المحتوى الرئيسى

القوات السورية تقتل ستة أشخاص في هجوم على مسجد

03/24 04:19

درعا (سوريا) (رويترز) - قال شهود ان قوات أمن سورية قتلت ستة أشخاص يوم الاربعاء في هجوم على المسجد العمري في مدينة درعا بجنوب سوريا وفتحت النار في وقت لاحق على مئات الشبان الذين خرجوا في مسيرة من قرى قريبة الى درعا تضامنا مع سكان المدينة.وقال شهود ان اربعة شبان على الاقل قتلوا حينما اعترضتهم قوات الامن عند المدخل الشمالي لدرعا. وشوهدت جثثهم في عيادة طبية في المدينة.وأضافوا قولهم انه ترددت انباء غير مؤكدة مفادها ان عشرات اخرى من الجثث نقلت الى مستشفى خارج مدينة درعا.وقال أحد الشهود "سقطت جثث في الشوارع. لا نعرف عدد القتلى."وقال شخص اخر من السكان "ما كان أحد يعرف من أين جاءت طلقات الرصاص. ولم يتمكن أحد من حمل جثث القتلى لنقلها بعيدا."وبهؤلاء العشرة الذين قال السكان انهم قتلوا في الهجومين يصل الى 14 عدد المدنيين الذين قتلتهم القوات السورية في ستة ايام من المظاهرات المطالبة بالحريات السياسية والقضاء على الفساد في البلاد.وشوهد قناصة يرتدون اقنعة سوداء فوق اسطح المباني وكان اباء وأمهات يبكون في الشوارع خلال المساء ودعت المساجد في أنحاء درعا من خلال مكبرات الصوت الاسر التي قتل أحد أبنائها للتوجه الى عيادات طبية لتسلم الجثث.وترددت هتافات "سلمية .. سلمية" من خلال مكبرات الصوت وهو نفس الهتاف الذي ردده محتجون في أنحاء العالم العربي لتأكيد الطبيعة السلمية للاحتجاجات على حكام مستبدين ظلوا في السلطة سنوات طويلة وعلى الفساد وللمطالبة بالحرية.ورأى شاهد اخر 20 شاحنة تابعة للجيش تحمل جنودا تتجه الى المدينة.وظلت درعا الواقعة على الحدود مع الاردن زمنا طويلا معقلا لحزب البعث الذي يختار كوادر من المنطقة لكنها تحولت في الايام الاخيرة الى مركز لاحتجاجات لم يسبق لها مثيل على حكم حزب البعث بزعامة الرئيس السوري بشار الاسد.وندد الاسد بتصاعد المطالب باجراء اصلاحات جذرية في سوريا التي يحكمها حزب البعث منذ 48 عاما. والاسد حليف لايران ولاعب رئيسي في لبنان المجاورة وداعم للجماعات المعارضة لاسرائيل.وجاء في بيان رسمي يوم الاربعاء أن الاسد أقال فيصل كلثوم محافظ درعا. لكن المحتجين يطالبون بصفة رئيسية بانهاء ما يقولون انه قمع تمارسه الشرطة السرية التي يرأسها في درعا أحد أقارب الاسد.وعرضت على موقع يوتيوب على الانترنت لقطات يزعم أنها للشارع الذي يقع فيه المسجد في وقت سابق للهجوم مصحوبة بأصوات أعيرة نارية مسموعة وظهر فيها شخص داخل مجمع المسجد يصيح طالبا عدم اطلاق النار بدافع الاخوة ولان البلد يتسع للطرفين.وقبل أن تهاجم قوات الامن المسجد انقطع التيار الكهربائي في المنطقة وتوقفت خدمات الهاتف. وحين بدأ اطلاق الرصاص دوى التكبير من أحياء درعا.وقال مقيمون طلبوا عدم الافصاح عن أسمائهم ان بين القتلى علي غصاب المحاميد الطبيب الذي ينتمي الى عائلة كبيرة في درعا والذي توجه الى المسجد في الحي القديم بالمدينة لمساعدة مصابي الهجوم الذي وقع بعد منتصف الليل بقليل.وقال هيثم مناع الناشط السوري في مجال حقوق الانسان من باريس ان السلطات السورية تعتقد أن بمقدورها قتل المحتجين المسالمين الذين يطالبون بالديمقراطية وأن تفلت من المساءلة.وجاء في بيان رسمي سوري "قامت عصابة مسلحة بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليلة أمس على طاقم طبي في سيارة اسعاف تمر بالقرب من جامع العمري في درعا ما أدى الى استشهاد طبيب ومسعف وسائق السيارة."وأضاف "قامت قوى الامن القريبة من المكان بالتصدى للمعتدين واستطاعت أن تصيب عددا منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الامن."وأفاد البيان بأن "العصابة المسلحة قامت بتخزين أسلحة وذخيرة في جامع العمري واستخدمت أطفالا اختطفتهم من عوائلهم كدروع بشرية".وعرض التلفزيون السوري لقطات لاسلحة وقنابل وذخائر قال انه عثر عليها في المسجد ولكن النشطاء قالوا ان الاحتجاج كان سلميا ولم توجد أي أسلحة.ويحظر حزب البعث الحاكم المعارضة ويطبق قانون الطوارئ منذ عام 1963 . ولكن موجة الانتفاضات الشعبية العربية التي أطاحت برئيسي تونس ومصر تضع الاسد أمام أكبر تحد لحكمه منذ خلف والده حافظ الاسد الذي حكم سوريا 30 عاما انتهت بوفاته عام 2000.ودعت فرنسا دمشق الى تنفيذ اصلاحات سياسية بدون تأخير والى احترام حقوق الانسان. وطالبت بالتحقيق في سقوط قتلى في درعا والافراج عن المحتجزين خلال الاحتجاجات. وقالت ان "الاستخدام المفرط للقوة" لا بد أن يتوقف.وادانت الامم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا العنف. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى "تحقيق يتسم بالشفافية" في حوادث القتل ومحاسبة المسؤولين عنها.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر "اننا نشعر بقلق بالغ من استخدام الحكومة السورية العنف والترهيب والاعتقالات التعسفية لعرقلة قدرة الناس على ممارسة حقوقهم العامة بحرية."واضاف قوله "ونحن ندعو الحكومة السورية الى التحلي بضبط النفس والامتناع عن العنف في حق المحتجين المسالمين."وقال أحد السكان "تعطلت شبكات الهاتف لكننا اتصلنا بأشخاص قرب المسجد باستخدام خطوط هواتف نقالة أردنية." وتقع درعا على الحدود مع الاردن.وقال ناشط سياسي طلب أيضا عدم نشر اسمه "قطع التيار الكهربائي وخطوط الاتصال. لا نستطيع الاتصال بالاهالي في الحي القديم."وجاء الهجوم بعد يوم من قول مكتب المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ان السلطات "يجب عليها الكف فورا عن الافراط في استخدام القوة ضد المحتجين المسالمين وخصوصا استخدام الذخيرة الحية."وكان المحتجون الذين نصبوا خياما في ساحة المسجد قالوا في وقت سابق انهم لن يبرحوا المكان قبل أن تلبى مطالبهم.وقال الشيخ أحمد الصياصنة امام المسجد لتلفزيون العربية يوم الثلاثاء ان الاحتجاج في المسجد سلمي.ونقلت قناة المنار التلفزيونية اللبنانية عن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قوله يوم الثلاثاء ان الرئيس الاسد ملتزم بمواصلة طريق الاصلاح والتحديث في سوريا.وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان السلطات السورية اعتقلت نشطا بارزا كان قد دافع عن المحتجين الذين يطالبون بالحرية والقضاء على الفساد. وأفاد المرصد بأن لؤي حسين الذي كان سجينا سياسيا بين عامي 1984 و1991 أخذ من منزله في منطقة بالقرب من دمشق.وفي دمشق قال محامون ان السلطات أفرجت يوم الاربعاء عن ست محتجات شاركن في مظاهرة صامتة الاسبوع الماضي تطالب بالافراج عن سجناء سياسيين.ومنذ خلف بشار والده حافظ الاسد رفع بعض القيود على القطاع الخاص لكنه تجاهل مطالب متزايدة بانهاء العمل بقانون الطوارئ وتقييد سلطات أجهزة الامن وتعزيز حكم القانون والافراج عن عشرات الالاف من السجناء السياسيين والسماح بحرية التعبير والكشف عن مصير عشرات الالاف من المعارضين الذين اختفوا في ثمانينات القرن الماضي.وفي الاعوام الاربعة الاخيرة خرج الاسد من عزلة فرضها عليه الغرب بسبب دور سوريا في لبنان والعراق ودعمها لجماعات النشطاء الفلسطينيين.وعزز الاسد علاقات سوريا بايران الشيعية في نفس الوقت الذي سعى فيه الى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وابرام اتفاقية سلام مع اسرائيل لاستعادة مرتفعات الجولان المحتلفة منذ عام 1967.وشهدت سوريا تحريرا محدودا للاقتصاد في السنوات العشر الاخيرة وصعود نجم رامي مخلوف وهو قريب اخر للاسد كقطب للاعمال يسيطر على شركات رئيسية.من سليمان الخالدي(شارك في التغطية خالد يعقوب عويس في دمشق وجون ايريش في بارس)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل