المحتوى الرئيسى

كيف يتحول القرار ‮ ‬إلي واقع؟

03/24 22:17

تنفيذ أي قرار يتخذه الانسان يتوقف علي مجموعة من العوامل منها الدافع الي تنفيذه ووضع خطة واقعية للتنفيذ‮ ‬غير مبالغ‮ ‬فيها،‮ ‬ومدي العزيمة المتوافرة لدي الشخص،‮ ‬وتقدير قدرات الانسان علي الصمود والتحدي والاستمرار حتي تحقيق الهدف،‮ ‬وتحديد فترة زمنية معقولة لتحقيق الهدف المراد‮..‬وأهم شيء هو إحساس الانسان بأهمية القرار وبإمكانية تنفيذه،‮ ‬يأتي بعده تحديد خطة زمنية للتنفيذ مع تصور العقبات التي قد تعترض التنفيذ وكيفية التغلب عليها مع الإصرار علي المضي قدما حتي لو حدثت انتكاسات أثناء تنفيذ البرنامج أي عدم السماح لأي انتكاسة أن توئسنا من إتمام المشروع وقد يتطلب الامر إعطاء مهلة أكبر أي إعادة النظر في الفترة الزمنية المحدة من قبل بحيث يمكن مدها بما يتلاءم مع خط السير والمرحلة التي وصلنا إليها مع الأخذ في الاعتبار منذ البداية ان الطريق لن يكون مفروشا بالورود‮.. ‬وأن العثرات واردة ولكنها لا يجب ان تفل من عزيمتنا علي الاستمرار حتي النهاية والنهاية هي تحقق المشروع بالكامل وليس قبله‮..‬دائما سيجد الانسان عقبات بعضها كان متوقعا والبعض الاخر لم يكن متوقعا‮.. ‬ولكن الاستمرار هو الوصفة السحرية للنجاح،‮ ‬وعدم التراجع تحت وطأة العقبات التي تصادفنا‮.. ‬وليس عيبا مراجعة الخطة ان وجدناها‮ ‬غير واقعية أو طموحة أكثر من اللازم ونقوم بتخفيض الهدف كمرحلة أولي إذا حققناها انتقلنا الي استكمالها في مرحلة تالية‮..‬تحقيق أي هدف في الحياة ليس سهلا سواء كان الهدف دنيويا أم كان متعلقا بمصيرنا في الآخرة‮.. ‬والهدف المصيري قد يبدأ بمحاولة النجاة من النار ودخول الجنة ولو في أدني درجاتها وهذا ما يوضحه العليم الخبير في قوله تعالي‮ »‬فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز‮« (‬آل عمران ‮٥٨١) ‬نعم‮.. ‬ولكن قد تشرئب أعناقنا الي ان تكون منزلتنا في الجنة أعلي من مجرد النجاة من النار،‮ ‬لأن الجنة منازل ودرجات وأعلي الدرجات هي درجة السابقين‮ »‬والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين‮« (‬الواقعة ‮٠١ -٤١)..‬فالطمع في الوصول الي الدرجات العلي في الجنة مشروع لأن الاقامة دائمة وهناك فروق في درجات النعيم وإن كانت الجنة كلها نعيم فالمحاولة شيء لا ينبغي التفريط فيه أو التنازل عنه ما استطعنا الي ذلك سبيلا‮ »‬ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلي جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكي‮« (‬طه ‮٥٧ - ٦٧) ‬وكل مؤمن له أن يجتهد في عمل الصالحات ما أمكنه ذلك وبحيث لو وضع هذا الهدف نصب عينيه فسوف يشكر الله له سعيه والله لا يضيع أجر من أحسن عملا‮ »‬إن الله لا يضيع أجر المحسنين‮« (‬التوبة ‮٠٢١).. ‬فليشمر المؤمن عن ساعديه ليحقق طموحاته‮ ‬في الدنيا والأهم منها طموحاته للآخرة‮ .‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل