المحتوى الرئيسى

''678'' ...الطريق الوسط ليس الآفضل دائماَ

03/24 10:47

''678'' ...الطريق الوسط ليس الآفضل دائماَ كتبه: مينا ممدوح - (هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط) 119 يقع فيلم 678 فى مساحة وسط بين السينما المستقلة و السينما التجارية فموضوع الفيلم و تكنيك التنفيذ مستقل الطابع ,حتى معظم نجوم الفيلم مثل بشرى و باسم سمرة و أحمد الفيشاوى لهم تجارب فى السينما المستقلة ,بينما مشاركة النجوم و التوزيع و الدعاية هى الصابغ التجارى.قصة الفيلم يدور الفيلم الذى كتبه و أخرجه محمد دياب  حول ثلاثة قصص للتحرش يتعرض له ثلاث من فئات مختلفة فايزة ( بشرى ) الزوجة الموظفة المحجبة , صبا ( نيللى كريم ) الزوجة الغنية مالكة الجاليرى , نيللى ( ناهد السباعى ) الخطيبة من عائلة متوسطة و رد فعل كلاً منهم لما يحدث و تتطور تلك الردود ما بين الصمت و رفع القضايا و العنف .بينما الجانب الذكورى الذى يمثله  عادل ( باسم سمرة ) وشريف( أحمد الفيشاوى ) عمر ( عمر السيد ) لم يتفهم الآثر الذى يتركه التحرش على الفتاة فباسم سمرة العامل البسيط لا يفهم لماذا تركب زوجته بشرى التاكسى بينما معدل دخلهم بسيط و لا يفهم لماذا تتمنع عنه ؟ و نكتشف فى النهاية انه هو الآخر متحرش و أحمد الفيشاوى الدكتور المولع بالكرة لم يستطع أن يدافع عن زوجته نيللى كريم و هى يتم التحرش بها أمام عينه عقب مبارة فازت بها مصر و عمر خطيب ناهد السباعى متردد ما بين حبه و مابين الفضيحة و إن كان موقفه الآفضل فى هذا النحو لآنه ساعد خطيبته على التقدم ببلاغ لإثبات التحرش و ظل معاها حتى لا تسحب دعواها رغم الضغط المجتمعى لآعتبارت الفضيحة و ما إلى ذلك من موروث حاول الفيلم مواجهته .بانوراما إجتماعية يحسب للسيناريست و المخرج محمد دياب عرضه لكل أنواع و أنماط التحرش سواء اللفظى أو الجسدى و كذلك تعرضه لكل الفئات المحجبة و المثقفة و الغنية و المتوسطة و العانس المحجبة التى تستمع بالتحرش كنوع من أنواع التعويض المرضى عن الزواج و إن كانت هذه الجرأة قد أدخلت الفيلم فى الكثير من المعارك بل و القضايا الكلاسيكة التى أصبحت تصاحب كل الأفلام التى تناقش قضية مهمة على وتيرة تشويه سمعة مصر و الإساءة إلى الحجاب و الخروج عن تقاليد و عادات المجتمع و غيرها من أكلاشيهات لم يصبح لها الكثير من جمهور.و إن كان حقاً ما ألاحظه على السيناريو هو التشتت فالفيلم يعرض لنا مشاعر النساء التى تتعرض للتحرش  ثم يخطف منا هذا  التعاطف و ينزعه إنتزاعاً عندما يتحول رد فعلهم إلى ما هو أكثر من المطالبة بحقوقهم و يتحول الآمر إلى العنف و تشجيع فريق أفريقى يلاعب مصر مما أضعف القضية التى يريد الفيلم أن يأثر علينا بها . تجربة إخراجية أولى لمحمد دياب رغم أن محمد دياب قدم لنا نفسه كسيناريست جيد فى أكثر من فيلم مثل الجزيرة و بدل فاقد و احلام حقيقة إلا أن سيناريو 678 أقل كثيراً مما قدم على مستوى الحكى و تدفق الآحداث و إن كان هذا لا يلغ بعض فترات الملل بينما محمد دياب المخرج هنا و الذى يقدم نفسه للمرة الآولى متميزاً خاصة فى توجيه ممثليه الذين برعوا فى تقمص أدواهم جميعهم و إن نبغ ماجد الكدوانى  و ناهد السباعى بشكل مميز و كذلك حصدت بشرى و ماجد الكدوانى جوائز من مهرجان دبى السينمائى الدولى فنحن فى النهاية أمام فيلم إبتلعه حماس صناعه لقضية شريفة فاتحول إلى إعلان إجتماعى ملىء بالمشاعر و الزخم و نهاية متوقعة و معروفة فأصبح الفيلم فى منطقة وسط من السينما المستقلة و السينما التجارية و وسط من التمثيل المحكم و المبالغة ما بين الإيقاع المتأنى و الملل .والطريق الوسط لم يكن هو الطريق الآفضل 678. على الهامش الافيش أفيش الفيلم و الدعاية كانت مبتكرة و أضافت كثير للفيلم فى مجال التوزيع و الدعاية و إن كانت عبارة قصة حقيقية لم تضيف كثيراً للفيلم .  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل