أوباما: نجاح المهمة العسكرية حتى مع انتقال المسئولية لحلفائنا فى الناتو

قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن المهمة العسكرية فى ليبيا تحقق نجاحا حتى مع انتقال المسئولية إلى حلفاء أمريكا فى حلف شمال الأطلسى "الناتو" وشركائها، مشيرا إلى أنه تم تعطيل الدفاعات الجوية للزعيم الييبى معمر القذافى، وأن قواته لم تعد تتقدم فى ليبيا، وأنه تم دفع قواته فى أماكن مثل بنغازى إلى الخلف، "ويمكن لكل أمريكى أن يفخر بالأرواح التى تم إنقاذها وبرجالنا ونسائنا العسكريين الذين وقفوا مرة آخرى للدفاع عن مصالحنا". جاء ذلك فى الكلمة الأسبوعية للرئيس أوباما للشعب الأمريكى التى تم بثها اليوم السبت على الإذاعة والانترنت. وقال أوباما "لقد تعهدت فى الأسبوع الماضى، عندما أمرت قواتنا المسلحة بالمساعدة فى حماية الشعب الليبى من وحشية القذافي، بإبقاء الشعب الأمريكى على علم تام بما يحدث، ومنذ ذلك الحين تحدثت عن النطاق المحدود والغرض المحدد لهذه المهمة، واليوم يمكننى أن أقول إننا أحرزنا تقدما كبيرا بفضل رجالنا ونسائنا العسكريين الشجعان". وأضاف "وكقائد أعلى، فإننى لا أواجه قرارا أكبر "أصعب" من إرسال رجالنا ونسائنا العسكريين فى طريق قد يتعرضون فيه إلى الأذى، وأمريكا لا ينبغى - ولا يمكن - أن تتدخل فى كل مرة تكون هناك فيها أزمة فى مكان ما من العالم". وتابع إنه كان من مصلحة أمريكا القومية أن تشارك من واقع مسئوليتها فى وقت مثل هذا، حيث يتعرض الأبرياء لوحشية شخص مثل القذافى الذى هدد بحمام دم يمكن أن يزعزع استقرار منطقة برمتها، وهو الوقت الذى أعرب فيه المجتمع الدولى عن استعداده للعمل مع بعضه البعض لإنقاذ حياة آلاف عديدة من البشر. وأكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن "مهمتنا العسكرية فى ليبيا واضحة ومركزة، فنحن نعمل جنبا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا لتنفيذ المهمة التى حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .. إننا نحمى الشعب الليبى من قوات القذافى". ولقد أقمنا منطقة حظر جوى ونفذنا تدابير آخرى لمنع وقوع المزيد من الأعمال الوحشية". وقال "إننا نحقق نجاحا فى مهمتنا.. لقد عطلنا الدفاعات الجوية الليبية، ولم تعد قوات القذافى تتقدم فى ليبيا.. وفى أماكن مثل بنغازى، وهى مدينة بها حوالى 700 ألف نسمة هددها القذافى بأنه لن يتعامل معها بأى نوع من الرحمة، تم دفع قوات القذافى إلى الخلف.. ولا نكون مخطئين إذا قلنا أنه بسبب عملنا وتصرفنا بسرعة فقد تم تجنب كارثة إنسانية وإنقاذ حياة أعداد لا تحصى من المدنيين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال". وأضاف "كما تعهدت فى البداية، كان دور القوات الأمريكية محدودا، ولم ندفع بأية قوات برية إلى ليبيا .. وقد قدمت قواتنا العسكرية قدرات فريدة فى البداية، ولكن هذا تحول الآن إلى جهد واسع على نطاق دولى، فحلفائنا وشركائنا يفرضون منطقة الحظر الجوى على ليبيا إضافة إلى حظر على توريد الأسلحة من البحر". وتابع: "وقد أرسل شركاء عرب رئيسيون مثل قطر والإمارات طائرات عسكرية للمشاركة فى هذا الجهد، وكما تم الاتفاق هذا الأسبوع يتم نقل المسئولية عن هذه العملية من أمريكا إلى حلفائنا فى منظمة حلف شمال الأطلسى وإلى شركائنا". ونوه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنه "هكذا ينبغى أن يعمل المجتمع الدولى، حيث يتحمل المزيد من الأمم وليس أمريكا فقط المسئولية والتكلفة، للحفاظ على السلام والأمن". وقال "هذا الجهد العسكرى جزء من إستراتيجيتنا الأكبر لدعم الشعب الليبى ومحاسبة نظام القذافي، ونقوم جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولى بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، إننا نقدم دعما للمعارضة الليبية، لقد قمنا بتجميد عشرات مليارات الدولارات من أصول القذافى التى يمكن أن تساعد فى تلبية احتياجات وتطلعات الشعب الليبى .. والضغط يتزايد كل يوم على القذافى ونظامه". وأكد أوباما أن "رسالتنا واضحة وثابتة، يجب أن تتوقف هجمات للقذافى ضد المدنيين .. ويجب على قواته أن تنسحب .. ويجب السماح بوصول المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين.. ويجب محاسبة المسئولين عن أعمال العنف.. معمر القذافى فقد ثقة شعبة وشرعيته فى الحكم، ويجب تحقيق تطلعات الشعب الليبى". وأضاف "فى الأيام الأخيرة، سمعنا أصوات الليبيين يعربون عن امتنانهم لهذه المهمة"، ونقل أوباما عن أحد الليبيين قوله: "لقد أنقذتم أرواحنا"، ونقل عن ليبى آخر: "اليوم، هناك أمل". واختتم أوباما كلمته بالقول "لكل أمريكى أن يفخر بالأرواح التى تم إنقاذها فى ليبيا، وعمل رجالنا ونسائنا العسكريين الذين وقفوا مرة آخرى للدفاع عن مصالحنا.. والناس فى ليبيا وفى أنحاء العالم يرون أن أمريكا تقف إلى جانب أولئك الذين يأملون فى مستقبل يستطيعون فيه تحديد مصيرهم بأنفسهم".