كل يوم

من المحيط إلي الخليج‏!‏ لا أظن أن العالم العربي شهد في تاريخه الحديث مثل هذه الحالة الراهنة من فوران الثورة والغضب والرفض والاحتجاج بدءا من الخليج العربي شرقا وحتي ضفاف المحيط الأطلسي غربا‏.‏ وقد تختلف الأسباب والدوافع من بلد عربي لآخر ولكن القاسم المشترك يتمثل في مهانة غياب الديمقراطية دون مبرر معقول لهذا الغياب الذي طال أمده دون سائر شعوب الدنيا‏.‏ لقد تفجرت شلالات الغضب واندلعت نيران الثورة في العالم العربي بعد أن سقطت كل الحجج والذرائع التي كانت تتحدث عن خصوصية المجتمعات العربية حيث كان لهذه الحجج والذرائع فصائل عديدة من المستفيدين من غياب الديمقراطية سواء داخل بطانات الحكم أو عتاة الفساد الحريصين علي استمرار أوضاعهم المتميزة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا‏.‏ ولست أجنح إلي المبالغة عندما أقول بأن تسريب وثائق ويكليكس لعب دورا لا يستهان به في كشف المستور أمام الشعوب العربية التي اتضح لها أن الحيتان السياسية والاقتصادية في الداخل العربي كانوا مدعومين من دول ومؤسسات وشركات متعددة الجنسيات تتقاسم معهم عمليات النهب المنظمة للثروات العربية مقابل توفير الغطاء الدولي لهم‏.‏ والحقيقة أنه لم يعد هناك مجال للحيرة في فهم أسباب ودوافع الهيئات والمؤسسات الدولية التي كانت تصدر بيانات الإشادة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومات العربية رغم أن واقع الحال كان يقول عكس ذلك تماما حيث لم يكن للأرقام المعتمدة من هذه المؤسسات الدولية عن معدلات النمو أي مردود اقتصادي أو اجتماعي في سائر المجتمعات العربية‏.‏ لم تكن الثورة العربية ضد زواج الثروة والسلطة فقط وإنما هي ضد عملية الخداع والتضليل المشتركة بين الأنظمة العربية والمؤسسات الدولية‏..‏ بل إنها مرشحة للتصاعد الآن ضد ازدواجية المعايير التي تحمي جرائم إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين‏!‏   خير الكلام‏:‏ ‏<<‏ عندما تشتد القيود تسود خيبة الأمل‏!‏ المزيد من أعمدة مرسى عطا الله