يوميات الاخبارالحمد لله الذي رفع سقف السماء.. لأحلامنا
الخميس:جاءتني رسالة عبر ال (فيس بوك) من شاب مصري يعيش في أوروبا يحكي عن موقف غريب تعرض له.بدأت الحكاية عندما سأله، قبل 25 يناير، شخص أوروبي: ما هي أحلامكم في مصر؟ فرد عليه الشاب المصري قائلا: حلمي أن اعيش في مصر بحرية.. أتنفس بحرية.. أختار كليتي بحرية.. أحدد عملي بحرية.. أختار شريكة حياتي بحرية.. أعبر عن رأيي بحرية.رد عليه صديقه الأوروبي قائلا: يا عزيزي هذه ليست أحلام.. هذه حقوق.قبل أن يفيق (المصري) من دهشته بعد الرد (الأوروبي) المباغت، أضاف صديقه: لقد سألتك عن أحلامكم.. لكنك أجبت عن أبسط حقوقكم. أذكر هذه الرسالة لأشير إلي أننا قبل 25 يناير لم نكن نقدر أن نحلم.. مجرد حلم.. لأننا كنا نبحث عن أبسط حقوقنا.. ولا نجدها.. أما الآن وقد انتزعنا حقوقنا بأيدينا وإرادتنا الحرة، فقد آن الأوان أن نحلم.سقف الأحلام ارتفع بعدما كان منخفضا للغاية حتي لامس الحقوق الأساسية.. الآن نستطيع أن نحلم بلا حواجز.. بلا سقف.. بلا انشغال بالحقوق.. وبلا خوف من (سارقي الأحلام).علي كل مصري الآن أن يحلم.. يحلم لنفسه.. وأن يجعل مصر جزءا من حلمه.إن الله رفع سقف السماء عاليا.. ولو انخفض سقف السماء لمستوي سقف البيوت لما استطاع البشر أن يحلموا ويطمحوا إلي الأعلي.الحمد لله الذي رفع سقف السماء.. والحمد لله الذي رفع سقف الحرية في بلادي.»يد واحدة.. صف واحد«الأحد:انتهت مرحلة الاستفتاء التعديلات الدستورية، واختارت أغلبية الشعب المصري أن تقول (نعم) للتعديلات، وبصرف النظر عما انتهت إليه نتيجة عملية الاستفتاء، فإنني أري أن الأهم هو المظهر الحضاري العظيم الذي خرج به اليوم، والمشاركة الواسعة من جموع المصريين، والنضج الواضح في الوعي السياسي من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية، بما أضفي ثراء شديدا للتجربة الديمقراطية الأولي بعد نجاح ثورة 25 يناير.لقد برهن المصريون في يوم 19 مارس علي أنهم يمتلكوا قراراتهم بأيديهم، واستطاعوا أن يثبتوا للعالم أن أصواتهم باتت مسموعة، وأن يواصلوا تقديم تجربة نموذجية راقية، واتضح أن ما كان يمنع المصريين من الظهور بهذه الصورة المتحضرة في المشاركة السياسية هو التزوير الذي كان يمارسه النظام السابق، وقيود القهر التي كبلت جموع الشعب.المهم الآن بعد نتيجة الاستفتاء، أن نعود سريعا إلي شعار "يد واحدة.. صف واحد".. تلك العبارة السحرية التي كانت كلمة السر في نجاح الثورة، فسواء من قالوا (نعم) أو قالوا (لا) يجب أن يتكاتفوا من أجل مصلحة الوطن.لقد أعلنت رأيي قبل إجراء الاستفتاء بأنني سأصوت ب (لا)، لكن بعد أن اختارت الأغلبية الموافقة علي التعديلات الدستورية، فإن ذلك أصبح رأي (مصر) كلها، وعليه ينبغي أن نعمل سويا يدا بيد مع (مصر) في اختيارها."يد واحدة.. صف واحد".. كانت أقوي سلاح للمتظاهرين في ميدان التحرير، وفي كل محافظات مصر، وكما نجحنا تحت تلك اللافتة في إنجاز الهدف الأساسي للثورة بإسقاط النظام السابق، فإننا يجب أن نستمر في العمل تحت نفس الشعار لتحقيق بقية مطالب الشعب المصري.. وسأبقي أكرر دائما أن الضمانة الحقيقية لاستكمال المشوار وتحقيق مطالب الثورة تكمن في التمسك بأخلاق الميدان.قفزة مصريةالأربعاء:عندي إحساس قوي أنه في زمن غير بعيد من الآن، ستحقق مصر قفزة اقتصادية وسياسية وتنموية كبري، وسنسبق ماليزيا وكوريا وتركيا.ربما كان هذا الكلام مثيرا للعجب قبل ثورة 25 يناير، لكنه الآن يحمل مأخذ الجد، فلم يعد هناك سقف للأحلام، فالأوطان مثل الأشخاص، لديها طموح مشروع في السعي نحو الأفضل، وهذه الطموحات تتطور من مرحلة لأخري، والآن بات مشروعا أن نرتفع بطموحاتنا للوطن.أري أن هذا الحلم المصري يجب أن ينطلق من فكرة التوحد نحو الهدف، فقد كنا قبل الثورة نعمل فرادي.. كل واحد منا يسعي علي قدر جهده الشخصي، وكان كل منا يعمل في عالمه الخاص، إلي أن جاءت ثورة 25 يناير، فاكتشفنا أن تضافر الجهود، والالتفاف نحو الهدف الواحد، والتعاون في (المنطقة المشتركة) بين جميع الأطراف، بصرف النظر عن انتماءاتهم وآرائهم ودينهم، هو الطريق نحو النجاح.الشعب المصري الآن يمتلك (تجربة نجاح) بعد 25 يناير، ويستطيع تكرارها في شتي المجالات، بشرط الحفاظ علي أسباب هذا النجاح.. وهو أيضا "يد واحدة.. صف واحد". إنصات "بان كي مون"الإثنين:"جئت لكي أنصت إلي طموحاتكم وأمانيكم وأستمع إلي قلقكم، حول ما الذي تتوقعونه من الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي، من أجل مساعدتكم للوصول إلي الديمقراطية المنشودة".. بهذه الكلمات حدد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون هدف زيارته الأخيرة للقاهرة.. الهدف هو الإنصات.استمعت إلي كلمة الأمين العام في ساقية الصاوي، وفكرت في أن مجئ بان كي مون إلي القاهرة والاستماع إلي الشباب المصري خطوة محمودة، لكنها بالتأكيد لا تكفي.لقد مللنا من الكلام ومن الخطابات ومن عبارات المديح التي لا يعقبها فعل علي أرض الواقع.نشكر السيد بان كي مون علي كلامه.. وعلي إنصاته.. لكننا كنا نتمني أن نشكره أكثر علي أفعاله ومبادراته ومشروعاته وبرامجه وخططه الملموسة.منظمة الأمم المتحدة تملك أن تقدم لمصر ما هو أكبر ن المدح والإنصات.. نريد مشروعات تنموية في مجالات التعليم والصحة والخدمات، فلا شك أن الأمم المتحدة تملك الكثير لتقدمه لمصر في تلك الظروف الحرجة، وفي هذه المجالات الحيوية.كان من المرجو أن تخرج زيارة بان كي مون إلي مصر بالإعلان عن مبادرة محددة ذات أهداف معلنة، وبتمويل مرصود للنهوض بدولة استطاعت أن تقدم للعالم كله درسا بليغا في الثورة السلمية النظيفة المتحضرة، وتكون تلك المبادرة بمثابة (رد الجميل) لشعب أبهر العالم برقيه وتحضره.زيارة الأمين العام لمصر كانت مهمة.. لكنها لا تكفي.علي حائط ال فيس بوكربِ ابنِ لأمي عندك بيتاً في الجنة. فقد ضحت من أجلي كثيراً.أنا غير خائف من المستقبل لأني متأكد أن دماء الشهداء لن يضيعها الله هباء.بعض الناس مدحوني مدحاً لا تحلم به النجوم وبعض الناس ذموني ذماً لا يرضي به العصاة والمذنبون، وأنا في النهاية إنسان اجتهد لخير هذه الأمة ولنهضتها. لا أريد منهم سوي الإنصاف، فإن لم ينصفوني، فيكفيني ان أجري علي الله وحده.في زحمة الأحداث المتلاحقة في بلادنا أشعر أنني مشتاق أن أذهب إلي الله أسجد بين يديه وأدعوه في ظلمة الليل.. مشتاق للعمرة.
Comments