الإسكندرية تحركت مظاهرة تأييد للمتظاهرين في ليبيا، ودعماً لكفاح شارع يتساقط فيه عشرات الشهداء برصاص وقنابل الأخ معمر الذي وعينا علي الدنيا وهو علي الكرسي (بغض النظر عن حدوتة الدهماء أو الدوام): أكثر من 40 سنة!! تخيل كم رئيس أمريكي مثلاً مر علي مدة حكم العقيد، كم رئيس وزراء سويدي أو إسباني أو ياباني.. مثلاً!!! ويتساءل المرء بغض النظر أيضاً عن مبادئ ونظريات علم النفس، ألا يمل الحاكم من الكرسي والرسميات والقلق؟ < في طرابلس ظهر سيف الدين الإسلام القذافي علي التليفزيون الليبي ينظر ويحلل ثم يهدد ويتوعد، قال المحروس: احترسوا هنا كثير من المصريين والتوانسة يطمعون في ثروة ليبيا، وإذا حدث وتركتموهم سوف يشاركونكم في البترول والغاز، كما أنهم يشتركون مع المرتزقة أمثالهم في ترويع المواطنين، ونحن لهم بالمرصاد، والجيش والشعب مع العقيد، نحن لسنا مصر ولا تونس، والقذافي ليس مبارك ولا بن علي، القذافي زعيم شعبي وليس حاكماً عادياً أو كلاسيكياً!! واكمل الشبل: سوف نحمي ليبيا وسوف نعيش ونموت علي تراب ليبيا هذا وذبح المواطنين المحتجين يجري علي قدم وساق. < الملاحظ أنه لا أحد يتعلم الدرس، لا أحد يتعظ، ويتكرر نفس السيناريو: تهديد المواطن، ثم بعض العنف ضده، ثم التراجع قليلاً والتنازل عن بعض المخصصات الملكية تبع الحاكم باعتبار أنه يحكم عزبة ورثها عن السيد الوالد، والقذافي مثلاً قال سوف أمنح الشعب الحرية، والمساكن،... الخ كما يحذر الناس من الخطر الرهيب العملاق الموجه ضد مصالح الوطن في هذه اللحظات الحرجة والعصيبة والفاصلة من تاريخ البلد، ثم الخطر الداخلي الذي يهدد مكتسبات الثورة! وعندما تستمر الانتفاضة: يطالب الجيش بالنزول، والبوليس بالضرب، والأمن المركزي بالقنابل، والمرتزقة بالرصاص الحي، والإعلام باخفاء أعداد القتلي، علي أن يجري في ذات الوقت «تظبيط» الأمور مادياً: بطريقة ما خف حمله وغلي ثمنه دهب ياقوت.. دولارات.. أحمدك يارب. < ونتوقع بالطبع قرب ساعة الرحيل عندما تتسارع وتيرة التنازلات ثم تذكير الناس بالخدمات الهائلة التي تواضع الزعيم «من دول» وقدمها للشعب الذي لا يستحق، هذا وكأن الحاكم كان يعمل متطوعاً وكأنه يحمل جنسية ساحل العاج، وكأن الناس أجبروه علي البقاء علي الكرسي المغناطيسي عشرات السنين تقترب ساعة الزوال عندما يقول الدكتاتور فهمتكم.. فهمتكم!! أخيرًا فهم. < قد يلجأ الحاكم من هذا الصنف إلي «الاستنجاد» بالغرب لكن.. عندما يشعرون هناك أنه تحول إلي كارت محروق.. يتخلون عنه بنعومة متجهين صوب الشارع المطالب بالحرية.. ويفشل الطاغية في الحصول علي مأوي يناسب كل ما كان فيه من جاه وسلطان لم يحافظ عليهما.. مع غيرهما من أشياء ومبادئ وواجبات. تصوروا يا حضرات.. وكأن الشعب لزقة أو «تلقيحه»، وكأنه مجموعة من المرضي بالماشوسيه يستمتعون بتلقي الصفعات والاهانات مع أصناف الذل والهوان، أو كأنه مجموعة «شحاتين» علي باب السيدة أو عابدين أو المونستير.. الخ والحاكم الاله يتواضع و«يستحمل» هذه البلاوي (عذراً). الغريب أن يردد بعض السذج: «الحاكم الفلان عمل حاجات للبلد» هذا وكأن المفروض أنه قاعد «منظر» أو «منسر» كأنه مفروض ينام ويرتاح بينما المستشارون يقومون بكل العمل (مفهوم بالطبع نوع العمل الأسود.. المتمثل في اللهف والافساد.. ولصالح الأستاذ حتي يستيقظ من نوم العواف». < كلهم تبعنا في العالم العربي المتخلف.. آلهة.. غير قابلين للنقد أو الخطأ.. أو التعلم ومن ثم تكون البداية مشتركة والنهاية متماثلة.. راجع تونس، مصر ثم ليبيا مقدماً واليمن والجزائر مؤخراً.. والبقية تأتي.. والمجد للشعوب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل