المحتوى الرئيسى

د. حمزة عماد الدين موسى يكتب: من جرائم قوات القذافى فى إجدابيا

03/26 16:17

بين نظرات الفزع و الذهول التى تطل من أعين الهاربين من جحيم القتال فى مدينة أجدابيا , كأنهم لا يصدقون انهم خرجوا أحياء بعد القصف العنيف الذى عانت منهم مدينتم و الذى أدى الى امتلاء ثلاجة المستشفى بالجثث و اضطرار طاقم الاسعاف و التمريض المتبقى الى وضع الجثث فى قسم الاشعة و الأقسام الأخرى .ما حدث فى اجدابيا خيالى , فما حدث هو أن جيشا كاملا قد واجه مدينة كاملة من المدنين الذين تسلح بعضهم بأسلحة خفيفة , ليحاول إختراق مدينتهم , بهجمة مباغتة مفاجأة , بعاونة اعضاء اللجان الثورية " الطابور الخامس " التابع للقذافى , ليهزموا شر هزيمة منكرة , ليتحولوا الى تكنيك الارض المحروقة , فحاصروا المدينة و امطروها بوابل متواصل من صواريخ جراد التى لم تتوقف لايام , ثم القصف المتواصل المدفعى بالمدافع و الدبابات و الصواريخ على الاحياء المنعزلة عن المدينة , محولة اياها الى حطام . ليهجرها من تبقى حيا من سكانها الى منتصف المدينة ." لقد ضربونا فى المسجد " هكذا صرح لى أحد أهل اجدابيا الفارين " لقد اقتحموا المسجد بعد قصف عنيف متواصل عليه ليبدأو فى اطلاق الرصاص بشكل عشوائ على المتواجدين به "  , " كان جميعنا تقريبا غير مسلح " . الهجوم على المساجد ليس جديدا على قوات القذافى , فاليوم – الجمعة الموافق 25 – مارس استهدفت قوات القذافى ايضا المسجد فى مدينة مصراته , كما استهدفت ايضا المسجد الجامع فى مدينة الزاوية عدة مرات ,محولة اياه الى حطام , مسجد بن جواد الجامع ايضا عانى من القصف المتواصل و العنيف الذى استهدفه من قوات القذافى .مستشفى مدينة إجدابيا  , تم إخلاء معظم المصابين منها على عجل الى مدينة بنغازى فى سيارات خاصة مملوكة للاهالى ليتركوا المصابين بأصابات خطرة و المرضى فى العناية المركزة , كما غادر ايضا الاطباء و التمريض كله تقريبا تاركا عددا من الاطباء المتطوعين و الممرضين منهم 3 ممرضين مصريين رفضوا مغادرة المستشفى .الكل فى مدينة إجدابيا عانى من نسخته الخاصة من الفزع , و الرعب , ولكن المستشفى ايضا عانت معاناتها الخاصة التى لم تتوقف عن جلب الموتى والمصابين فى كل ساعة , كأن قوات القذافى لم تتوقف عن اطلاق الرصاص و كأن قانصيهم لا يعرفون النوم , " فلا تكاد تمر ساعة الا و يحضر لنا مصاب  أو شهيد من رصاصة قناصة , او أفراد اسرة واحدة اصاب منزلها القصف العشوائى لصواريخ جراد – راجمات الصواريخ – " هكذا قال أحمد . س فنى المعمل بمستشفى اجدابيا الذى هرب مع اسرته , الى بنغازى , متابعا , " لقد اقتحموا المستشفى للبحث عن المصابين و أعدموا بعضهم , خصوصا المصابين بالرصاص و الطلقات النارية سواءا كانوا مسلحين او مدنين لم يحملوا سلاحا و اصيبوا بالرصاص "" نحن فى مستشفى اجدابيا , كنا نستقبل جثثا للاطفال تقريبا كل يوم ,  و افرادا من نفس العائلة دوما نظرا لسقوط الاسقف عليهم بسبب القصف المتواصل لصواريخ جراد" . أجدابيا لاتزال محتلة و تتعرض للقذف ايضا فقوات القذافى محاصرة فى داخلها و عند البوابة الشرقية و الغربية ولكنها لا تتوقف عن القصف على مواقع الثوار و ايضا للمساومة و محاولة الوصول الى اتفاق ليخرجوا بأسلحتهم و عتادهم لينضموا الى القوات الاخرى التابعة للقذافى وهذا  ما رفضه الثوار .السكان الهاربون من اجدابيا يؤكدون حدوث مذابح بشعه هناك و جرائم ضد الانسانية ولكن لا يوجد صحفيين و لم يتسرب شئ من المدينة المحاصرة التى سمح للهاربون فيها بالنزوح بأهليهم فقط فقوات القذافى كانت تفتش الهاربين بحثا عن كروت الذاكرة و ملفات الفيديو و الصور على الهواتف المحمولة كما كانت تفتش عن الاسلحة ايضا و الاصابات التى اصيب بها اصحابها فى المعركة .تم استهداف المستشفى فى اجدابيا عدة مرات باسلحة مختلفة , بالرشاشات الثقيلة , بقذائف الار بى جى , بصواريخ جراد , فالى أين وصل الارهاب بقوات القذافى ؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل