المحتوى الرئيسى

يوميات الاخبارالحمد لله الذي رفع سقف السماء‮.. ‬لأحلامنا

03/24 21:49

الخميس‮:‬جاءتني رسالة عبر ال‮ (‬فيس‮ ‬بوك‮) ‬من شاب مصري يعيش في أوروبا يحكي عن موقف‮ ‬غريب تعرض له‮.‬بدأت الحكاية عندما سأله،‮ ‬قبل‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬شخص أوروبي‮: ‬ما هي أحلامكم في مصر؟ فرد عليه الشاب المصري قائلا‮: ‬حلمي أن اعيش في مصر بحرية‮.. ‬أتنفس بحرية‮.. ‬أختار كليتي بحرية‮.. ‬أحدد عملي بحرية‮.. ‬أختار شريكة حياتي بحرية‮.. ‬أعبر عن رأيي بحرية‮.‬رد عليه صديقه الأوروبي قائلا‮: ‬يا عزيزي هذه ليست أحلام‮.. ‬هذه حقوق‮.‬قبل أن يفيق‮ (‬المصري‮) ‬من دهشته بعد الرد‮ (‬الأوروبي‮) ‬المباغت،‮ ‬أضاف صديقه‮: ‬لقد سألتك عن أحلامكم‮.. ‬لكنك أجبت عن أبسط حقوقكم‮. ‬أذكر هذه الرسالة لأشير إلي أننا قبل‮ ‬25‮ ‬يناير لم نكن نقدر أن نحلم‮.. ‬مجرد حلم‮.. ‬لأننا كنا نبحث عن أبسط حقوقنا‮.. ‬ولا نجدها‮.. ‬أما الآن وقد انتزعنا حقوقنا بأيدينا وإرادتنا الحرة،‮ ‬فقد آن الأوان أن نحلم‮.‬سقف الأحلام ارتفع بعدما كان منخفضا للغاية حتي لامس الحقوق الأساسية‮.. ‬الآن نستطيع أن نحلم بلا حواجز‮.. ‬بلا سقف‮.. ‬بلا انشغال بالحقوق‮.. ‬وبلا خوف من‮ (‬سارقي الأحلام‮).‬علي كل مصري الآن أن يحلم‮.. ‬يحلم لنفسه‮.. ‬وأن يجعل مصر جزءا من حلمه‮.‬إن الله رفع سقف السماء عاليا‮.. ‬ولو انخفض سقف السماء لمستوي سقف البيوت لما استطاع البشر أن يحلموا ويطمحوا إلي الأعلي‮.‬الحمد لله الذي رفع سقف السماء‮.. ‬والحمد لله الذي رفع سقف الحرية في بلادي‮.‬‮»‬يد واحدة‮.. ‬صف واحد‮«‬الأحد‮:‬انتهت مرحلة الاستفتاء‮ ‬التعديلات الدستورية،‮ ‬واختارت أغلبية الشعب المصري أن تقول‮ (‬نعم‮) ‬للتعديلات،‮ ‬وبصرف النظر عما انتهت إليه نتيجة عملية الاستفتاء،‮ ‬فإنني أري أن الأهم هو المظهر الحضاري العظيم الذي خرج به اليوم،‮ ‬والمشاركة الواسعة من جموع المصريين،‮ ‬والنضج الواضح في الوعي السياسي من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية،‮ ‬بما أضفي ثراء شديدا للتجربة الديمقراطية الأولي بعد نجاح ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮.‬لقد برهن المصريون في يوم‮ ‬19‮ ‬مارس علي أنهم يمتلكوا قراراتهم بأيديهم،‮ ‬واستطاعوا أن يثبتوا للعالم أن أصواتهم باتت مسموعة،‮ ‬وأن يواصلوا تقديم تجربة نموذجية راقية،‮ ‬واتضح أن ما كان يمنع المصريين من الظهور بهذه الصورة المتحضرة في المشاركة السياسية هو التزوير الذي كان يمارسه النظام السابق،‮ ‬وقيود القهر التي كبلت جموع الشعب‮.‬المهم الآن بعد نتيجة الاستفتاء،‮ ‬أن نعود سريعا إلي شعار‮ "‬يد واحدة‮.. ‬صف واحد‮".. ‬تلك العبارة السحرية التي كانت كلمة السر في نجاح الثورة،‮ ‬فسواء من قالوا‮ (‬نعم‮) ‬أو قالوا‮ (‬لا‮) ‬يجب أن يتكاتفوا من أجل مصلحة الوطن‮.‬لقد أعلنت رأيي قبل إجراء الاستفتاء بأنني سأصوت ب‮ (‬لا‮)‬،‮ ‬لكن بعد أن اختارت الأغلبية الموافقة علي التعديلات الدستورية،‮ ‬فإن ذلك أصبح رأي‮ (‬مصر‮) ‬كلها،‮ ‬وعليه ينبغي أن نعمل سويا يدا بيد مع‮ (‬مصر‮) ‬في اختيارها‮.‬‮"‬يد واحدة‮.. ‬صف واحد‮".. ‬كانت أقوي سلاح للمتظاهرين في ميدان التحرير،‮ ‬وفي كل محافظات مصر،‮ ‬وكما نجحنا تحت تلك اللافتة في إنجاز الهدف الأساسي للثورة بإسقاط النظام السابق،‮ ‬فإننا يجب أن نستمر في العمل تحت نفس الشعار لتحقيق بقية مطالب الشعب المصري‮.. ‬وسأبقي أكرر دائما أن الضمانة الحقيقية لاستكمال المشوار وتحقيق مطالب الثورة تكمن في التمسك بأخلاق الميدان‮.‬قفزة مصريةالأربعاء‮:‬عندي إحساس قوي أنه في زمن‮ ‬غير بعيد من الآن،‮ ‬ستحقق مصر قفزة اقتصادية وسياسية وتنموية كبري،‮ ‬وسنسبق ماليزيا وكوريا وتركيا‮.‬ربما كان هذا الكلام مثيرا للعجب قبل ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬لكنه الآن يحمل مأخذ الجد،‮ ‬فلم يعد هناك سقف للأحلام،‮ ‬فالأوطان مثل الأشخاص،‮ ‬لديها طموح مشروع في السعي نحو الأفضل،‮ ‬وهذه الطموحات تتطور من مرحلة لأخري،‮ ‬والآن بات مشروعا أن نرتفع بطموحاتنا للوطن‮.‬أري أن هذا الحلم المصري يجب أن ينطلق من فكرة التوحد نحو الهدف،‮ ‬فقد كنا قبل الثورة نعمل فرادي‮.. ‬كل واحد منا يسعي علي قدر جهده الشخصي،‮ ‬وكان كل منا يعمل في عالمه الخاص،‮ ‬إلي أن جاءت ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬فاكتشفنا أن تضافر الجهود،‮ ‬والالتفاف نحو الهدف الواحد،‮ ‬والتعاون في‮ (‬المنطقة المشتركة‮) ‬بين جميع الأطراف،‮ ‬بصرف النظر عن انتماءاتهم وآرائهم ودينهم،‮ ‬هو الطريق نحو النجاح‮.‬الشعب المصري الآن يمتلك‮ (‬تجربة نجاح‮) ‬بعد‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬ويستطيع تكرارها في شتي المجالات،‮ ‬بشرط الحفاظ علي أسباب هذا النجاح‮.. ‬وهو أيضا‮ "‬يد واحدة‮.. ‬صف واحد‮".  ‬إنصات‮ "‬بان كي مون‮"‬الإثنين‮:‬‮"‬جئت لكي أنصت إلي طموحاتكم‮ ‬وأمانيكم وأستمع إلي قلقكم،‮ ‬حول ما الذي تتوقعونه من الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي،‮ ‬من أجل مساعدتكم للوصول إلي الديمقراطية المنشودة‮".. ‬بهذه الكلمات حدد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون هدف زيارته الأخيرة للقاهرة‮.. ‬الهدف هو الإنصات‮.‬استمعت إلي كلمة الأمين العام في ساقية الصاوي،‮ ‬وفكرت في أن مجئ بان كي مون إلي القاهرة والاستماع إلي الشباب المصري خطوة محمودة،‮ ‬لكنها بالتأكيد لا تكفي‮.‬لقد مللنا من الكلام ومن الخطابات ومن عبارات المديح التي لا يعقبها فعل علي أرض الواقع‮.‬نشكر السيد بان كي مون علي كلامه‮.. ‬وعلي إنصاته‮.. ‬لكننا كنا نتمني أن نشكره أكثر علي أفعاله ومبادراته ومشروعاته وبرامجه وخططه الملموسة‮.‬منظمة الأمم المتحدة تملك أن تقدم لمصر ما هو أكبر ن المدح والإنصات‮.. ‬نريد مشروعات تنموية في مجالات التعليم والصحة والخدمات،‮ ‬فلا شك أن الأمم المتحدة تملك الكثير لتقدمه لمصر في تلك الظروف الحرجة،‮ ‬وفي هذه المجالات الحيوية‮.‬كان من المرجو أن تخرج زيارة بان كي مون إلي مصر بالإعلان عن مبادرة محددة ذات أهداف معلنة،‮ ‬وبتمويل مرصود للنهوض بدولة استطاعت أن تقدم للعالم كله درسا بليغا في الثورة السلمية النظيفة المتحضرة،‮ ‬وتكون تلك المبادرة بمثابة‮ (‬رد الجميل‮) ‬لشعب أبهر العالم برقيه وتحضره‮.‬زيارة الأمين العام لمصر كانت مهمة‮.. ‬لكنها لا تكفي‮.‬علي حائط ال فيس بوكربِ‮ ‬ابنِ‮ ‬لأمي عندك بيتاً‮ ‬في‮ ‬الجنة‮. ‬فقد ضحت من أجلي كثيراً‮.‬أنا‮ ‬غير خائف من المستقبل لأني متأكد أن دماء الشهداء لن يضيعها الله هباء‮.‬بعض الناس مدحوني مدحاً‮ ‬لا تحلم به النجوم وبعض الناس ذموني ذماً‮ ‬لا يرضي به العصاة والمذنبون،‮ ‬وأنا في النهاية إنسان اجتهد لخير هذه الأمة ولنهضتها‮. ‬لا أريد منهم سوي الإنصاف،‮ ‬فإن لم ينصفوني،‮ ‬فيكفيني ان أجري علي الله وحده‮.‬في زحمة الأحداث المتلاحقة في بلادنا أشعر أنني مشتاق أن أذهب إلي الله أسجد بين يديه وأدعوه في ظلمة الليل‮.. ‬مشتاق للعمرة‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل