المحتوى الرئيسى

الفنان والحروفي التونسي نجا المهداوي يعرض 30 عملا في دمشق

03/24 14:49

يحتضن حاليا «غاليري رفيا» في العاصمة السورية دمشق معرضا فنيا تحت عنوان «وصل» للحروفي والفنان التونسي المخضرم نجا المهداوي، الذي يعتبر من أبرز الفنانين العرب المعاصرين. المعرض مستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل، واستقطب الكثير من المهتمين والمتابعين والمثقفين السوريين لما يقدمه من نمط فني جديد يتناغم فيه الحرف والخط العربي مع الخطوط الهندسية والتشكيل في أعمال كبيرة ملونة مزخرفة تقدم بانوراما جميلة لتجربة الفنان المهداوي المتواصلة منذ عشرات السنين. وحول الأعمال المشاركة في المعرض قال الفنان المهداوي لـ«الشرق الأوسط»: أعرض نحو 30 عملا مختلفة الأحجام وهي تقدم فكرة عن الفترة الأخيرة لمسيرتي الفنية وأسلوبي الذي يعتمد دائما على اعتبار أن الحرف سلطان وأي شيء في أعمالي حول الحرف هو لثقافة معينة ولذلك كل ما تراه ويشاهده الزائرون من زخارف وتشكيل يأتي لخدمة الحرف فله الكلمة والسلطنة في أعمالي، وهو ما أطلق عليه الجانب الروحاني في الحروف وأنا عبر تجربتي المستمرة منذ نصف قرن لم أقدم نفسي كخطاط ولا كفنان تشكيلي ولست حروفيا، بل قدمت نفسي كإنسان مغرم بالعمل الفني ولدي موقف في سياسة ثقافية معينة وهو موقف حضاري يلخص بالتالي «كيف نحاول فرض شيء معين بلغة ولهجة اليوم وندخل في الحوار والدخول في دوامة العولمة واحترام ثقافة الآخر». ولكن مع الخروج من مفهوم التبعية العمياء نحاول تقديم ثقافتنا بمفهومها العميق والقراءة الجديدة للإرث الحضاري وهو للجميع ونقدمه لأبناء الكون ولنتحاور مع الثقافات الأخرى بقصد الإثراء وليس لشيء آخر. ولذلك قدمت من خلال أعمالي تشكيلا حروفيا حرا من باب الثقافة والحضارة والموقف والكلمة ذات الوزن والمعنى. وحول الأدوات التي يستخدما قال المهداوي: «أقول هنا دائما إنه كفى تكرارا وإعادة أي شيء ولنحاول اليوم تقديم رؤية جديدة مع المحافظة على كنوزنا التراثية الموجودة بين أيدينا والتي جاءتنا عن أجدادنا الذين عاشوا في قرون وعهود أخرى فلنقدمها ولكن بلغة العصر الحالي مع عدم خوفنا من الكومبيوتر أو من الاكتشافات الحديثة مع عدم جمودنا هنا، بل علينا أن نبتكر ونقدم الأشياء الجديدة من خلال قراءة جديدة لتراثنا ليس كشيء جامد، بل كمتحرك». يعتبر نجا المهداوي من الفنانين التشكيليين ويعتبر رائدا من رواد الرمزية، كما يعتبره النقاد ويوصف بأنه «مبدع الحروفية». فأعماله المستوحاة من الخط العربي تعد إبداعا، حيث إن البعد الجمالي للحروف يضفي إحساسا بشاعرية شديدة الإيقاع، تستوقفنا تشكيلاتها التجريدية الغنية. وهكذا، يكشف المفهوم القائم وراء لوحاته عن الأفكار المنقولة نقلا إبداعيا من خلال الاختيار الفني للمادة والأداة. لقد صور نجا الأسطورة والمثيولوجيا المقدسة، والحكايات والمخطوطات. فعلى سبيل المثال، صور قصصا من مجموعة حكايات «ألف ليلة وليلة» والتي كانت موضوعا للنسخة الفرنسية، وبهذا يذكرنا بمدى التأثير الهائل للأدب العربي والثقافة العربية على عالمنا. وتقول بطاقة المهداوي إنه من مواليد تونس (1937)، تخرج في أكاديمية «سانتا أندريا» في روما، ومن معهد متحف اللوفر في باريس في عام 1967. تابع تدريبه الأكاديمي في المدينة الدولية للفنون في باريس، بموجب منحة زمالة من الحكومة التونسية. ويعد نجا عضوا محكما وضيف شرف في عدد من التظاهرات والمهرجانات العالمية، علاوة على أنه عضو لجنة تحكيم جائزة اليونيسكو للفنون. شارك في الكثير من المعارض في بلدان العالم المختلفة كما أسهم نجا في المشاريع الفنية، حيث مثلت لوحاته أداء فنيا في إطار المسرح والرقص، كما صمم أعمالا فنية مهمة كتلك التي نفذها في مطاري جدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، وكذلك أعماله على طائرات شركة طيران الخليج Gulf Air إلى جانب ذلك، تم عرض أعماله في معارض فنية دولية أقيمت في بازل، وباريس، وأبوظبي ودبي. كما قدمت لوحاته على نطاق واسع حول العالم، كما كانت حاضرة في الكثير من المجموعات الخاصة والعامة مثل المتحف البريطاني ومتحف سميثونيان في العاصمة الأميركية واشنطن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل