المحتوى الرئيسى

كيف تريدون القانون ولا تحترمونه بقلم:حازم عواد المجالي

03/24 21:51

تريدون القانون ولا تحترموه؟!؟!؟ مازلنا نتخبط ونسير بخطى متعرجة بعيدة عن الانتظام وعن نظرية التوافق والاتفاق, وكلما اعتقدنا أننا اقتربنا من نقطة التعادل التي تجمع بين أطياف الحراك الوطني في المملكة اكتشفنا ان نظرية القذافي :" لا تراجع الى الأمام" بجملة متصلة يمكن تطبيقها على ارض الواقع, وحالي كحال العديد من الزملاء و المثقفين الأردنيين نعيش الاستغراب والاندهاش تجددا يوما بيوم, أقولها واكتبها وكلي فزع وخوف على وطني, كان شعارنا الذي التقينا واتفقنا عليه ان الشعب يريد محاكمة كل من تثبت عليه تهمة الفساد كائن من كان, وأننا كلنا نحترم القضاء الاردني ونثق به, وان كل من لديه أدلة او إثباتات عليه ان يقدمها الى الجهة المسؤولة, ثم بين ليلة وضحاها أصبح الشعار نريد استعجال محاكمة كل من تثبت عليه تهمة الفساد,ثم أصبحنا نسحب بالقرعة أسماء من نريد ان نحكم عليهم بالفساد, ثم اخترتم الأسماء والقضايا واخترتم الحكم مسبقا, ثم ضعنا بين حانا ومانا , تيار الباسم عوض الله يهاجم التيار الذهبي, وتيار الذهبي يهاجم باسم عوضا الله, ولعجبي أصبح الاردن يدار بصراعات الباسم والذهبي. صنائع عوض الله و صنائع الذهبي, مرحلة صراع المصنوعات, وآخرون نعلمهم ولا نعلمهم, ومن هنا ولد الانحراف وظهر الانقسام, وكل ليثبت وجهة نظره يتفنن في طرح الفساد حسبما يخدم مصلحته ومصلحة أسياده, ولكن الغريب ان الطرفين متفقين على تقديم أسماء معينة بذاتها من الأردنيين بوجهين لا ثالث لهما: اما فاشلون وإما فاسدون, حتى عندما يأتي زمان ويعود احدهما او كليهما لا يستطيع احد ان يعترض ويطالب بوجوه اردنية اردنيه, بسبب ان التجارب السابقة مع هذه الوجوه اما جاهلة فاشلة وإما فاسدة ومخربة, نحن نحترم القانون ونحترم مساره ومدخلاته ومخرجاته, ولكننا لا نحترم أبدا ان يفرض أمرا على انه واقعا يجب التعامل معه قبل ان يقول القانون رأيه, ويفصل القضاء فيه, أليس الحكم عنوان الحقيقة, فكيف تسمون الأسماء وتطالبون بمحاكمتها دون أي اعتبار الى احتمال بسيط جدا يقول: انه قد لا يوجد عليهم كلهم او بعضهم أي تهم فساد, اما ان كان القصد من وراء ذلك أنكم تريدون إثبات ما لم يتم إثباته عنوة وقهرا, ثم تريدون تقديم من تريدونه للمحاكمة وتصرون على انه يجب ان يحكم وان لم يحكم فلا عدل ولا قانون ولا احترام لقضاء, فهذا ليس من الصواب بشيء, بل هذا يدل على ان ما تحت الطاولة كبير وان الفساد الذي نريد ان نحاربه ونقضي عليه قد وصل إليكم واستشرى في تفكيركم وظهرا عين حق في تصرفاتكم وأقوالكم عامة. عندما تصل الامور الى طرح أسماء معينة معرفة بعائلاتها, الم يكن هنالك أي اعتبار الى ردود الأفعال التي ستنجم عن هذا التصرف؟ أم أن الدعوة الى التغير والإصلاح المنشود برأيكم لا يمكن ان يأتي الا من خلال التصادم والمواجهة العنيفة؟ هل أحببنا تجارب تونس ومصر وليبيا لدرجة العشق فأصبحنا نعمل من اجل تطبيقها عندنا؟ وانه لا تغير ولا إصلاح الا من خلال ثورة دموية تغطى من قبل محطات الفضاء المختصة؟ فأين الحنكة يا عرب!! غريب هذا الحماس الذي قد يودي بنا جميعا الى التهلكة, ان ردود الفعل المختلفة التي توقعناها مسبقا ثم رأيناها وسمعناها على تلك الحفنة الطفولية على باب الجامعة الاردنية, كانت ردود فعل اتسمت بالغضب تارة والرفض تارة, وفي كلتا الحالتين اتفاق على الرد وبكل الطرق, الرد الذي لا نريده ولا نتمناه واقعا ملموسا, ولكنه الواقع فعليا. أكاد ان افهم الموقف المعادي للعشائرية دون الاتفاق معه طبعا, أكاد ان أوصفه بأنه موقف غير متزن, لعل فقدان أل التعريف لدى الكثيرون أدى الى رغبة في إزالتها من القاموس الوطني الاردني, ولكنني أبدا لا افهم ان يتم التعامل على ان العشائرية انتهت فعليا, وان تأثيرها لم يعد له وجود, وان ظهرت ردود الفعل المنطقية الطبيعية للنظام العشائري في الرد على هذه الهجمة على أبنائها ورموزها دون وجه حق ودون إثباتات او أدلة, ولمجرد نوايا خبيثة او مخططات دنيئة, فإنني من الان أخبركم ان وصفهم لهذه التصرفات الطبيعية انها بلطجة" المصطلح الجديد للزعرنة بصناعة مصرية", وأنها ايضا بلطجة حكومية, وهذا بدوره دليل ايضا واضح وجلي على ان ما يدار في الكواليس وينعكس على ارض الواقع ينعكس سلبا لا إيجابا, وبنفس الوقت لا يخدم أي مصلحة مشتركة تجمعنا . لا ننكر ان عديد هذه الحركات والتجمعات وبالتحالفات المعلنة والغير معلنة, تقاد ولو شكليا من أعضاء هم فعليا من أبناء العشائر, ولكنهم ليسوا العشائر فعليا, وبالتالي فان استغلال أسماء عشائرهم لن يفيد بشيء عندما تؤجج النفوس ويتأبط الرجال شرا, ليس هذا مني تهديدا ولا إثارة ولكنه تحذير من اجل تصويب الفكر والمسار, أم انه حقيقة ما يقال ويشاع ان التحركات والتجمعات "سواءا كنا رايحين ولا جايين" تُقاد من قبل ثلة من الرجال في الخفاء, فمهما حاولنا الإصلاح والتصويب والتغذية الفكرية العكسية فإننا لن ننجح, لان ما يريده وهؤلاء الأشباح في الظلام هو ما سيكون ويظهر على ارض الشارع, وعذرا فمروري على نقطة التحالفات السرية مرورا سريعا ليس لغير أهميتها ولا لجهل مني فيها, بل لان مجرد ذكرها يثير في النفس مع الاستهجان والاستغراب اشمئزازا ايضا, فمجرد ذكر ان منصور وحتر اتفقوا ..!!! فاحدهما يقدم الدعم في الشارع للآخر, والآخر يقدم سكوتا عن الفكر الليكودي العنصري لذلك الأحد, حراك سياسي في غير موقعه ولكنه معنون بعنوان كلنا إخوة, نعم إخوة ولكنها إخوة مرحلية تنتهي بانتهاء مصالحهما. نعيد المناشدة والنداء من اجل الرجوع الى القاعدة الاساسية التي انطلقنا منها متفقين, أننا كلنا أردنيون وفقا لأحكام الدستور الاردني, وانه لا اتهام الا بدليل واثبات, ولا دفاع الا بحجة وإقناع, فلا طعن ولا تجني, هذه القاعدة التي لا يمكن ان تكون الا مكتملة, وان أي خلل يحدث فيها فبشكل تلقائي ستتفكك الجهود وتتبعثر المواقف, وكل سيغني في وطني على ليلاه, فلا إصلاح ننال ولا تغير ايجابيا نحقق ولا أهلا وإخوة سنبقى, فما يترك أثرا سيئا في النفوس من تجريح وطعن واغتيال للشخصيات ومحاولة لتقديم التضحيات لا يمكن إزالته بسهولة, ولا يمكن ايضا ان لا يكون له الا ما لا يحمد عقباه. ما زلنا نتحدث بلغة المنطق والعقل والمحبة, ما زالت أيدينا ممدودة لمزيد من التكاتف والتلاحم من اجل المصلحة العامة, ما زلنا نريد ان نبقى إخوة في الوطنية والهوية والمرجعية, ولكن ان وصلنا الى مرحلة وجدنا ان الطعن بدا في ظهورنا, وان الأجندات والمخططات الخاصة التي كنا نحذر منها سابقا قد بدأت خلاياها بالعمل والتنفيذ, فحينها لن تتركوا لنا مجال الا بالدفاع عن تاريخنا الاردني, وتاريخنا ما قبل الاردني, نعم الاردن هرم كبير, وان أردنا ان نحمي الهرم ونقويه فعلينا بالقاعدة, وحينها سنعود الى القاعدة التي بني عليها أصلا وطننا الغالي, بيتنا وأهلنا وعشيرتنا, ولان عهدنا معه دائم ومتجدد تلقائيا فان واجب العهد يفرض علينا ان نفديه بدمائنا كما بنوه أجدادنا بدمائهم, نبذل من اجله أرواحنا رخيصة, فتراب الاردن لا يرضى ان يوجد عليه الا من يعشقه وبدمائه يرويه حين يطلبه . انا ناصحون فهل انتم منتصحون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. حازم عواد المجالي [email protected]

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل