المحتوى الرئيسى

ما بَعد "بَشكيرِستان" وإستحقاقات سِبتمبَر بقلم: فراس ياغي

03/24 20:46

بقلم: فراس ياغي لفت أنتباهي وكالعادة تقرير للدكتور "ناصر اللحام" بتاريخ 23-03- 2011 بعنوان " لماذا يتحصن قادة العرب في قصورهم إلا محمود عباس يسافر إلى بشكيرستان؟"، كتبه من الطائرة الرئاسية بإعتباره موفد وكالة "معا" في وفود الرئيس الدائمة للبلدان المختلفة في العالم..الجديد ليس الكتابة في الطائرة ومن الطائرة، ولا دولة " بشكيرستان" الجمهورية المنضوية تحت لواء الجمهوريات الروسية، ولا عاصمتها "اوفا" وجمال طبيعتها وبحيراتها وعسلها الطبيعي وشعبها المسلم ومساجدها..إلخ..إنما هو الحديث الدافيء والمستمر حول إستحقاقات "سبتمبر" والتركيز عليها..الحديث هنا عن ثلاثة إستحقاقات كما ورد، الاول: أن الرئيس "أوباما" يريد أن يرى دولة فلسطين عضو كامل في الامم المتحدة، وهذه رغبة وأمنية أكثر من كونها إرادة فعلية أو قرار تنفيذي قد صدر من أعلى مرتبة في العالم، وعلينا أن نتذكر ما حدث في ملف المستوطنات والفيتو الامريكي في مجلس الامن..فالمسألة هنا تحتاج لتدقيق أكثر خوفا من دخولنا وهم جديد كوهم "أوسلو" و"أنابوليس" لاحقا، فالرئيس "الأوبامي" يريد ولكنه قد لا يستطيع، وهناك مسافة شاسعة بين ما تريد وبين أن تصل وتحقق ما تريد، ومن يدري فقد يكون شكل الدولة الفلسطينية التي يريدها إبننا "باراك حسين أوباما" كما سماه المتمترس في باب "العزيزية" قاتل شعبه "القذافي"، لا يحقق الحد الادنى المقبول، واقع الأمر أن "القيادة الفلسطينية" إستسهلت حقن نفسها بالوهم الذي تخلقه وتتمسك به بإعتباره حقيقة ترسلها لمجمل الشعب الذي اصبح في واد وقياداته في وادٍ آخر. الثاني، كان دعم الرباعية لما يريده ويتمناه "أوباما"، وهذه مسألة مفروغ منها بإعتبار أن الرباعية هي "أمريكيا" والباقي هم أيضا "أمريكيا" بمسميات مختلفه كمفهوم إستراتيجي وليس كتباينات تكتيكية أو مواقفية دون إرادة التنفيذ، فمثلا ممثل الرباعية المعين أمريكيا والقابع في القدس الشرقية، هوحليف دائم للمحتل أكثر من كونه ودوره المحايد المفروض، وهو يعيش في معيشته وراتبه على جزء من الاموال المقدمة من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، فأصلا 20% من هذه الاموال تذهب للفنيين والخبراء من هذه الدول، ونسبة أخرى أعتقد هي 4% للبنك الدولي الذي يراقب كيفية صرف هذه الاموال، وهناك أمور أخرى تتعلق بهذه الاموال بحيث تصل لخزينة السلطة بأقل مما يعلن، إذا الرباعية ليست بذي فاعلية ولا تستطيع أن تفعل سوى أن تردد ما يصدر عن "البيت الابيض"، وهي جزء من الوهم، بل أحد عناصر خلقه وتفعيله كحقيقة غير ممكنة ولا تتحقق، لكنها تتحول لحقيقة أخرى بوهم آخر. والاستحقاق الثالث، وهو الاهم، فيتعلق بإلتزام حكومة السلطة بإنجاز إقامة مؤسسات الدولة في "سبتمبر" وفق خطة "بناء الدولة"، وهذه أيضا تم الحديث عنها قبل مدة وجيزة بطريقة توحي بالتشكك في إمكانية إنجازها، حيث تم ربط بناء مؤسسات الدولة بعودة "غزة"، أي بالوحدة الوطنية، بإعتبار شرط الانجاز يتمثل بتوحد جناحي الوطن، كمسألة واقعية وصحيحة، بل إنّ بناء مؤسسات الدولة هو وهم بدون "غزة"، الميناء والمطار والعمال مهرة والغاز في شواطئها والثروة سمكية والصناعات الحقيقية وليست المزيفه، الاسم "فلسطيني" والرأسمال "إسرائيلي" كما يحدث في الضفة الغربية مثلا، فلا دولة ممكنة التحقيق بدون "غزة الاجمل من بوخارست وبودابست" كما قال الدكتور "صائب عريقات" في طريقه إلى "بشكيرستان" على الطائرة الرئاسية.. وحين كنت أقرأ ما كتبه اللحام على لسان القيادة الفلسطينية، كنت أتذكر أحدهم حين قال: " ركضت مقررا الوصول لخط النهاية..وكلما إقتربت وجدت أمامي نقطة البداية". مشكلتنا ليست في عيشنا منذ عقدين ونيف وهم الدولة الفلسطينية المستقلة الممكنة، في واقع غير ممكن لدى الجانب الآخر، لا يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني المقرّة دوليا، ولا يرى بالدولة سوى تجمعات سكانية يجب محاصرتها وبدون قدسها رئتها وقلبها وزينتها، الدولة بالنسبة له مساحة جغرافية تتصل ببعضها وفق المتاح لها وبعد قضم الكتل الاستيطانية والطرق الالتفافية والمناطق الامنية وسيادة كاملة على أجوائها ومجالها الكهرو مغناطيسي، ومراقبة تامة لمعابرها..إلخ من القيود التي تمحي حقيقة وواقعية تكونها..مشكلتنا فوق كل هذا أصبحت حزبان حاكمان ومعارضتان تتبادلا الادوار، الحزب الحاكم التاريخي الذي تقلص حكمه في سلطة "رام الله" و"المنظمة" الغائبة، وأصبح حزب معارضة لدى السلطة الاخرى في "غزة" التي لديها حزب حاكم فرض نفسه بقوة كنتيجة للواقع الموضوعي الذي تمر به المنطقة العربية ومنذ ما قبل إنهيار "الاتحاد السوفيتي" بما عرف ب "المجاهدين الافغان" والدعم الواسع الذي تلقاه تيار "الاسلام السياسي" من الغرب ومن الدول العربية التي تدور في فلكها وبالذات الدول النفطية صاحبة "البترو- دولار"، وهؤلاء أيضا هم المعارضة لدى سلطة "رام الله". الفلسطيني مَلّ وتَعِبَ من هذا الواقع غير الصحي، فعليك في "غزة" أن تتحالف مع "فتح" لمواجهة قمع "حماس"، وهذا يضعك في دائرة الشبهة بإعتبار أن ذلك يعني "العمالة" لسلطة "رام الله"، وما أدراك ما يعني ذلك بالنسبة لسلطة "حماس"، وفي الضفة أي معارضة فعلية وواقعية فورا يتم إلباسها لباس أخضر او أحد الالوان المقربة لهذا اللون والذي سيصب في خدمة مخططات أصحاب لون الغابات شئت أم أبيت، وحين تحاول الاعتراض هنا او هناك، تأتيك اجابات لا تستطيع مجادلتها، فهنا يقال لك: نحن موافقون على الوحدة الوطنية و"مبادرة الرئيس" خير دليل على ذلك، وهناك يقولون لك وبدون أن يرمش لهم جفن، ليتم تبيض السجون من المعتقليين السياسيين وليوقف التنسيق الامني أولا إذا كانت نوايا الوحدة الوطنية صحيحة..جهابذة وعباقرة السياسيين والمفكريين الفلسطينيين عجزوا عن التوصل لإجابات، بمن نبدا أولاً؟!! زيارة الرئيس لغزة وفق مبادرته، أم موافقة حماس على مبادرته أولا كشرط مسبق، رغم ان الرئيس في كلمته لم يضع ذلك شرطا مسبقا، أيضا من يسبق، الوحدة الوطنية أم تبيض السجون ووقف التنسيق الامني، ولمن الاولوية للمنظمة كهوية للجمع الفلسطيني أم لسلطة واحدة مقيدة تجمع السلطتين، للأمن أم للتعليم، للصحة أم لمحاربة الفساد، للبطالة أم للشركات ورؤوس الاموال، للانسان الفلسطيني أينما وجد أم لأعضاء الحزبين الحاكمين..قضايا عديدة كان يجاب عنها بجملة واحدة "فلسطين اكبر من الجميع"، أما اليوم فهناك خلاف كبير حتى على تعريف حدود الحل المرحلي والدولة الفلسطينية المستقلة المتفق عليها في "وثيقة الاسرى"، فهل هي دولة على حدود الرابع من حزيران ككل وبدون مستوطنات وبالقدس الشرقية كاملة؟ ام دولة المساحة الجغرافية؟!! أم دولة في حدود الرابع من حزيران وتشمل مفهوم أل ""Swap والاحياء العربية فقط في القدس الشرقية؟!!! إني لأعجب لتمسكنا بوهم ما بعد "بشكيرستان"، وهم إستحقاق "سبتمبر" وما بعده، وهم الدولة بدون وحدة وطنية وبدون "غزة"، وهم المجتمع الدولي السبب الرئيسي في مأساة الشعب الفلسطيني، وهم "البيت الابيض" وأوروبا الغربية الداعم الرئيسي للاحتلال وإقتصاده وتسليحه، وهم تحقيق حلمنا بدون عمقنا كشعوب وأمة عربية وإسلامية، فشرط الدولة ليس "امريكياً" ولا "إسرائيلياً"، إنما ديمقراطية وحرية للشعوب العربية تمكنهم من بناء دول "لا عصابات ومافيات إقتصادية أمنية" تستطيع الوقوف لجانب الشعب الفلسطيني وتغير موازين القوى لصالح فرض حل الدولتين لشعبين أو أكثر.. لقد قال شاعرنا الخالد "محمود درويش" "وهم اللا شيء يأخذنا إلى لا شيء..حدّقنا إلى اللا شيء..بحثنا عن معانيه..فجرّدنا من اللا شيء..شيء يشبه اللا شيء..فإشتقنا إلى عبثية اللا شيء..فهو أخف من شيء يُشيَئُنا..ما هو اللا شيء هذا..!!! ربما هو وعكة روحية..أو طاقة مكبوته" أو ربما كما قال أحدهم تعليقا على هذه القصيدة "أو ربما شاعر متمرس في وصف حالتنا". [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل