المحتوى الرئيسى

لماذا أتفاءل بالمستقبل؟

03/26 09:34

بقلم: عصام العريان 26 مارس 2011 09:25:56 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; لماذا أتفاءل بالمستقبل؟  مصر تغيرت بالفعل، وبدأت مسيرة الديمقراطية، وأثبتت قدرة شعبها العظيم المتحضر على الممارسة السليمة، رغم كل الشوائب، وبعض المخالفات المتوقعة، والتى يجب علاجها باستمرار.كتب أستاذنا جلال أمين «ماذا حدث للمصريين فى نصف قرن؟» وأدعوه اليوم ليكتب لنا من جديد «ماذا حدث للمصريين فى 18 يوما؟».أقرأ الصحف صباحا، وأتابع المواقع الإلكترونية ظهرا، وأشاهد البرامج الحوارية مساء، فأجد روحا تشاؤمية يحاول الكثيرون بثها فى نفوس المصريين، بل وصلت إلى حد الخوف من المستقبل؟لا يدرك هؤلاء بُعد المدى الذى يفصلهم عن ملايين المصريين الذين أشاهد ممثليهم الحقيقيين فى الشوارع التى أحرص على السير فيها، وبين ركاب المترو الذى أستقله إلى وسط البلد، أو على المقاهى التى أمرّ عليها، أو فى المساجد التى أصلى بها، أو هؤلاء الذين لا تنقطع اتصالاتهم التليفونية بى.ما زالت النخبة المصرية بعيدة عن الواقع وعن الشعب، بينما تغيّر الشعب لم يتغيّر من هؤلاء إلا القليل جدا.رسائلهم لن تصل إلى المواطن البسيط، خوفهم على مصر لن يتسرب إلى نفوس الشعب، انفصالهم عن الواقع يجب أن ينتهى، بأن ينزلوا من مكاتبهم لمخالطة الناس والتعلم منهم، فالشعب هو المعلم، وهو الذى قام بالثورة وهو الذى قدّم الشهداء، وهو الذى يدافع عن مطالب الثورة، ويحمى مكاسبها، وسيكمل مسيرته لتحقيق ما تبقى منها.إذن لماذا أنا متفاءل ولست خائفا على مصر؟أولا: للبعد الإيمانى، فمن خاف الله لم يخش غيره.فقد قال تعالى ‭{‬لَا تَخَافُوهُمْ و خافون إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‭}‬ «آل عمران: 175» وقال تعالى ‭{‬أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‭}‬ «التوبة: 13»وقال ‭{‬ويُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ‭}‬ «الزمر : 36»وصِدْق التوحيد لله أن تدرك أن الأمر كله بيده، وأن حكمته تدبر الأمور، وأن مشيئته هى النافذة، وأنه على كل شىء قدير.وأنه سبحانه هو الذى رعى تلك الثورة منذ بدايتها كاحتجاج تحوّل إلى اعتصام، تحول إلى غضب، فإذا بها ثورة شعبية يؤيدها الجيش ويتعهد بتحقيق مطالبها.وإذا كان هناك خوف من الإخوان المسلمين، فأريد من القارئ أن يرجع إلى مقالة كتبها المرحوم الأستاذ الكبير «أحمد حسن الزيات» مؤسس (مجلة الرسالة)، التى كانت منبرا لكل التيارات الفكرية قبل يوليو 1952 فى مارس 1952 بعنوان «لا تخافوا الإخوان فإنهم يخافون الله».ثانيا: لأن الديمقراطية بها وسائل وأساليب تصحيح الأخطاء التى تقع فيها، وقديما قال تشرشل: «إن الديمقراطية أفضل الاختيارات السيئة وليست النظام الأفضل».ستظهر آثار جانبية للممارسة الديمقراطية، علينا ألا تزداد مخاوف البعض كى لا يحدث انقلاب على الديمقراطية، بل يجب علينا أن نتحاور ونبحث عن كل الوسائل التى تصحح المسيرة، وتضبط الأداء.وفى ظل قواعد دستورية واضحة، وأحكام قانونية سليمة، وقضاء حر مستقل، سيلتزم الجميع، ويرتقى السياسيون، والإعلاميون، والنخب الفكرية، والشيوخ والقساوسة، ورجال الأعمال، بالضوابط الموضوعية للممارسة السياسية.ثالثا: لأننا لم نخف النظام السابق، لا رئيسه، ولا جهازه الأمنى، ولا بطشه المتكرر بنا، ولا جهازه الإعلامى الرهيب، ولا سجونه، ولا أدوات تعذيبه البشعة.فكيف بنا نخاف من أنفسنا، من شعبنا، ومن ناسنا.رابعا: لإدراكى طبيعة الشعب المصرى، وقدرته على بناء ديمقراطية سليمة طال شوقه لها.فمصر على مدار القرون مثال التسامح والاعتدال، وفشل الرومان فى فرض مذهبهم المسيحى على أهل مصر الذين قدموا مئات الشهداء وسجلوا لهم عصرا كاملا يُعرف باسم «عصر الشهداء»، وفشل البريطانيون فى تمزيق الصف الوطنى، وفشل نظام مبارك فى زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.وعندما جاء الإسلام إلى مصر استوعب كل المواطنين مسيحيين ويهودا وغير مؤمنين، وشارك الجميع فى صنع حضارة عظيمة كانت منذ قرنين من الزمان تحت قيادة محمد على باشا للقيام بدور إقليمى كبير لولا حصار الغرب لها.خامسا: لأن ثورتنا تمت بأيدينا، وليس لأحد من القوى الخارجية فضل علينا، ولأننا جميعا ندرك خطورة التدخل الإقليمى أو الدولى على مستقبل بلادنا، وسنحمى استقلالنا الوطنى بكل ما نملك من قوة وتماسك ووحدة صف وطنى.سادسا: لأن الثورات العربية اندلعت حولنا، وكلها تأثرت بمصر كما تأثرت مصر بتونس، وكان تأثير مصر مدويا زلزاليا، ها هى ليبيا واليمن وسوريا على طريق التغيير، وسيمر قطار التغيير على كل الدول العربية، قد يصل متأخرا إلى بلاد ولكنه سيقف على كل المحطات بما يعنى مسئولية كبيرة على المصريين أن يقدموا النموذج الديمقراطى كما قدموا قبل 1919 النموذج التنويرى، وبعد 1952 النموذج التحررى الوطنى، وبعد 1973 النموذج التابع لأمريكا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل