المحتوى الرئيسى

عن أيام الغضب والحرية

03/24 12:31

بعد أيام من العذاب والموت والخراب الذي واجه به العقيد الليبي ثورة شعبه ومطالبته بالتنحي اجتمع مجلس الأمن أخيراً بعد أن كاد الرئيس رغم أنف شعبه في ليبيا يستعيد كل ما حصل عليه الثوار من مدن وقري وبدأت مرتزقته وآلته الحربية تدك قلاع بنغازي في محاولة لاستعادتها.. بعد هذا الهول الذي اجتاح ليبيا تحت سمع العالم وبصره. تعذرت أمريكا خلالها بأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً إلا بموافقة دولية صريحة. وعارضت روسيا أي تدخل ضد النظام الليبي حرصاً علي مصالحها البترولية. وأمسكت الهند العصا من الوسط. وطالبت بوقف أي عدوان سواء من هذا الجانب أو ذاك. وعارضت البرازيل.. والصين. ولم تكن هناك  أي في مجلس الأمن  سوي لبنان العربية. وكان الله معها.** كان للجامعة العربية دور في إذكاء نار الغضب علي النظام الليبي بتجميدها عضوية ليبيا في الجامعة. ثم في طلبها من مجلس الأمن فرض حصار جوي علي ليبيا.. واجتمع مجلس الأمن فجر الجمعة 18 من هذا الشهر وأصدر قراره المعروف بالحظر الجوي علي ليبيا..** الغريب أن رئيس النظام الليبي طالب بمعاملة المتظاهرين والرافضين له معاملة الموالين له.. ونفي أن يكون قاتلاً للمعارضين. وربما نسي في غمرة حديثه في التليفزيون ما سبق وأعلنه من دقائق عن استخدام القوة بقوله: سنفتش بنغازي منزلاً منزلاً ونقتل كل من في حوزته سلاح.** هكذا سارت سفينة الغضب في ليبيا ولا ندري  حتي كتابة هذه السطور  أين ترسو السفينة بركابها الذين احتملوا عذاب أكثر من أربعين عاماً؟!** وما حدث ويحدث في جارتنا العربية يحدث في البحرين التي تكاتفت دول مجلس التعاون الخليجي معها. ووصلت عبر الجسر الواصل بينها وبين السعودية قوات ضاربة لتطفئ نور الشمس الذي توهج في المنامة. وتشارك مع قوات الإمارات في سحق انتفاضة الشعب البحريني خاصة بعد إعلان الأحكام العرفية. وإحكام الحصار علي قوة الغضب الشعبية.. وأصبح دوار اللؤلؤة علامة من علامات الكفاح المميز في هذا البلد الذي يموج بالثورة علي حكامه. كما يموج الشعب اليمني الذي اتخذ من ساحة جامعة صنعاء ميداناً للتحرير. كما في مصر. ولا يزال يناضل من أجل إقصاء نظام الرئيس. ولينعم بالديمقراطية والخلاص من الفساد كما فعل شباب مصر.** وغير الخليج ظهرت علامات الغضب علي السوريين الذين دخلوا في مواجهة مع رئيسهم. وصنعوا من مصر علامة بارزة من علامات السعي إلي الحرية ومواجهة أعداء الحياة.. كما حدث في درعا علي الحدود مع الأردن وفي ساحة المسجد الأموي في دمشق.وسيتواصل المد الشعبي في مختلف أنحاء بلادنا العربية بعد صبر طويل ومعاناة بلا حدود. وهم يحملون علي أكتافهم فساد غيرهم ونزواتهم أيضاً. لتتأكد الحقيقة الثابتة أن إرادة الشعوب من إرادة الله.. لا يمكن أن تقهر مهما طالت أيام الغضب والفساد..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل