المحتوى الرئيسى

من الصندوق المغلق!

03/26 09:34

بقلم: سلامة أحمد سلامة 26 مارس 2011 09:14:17 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; من الصندوق المغلق!  بدأت تتسرب من الصندوق المغلق ــ على حد وصف هيكل لحكم مبارك الذى دام ثلاثين عاما ــ أسرار لم تكن معروفة وحقائق ظلت مكتومة. ولم يعرف عنها الرأى العام إلا ظنا أو رجما بالغيب من خلال الشائعات والأقاويل.وفيما رواه الزميل جهاد الخازن فى جريدة «الحياة»، وهو كان متخصصا وشغوفا بلقاء الملوك والرؤساء والتقرب إلى أبنائهم وذويهم.. أنه كان يجلس مع الملك حسين ملك الأردن يتابعان مؤتمرا صحفيا للرئيس السابق مبارك وبنيامين نتنياهو عام 1997، حين قال له إنه تعب من التعامل مع الرئيس المصرى وإنه يترك له القيادة والريادة.وكيف أن الملك عبدالله الثانى أبدى بدوره ضيقا بالتعامل مع الرئيس السابق. ووصفه بأنه لا يريد من عملية السلام سوى دور فيها. وأن الأمريكيين والإسرائيليين وضعوا علامة «اكس» كبيرة عليه.. باعتباره عنصرا غير مفيد فى عملية السلام.وعاد الخازن مرة أخرى ليتحدث عن الخلاف بين مصر وسوريا، وقال إنه خلاف شخصى بالأساس بين الرئيس بشار الأسد والرئيس حسنى مبارك. ولم يكشف عن أسباب ذلك فى حينه، ولكنه يتحدث اليوم لإلقاء الضوء على أسباب التراجع فى العلاقات المصرية السورية. وأيد كلامه استنادا إلى ما دار بينه وكل من جمال مبارك وعمر سليمان وأحمد أبوالغيط.ومجمل أسباب الخلاف كما يرويها أن الرئيس الأسد أراد إنهاء التوتر فى العلاقة مع مبارك، منتهزا فرصة نجاح العملية الجراحية التى أجريت له فى ألمانيا. وتلقى الرئيس الأسد دعوة تقول له أن يتفضل للسلام على الرئيس مبارك يوم الاثنين الساعة الحادية عشرة صباحا. وكان ذلك فى مارس من العام الماضى.ولكن الأسد قرر أن يرفض الدعوة التى حددت له اليوم والساعة. واعتبرها استدعاء لا دعوة. وكان المفروض أن يترك له تحديد يوم الزيارة.ويخلص الخازن من ذلك إلى أن أسلوب مبارك فى التعامل مع الرؤساء والملوك الآخرين لم يكن مريحا. بدليل أن أزمة مماثلة فى العلاقات نشبت مع قطر فى الشهور القليلة التى سبقت سقوط حكم مبارك!!يكمل الصورة ما تردد عن أسباب تصعيد الأزمة بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة القدم الشهيرة للتنافس على كأس العالم. ودخول جمال مبارك وعلاء مبارك على الخط بصورة مثيرة أدت إلى حدوث ما يقرب من القطيعة بين البلدين وإنزال خسائر جسيمة بالاستثمارات المصرية بالجزائر. واتضح أن وراء ذلك كله نشوب منافسة حادة بين علاء مبارك وابن أخ بوتفليقة للحصول على توكيل إحدى الشركات العالمية الكبرى.وربما كانت القصة التى رواها صلاح منتصر نقلا عن الدكتور حسام بدراوى، عن الساعات الأخيرة لمبارك فى قصر الرياسة، من أكثر القصص دلالة على الأجواء الملبدة التى كانت تسود القصر الجمهورى.. وعلى حالة العزلة العقلية والنفسية التى وضعت الرئيس السابق خارج إطار الواقع وغيبته عن حقيقة ما كان يجرى حوله!يقول منتصر نقلا عن بدراوى إنه ذهب فى الساعات الأخيرة بعد أن عينه مبارك أمينا عاما للحزب الوطنى ليقول له إن الأمر قد قضى، وعليه أن يتنحى ويذهب إلى شرم الشيخ لأن المتظاهرين سوف يزحفون إلى القصر الجمهورى. فكان رده أنه سيأمر بإطلاق النار عليهم فى المليان. ولكن بدراوى امتلك الشجاعة لينبهه إلى أنه قد يواجه مصيرا مثل مصير شاوشيسكو!والطريف أن جمال مبارك حاول أن يعترض طريق بدراوى وسأله وهو فى طريقه إلى مكتب الرئيس: «إنت رايح فين، فيه إيه؟!» وكأن ثمة وصاية كانت مفروضة عليه!وأخيرا يأتى الحديث الذى أدلى به فتحى سرور أخيرا للمصرى اليوم وحاول أن يرد فيه على الاتهامات التى توجه إليه. وهو الذى قبل العمل فى ظل مبارك 21 عاما رئيسا لمجلس الشعب، وكان شاهدا على دخائل السياسة المصرية وأحد صانعيها.. فقد اتضح أنه وإن لم يكن راضيا عن بعض الأداء، إلا أنه ظل صامتا على كثير من الاعوجاج والفساد. ولم تكن علاقته مع العادلى فيما يبدو على أحسن ما يكون. وحين شكاه إلى الرئيس لم يجد أذنا صاغية، بل انتقم منه العادلى بتخفيض حراسته، ولم يحرك الرئيس ساكنا!ويتحدث سرور عن حجم النفوذ الذى كان يتمتع به أحمد عز واحتمائه بجمال مبارك.. الذى كان يشهد كل الاجتماعات المهمة التى يعقدها الرئيس مع القيادات. وكان ذلك يثير التساؤلات والهمهمات حول نوايا التوريث، ولكن المحيطين بالرئيس ظلوا ينفونه.هذه قصاصات فى مأساة كوميدية لم تكتمل بعد. أمضى أبطالها سنوات ينسجون خيوطها ببراعة شديدة، فى سبيل تغيير ما لا يتغير، وتمليك من ليس من حقه أن يملك، وسلب الحقوق وتزييف الدساتير واحتقار القوانين، وبناء ممالك فى غير موضعها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل