المحتوى الرئيسى

دعوات للانتقام ومخاوف من المستقبل في جنازة بليبيا

03/25 04:50

طرابلس (رويترز) - يمسك طفل يبلغ من العمر سبع سنوات بلعبة على هيئة بندقية ايه كيه 47 ويحملق في صف من النعوش التي تضم مدنيين يقول المسؤولون الليبيون انهم قتلوا في الغارات الجوية التي تشنها القوات الغربية على ليبيا.وقال اسامة بن صالح عم الطفل والذي يعمل سائق سيارة اجرة "هو والعديد من الاطفال الليبيين الاخرين سيقاتلون المستعمرين الغربيين حتى الموت."وعلى بعد بضعة امتار ابدى وجهة نظره قائلا "دم معمر القذافي هو نفس دم جميع الليبيين. الدم الذي يسفك هو دم الجميع . الكبار والصغار. الرجال والنساء."وهذه هي الرسالة التي تنقلها حكومة القذافي منذ ان بدأت القوى الغربية في شن ضربات جوية وصاروخية لتدمير انظمة الدفاع الجوي الليبية لحماية المدنيين الذين يقعون في مرمى القتال بين الحكومة والمعارضة.وتم اصطحاب صحفيين اجانب يوم الخميس الى جنازة في مقبرة بطرابلس على جرف صخري يطل على البحر المتوسط. ولم تكن هناك اي وسيلة للتحقق مما اذا كان القتلى الذين وصفوا بأنهم "شهداء" هم من المدنيين أم لا.وأبلغ رجل دين المشيعين بأن على جميع الليبيين القتال حتى الموت. وأشار في لحظة ما الى ان بعضهم ربما كانوا جنودا.ولكن التفاصيل لم تكن على ما يبدو تهم كثيرا الحشود التي ضمت نساء في ملابس سوداء ويضعن عصابات رأس خضراء وشبانا يرتدون ملابس رياضية ويحملون بنادق ايه كيه 47 حقيقية ويطلقون النار في الهواء للتعبير عن التحدي ورجالا ونساء مسنين.وقال شاب يدعى احمد اياد (18 عاما) انه تطوع لقتال المعارضين في الشرق. وتطابقت روايته عن القتال مع النهج الرسمي للحكومة بأن تنظيم القاعدة يقف وراء الاضطرابات.وقال "كانت لديهم لحي طويلة ويرتدون نفس السراويل التي يرتديها ارهابيو القاعدة."وتحدث بعض المشيعين بفخر عن رد فعلهم ازاء الضربات الجوية التي تبدا عادة بعد حلول الظلام ويتبعها اطلاق كثيف لنيران الاسلحة المضادة للطائرات واعيرة كاشفة تضيء السماء فوق العاصمة طرابلس المعقل الاهم للقذافي.وقال طالب يدعى نظام الدين الذي اشار الى ان ابن عمه كان بين اولئك الذين في النعوش "عندما تبدأ الهجمات نرقص في الشوارع. لا شيء يخيفنا."وقال اخرون انهم يتخذون نهجا اكثر روحانية حيث يتجمعون مع اطفالهم ويتلون ايات من القران الكريم.ويقول القذافي انه سيوزع أسلحة على جميع الليبيين لوقف ما يسميه العدوان الاستعماري الوحشي على ليبيا.وعندما حملت النعوش فوق الاكتاف استعدادا لعملية الدفن التهبت المشاعر. وصاح رجل قائلا "ساركوزي كلب. اوباما كلب. فليرسلوا قوات الى السواحل الليبية وسينتهي بهم المطاف الى الجحيم."ولكن تحت هذه الشجاعة اتخذ البعض نهجا حذرا حيث اعربوا عن قلقهم من تفكك ليبيا مثلما حدث للعراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للاطاحة بصدام حسين.وتحدث رجل مسن عايش ازمة تلو الاخر تحت حكم القذافي بهدوء في احد الاركان عن مخاوفه.وقال الرجل البالغ من العمر 76 عاما "اذا كان القذافي ارتكب خطأ فلماذا لم تبلغه هذه الدول الغربية بذلك وتجلس معه وتتوصل الى حل سلمي."وعندما سئل عما اذا كان القذافي هو الذي جلب المتاعب الحالية على ليبيا من خلال حملته على المعارضين نظر الرجل بعصبية عندما تجمع حوله بعض الرجال قائلا " لا . لا . لا اقول انه ارتكب اخطاء. فليساعدنا الله."من مايكل جورجي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل