المحتوى الرئيسى

الشعوب الغبية كالاطفال الصغار بقلم:فيصل حامد

03/26 19:17

حقا إن الشعوب الغبية تفعل برجالها العظماء كما يفعل الفتية الصغار بألعابهم , يحطمونها ثم يبكون طالبين غيرها . هذه حقيقة حية ومشاهدة ليس بالمستطاع إخفاؤها وتجاهلها بمجموعة من الاعتبارات والعبارات التي تحمل منظومة من التحليلات والتعليلات والفتوات التي يجيدها باقتدار أهل التحليل والتعليل والإفتاء من الذين هم بحاجة إلى من يحللهم ويعللهم ويفتي بهم والرجال العظماء موجودون في كل زمان ومكان ولا تخلو منهم أمة من الأمم لكنهم قلة ومحاربون ومحاصرون من قبل الأغبياء والعملاء على السواء , فالأغبياء موصوفون بالجهل والانقياد وسرعة التصديق من غير العودة إلى العقل في اتخاذ الموقف والقرار , أما "العملاء" فهي من الكلمات الملتبسة كانت فيما مضى محببة للنفوس بسبب معناها التجاري والاجتماعي , أما في هذا الزمن الردىء بنا بالمقام الأول , أمست معيبة ومهينة معآ لكونها ترمز إلى الخيانة الوطنية والقومية التي يتباهى بها بعض السقطاء من الناس في مشارق عالمنا العربي ومغاربه من غير قليل من الخجل والحياء لما يقدمونه من خدمات شريرة ومدمرة لأعداء أممهم القدامى والجدد على السواء مقابل مال اوسلطان في تاريخنا المروي منها والمشاهد والمكتوب , سمعنا وشاهدنا وقرأنا عن مجازر فردية وجماعية أجريت بحق الكثير من قادتنا ومفكرينا وأصحاب الآراء والعقائد فينا , وغالبا كان ولايزال المنفذون لاقترافها أنفار قلة من مواطنينا باعوا أنفسهم لشيطان مصالحهم وإبليس نزواتهم بابخس الاثمان من دون ملاقاة من يقتص منهم على مخازي أعمالهم ومساوىء أفعالهم حيث نلحظ وبمنتهى الألم والمرارة كيف أن بعضا من هؤلاء القتلة والمجرمين تقام لهم الزينات وتنصب لشخوصهم التماثيل والمجسمات في الشوارع والمتنزهات ويدعوا لهم الخطباء بطول العمر فوق أخشاب المنابر ولا غضاضة من الترحم على أرواحهم فوق تراب المقابر ولا باس من توسل الرحمن لكي يسكنهم في دار الجنات فلولاهم لما أشرقت شمس ولا أمطرت سماء ولا غرد عصفور في حديقة غناء هكذا هو حال الكثير من أبناء بجدتنا ونجدتنا وفي طليعتهم ادعياء الدين والفكر والتمدين الذي عليهم أن يكونوا على سوية عالية من قول الحق ومن الجرأة ومن تحمل المسؤولية والصدق فيما يمدحون ويترحمون ويتوسلون , لا كما هم عليه من نفاق وخوف وخداع ووصولية حتى غدونا وكأننا أمة لا تجيد إلا الممادحة والمخاتله والرياء ولا تحسن سوى البكاء على الاطلال فوق تلال من أوراق الخطب والبيانات والفتوات ومحاضر الاجتماعات في اللقاءات والمؤتمرات القممية والقاعدية لو قمنا بإحصاء الذين قتلوا من أبناء بلادنا العربية لوجدنا أن أكثرهم كانت ولاتزال تذبح بايدينا وخناجرنا وسيوفنا التي حولناها الى اوسمة خائبة مرصعة على صدور قادتنا المهزومين من منازلة اعدائنا اما الذين قتلوا وما يزالوا يقتلون بايدي واسلحة الاغراب الكثر الخانسين فوق ارضنا والعابثين بتقاليدنا وماوردنا ومقدساتنا فان قتلهم جاء بايعاز ودسيسة منا والمؤسف أن الكثيرين ممن يقتلون كانوا ولا يزالوا من أصحاب الفكر والقادة والعلماء ومن عامة الناس والبسطاء وما ان ننتهي من قتلهم بالسيف أو بالسياط أو بالرصاص وبعد الانتهاء وقبل أن نواري اجسادهم واشلاءهم التراب نندم على سوء أفعالنا ثم نبكي ونذرف الدموع ونلطم أسفآ على ما اقترفته أيدينا بحق أهلنا ومواطنينا متضرعين لرب العالمين أن يغفر لنا ويعوضنا بغيرهم وغالبا ما يكون اهل البكاء والدموع كالتماسيح تماما ومثلهم كمثل الذين يقتلون القتيل ويمشون في الصفوف الاولى من تشيع جنازته وهذه الحالة من النفاق والتستر قد يؤخذ بها لدى دوائر التحقيقات الجنائية في مختلف الدول المتقدمة والمتخلفة على السواء ان كان المقتول من اتباع السلطات الحاكمة ولكن ان كان من عامة الناس فليس الامر مهما في ضمير المحقيقين, وهكذا تستمر الحالة من الخداع والنفاق حتى يوم الدين وبهكذا عقليات متخلفة لا نختلف من حيث المبنى والمعنى عن الأطفال القصر الذين يحطمون ألعابهم ثم يبكون ويطالبون بغيرها من الألعاب, فالسؤال المطروح هل نحن شعوب حية ذات تاريخ وحضارة ووجود أم أننا أقوام بشرية هائمة تسعى وراء لذائذها وتلهث خلف طرائدها ولا تبحث إلا عن غرائزها؟ فإلى متى نستمر في صلب أحرارنا و قتل علمائنا تضربنا السيوف وتلكزنا الرماح تدكنا الطائرات تقصفنا الصواريخ حتى غدونا على هذه الحال من المذلة والانخذال لا نعرف عن أمورنا غير التحدث عن بثورنا أو البوح عن ستورنا تسمع البشرية جعجعتنا وصراخنا ولا ترى طحيننا حقآ إننا أمم غبية تسير على دروب الانكسار و الاندثار والله المستعان فيصل حامد كاتب وناقد صحفي سوري (مقيم)بالكويت [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل