المحتوى الرئيسى

كفى عبثا بأرواح الخلق لماذا تعطلون مبادرة الرئيس لإنهاء الانقسام؟؟ بقلم: طلعت الصفدي

03/23 23:50

كفى عبثا بأرواح الخلق لماذا تعطلون مبادرة الرئيس لإنهاء الانقسام؟؟ واوي بلع منجل، ديك باض على وتد، فيل تسلل من عين إبرة، تصيحون بأعلى آذانكم أنكم مع المصالحة وإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية، تدعون أن خلافاتكم مع الآخرين على تبني المقاومة، والتنسيق الأمني، ومنظمة التحرير، والحكومة، والسلطة والحكم، وأنكم حريصون على الشعب، وعلى الثوابت الوطنية التي تحولت لسمونية للخداع والتضليل، تحلفون بكل الأديان السماوية والوضعية، وبالقدس وباللاجئين، وبحقوق الإنسان التي تنتهك ليلا ونهارا، ومع الصلوات الخمس، ومع كل تكبيرة "الله أكبر". تطلقون الصواريخ والهاون التي ترتد على شعبنا بالشهداء والجرحى دون إحداث أية خسائر بالاحتلال الإسرائيلي، وتقنعون الناس أنكم المقاومون، وكأن المواطنين لا يعرفون أنكم تحولتم بفعل السلطة وتبييض الأموال إلى مقاولين بالجملة والقطاعي، تلاحقون الشباب والصبايا الذين يتنفسون الهواء السام، وثاني أكسيد الهم والقهر، ينتفضون ويتمردون على الانقسام والاستبداد، والواقع المذل الذي ينتهك حقوقهم السياسية والاجتماعية والآدمية، وهم يتابعون الثورات والاحتجاجات الشبابية والجماهيرية التي تلف الوطن العربي من المحيط إلى الخليج بحثا عن الخبز والكرامة المهدورة من طواغيت أنظمة الاستبداد، ونهب خيرات وثروات الشعوب، وتبذيرها، وتخزين أرصدتهم المالية في بنوك بلدان النظام الرأسمالي والامبريالي العالمي، على الرغم من ارتفاع معدلات الفقر والجوع الذي يفتك بالشعوب، وإهمال متطلبات الحياة الضرورية للمواطنين، وتدني خدمات التعليم والصحة والإسكان والتنمية، وتصاعد الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية التي لم تسلم منها دولة عربية أو إسلامية، وانتشار ثقافة القتل والتفجيرات بدم بارد ، وغياب سلطة العقل والتنوير، وتغول الأجهزة الأمنية التي تستخدم كل أدوات العنف الدموي والرصاص الحي والهاون والصواريخ، وفقدان الأمن والأمان للمواطنين، ينتفض المواطنون المسحوقون، يصدحون بنغم الحرية والكرامة الإنسانية، وبالديمقراطية السياسية والشعبية. وفي خضم المسيرات الشبابية والاحتجاجات الجماهيرية وثورة 15 آذار ( مارس )، وبشعاراتها الوحدوية " الشعب يريد إنهاء الانقسام، الشعب يريد إنهاء الاحتلال، الشعب يريد الانتخابات" تأتي مبادرة رئيس منظمة التحرير أبو مازن في اجتماع المجلس المركزي برام الله استعداده فورا للذهاب إلى غزة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، على الرغم من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها من قوى فلسطينية، وعربية وإقليمية ودولية ترى مصلحتها في غياب المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وفي مقدمتها بالطبع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية اللتان ستحاولان بكل الوسائل إجهاضها، أو دفع من ينوب عنهما بإجهاضها. لقد أحدثت المبادرة أملا جديدا لتجاوز الانقسام، وحراكا شعبيا، وترحيبا من أغلبية القوى الوطنية والإسلامية، وبعض قيادات حركة حماس وفي مقدمتهم الشخصيتين البارزتين في الحركة، الأخ عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي، والأخ إسماعيل هنية رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية العاشرة، مما فتح ثغرة واسعة في نفق الانقسام المظلم والكارثي الذي هدد الوحدة الوطنية، والحق ضررا بالقضية الفلسطينية، وسمح للاحتلال الإسرائيلي أن ينفذ مشروعه الاستيطاني التوسعي، ويتهرب من قرارات الشرعية الدولية. جاءت هذه المبادرة لتعيد الاعتبار لوحدة الشعب الفلسطيني، ولنظامه السياسي، ولبرنامجه الكفاحي، ولنضاله الوطني، ومقاومته الشعبية. وبرغم أن المبادرة تتسم بالمسؤولية الوطنية، والحرص على تجاوز الواقع، فإنها تحتاج لتوحيد موقف اللجنة المركزية لحركة فتح والالتفاف حولها، واتخاذ جملة من الإجراءات الفورية، وتكثيف الجهود واللقاءات في الضفة الغربية وقطاع غزة مع قيادات حركة حماس، ومع قوى وفصائل العمل الوطني أولا لتسويقها بروح الحرص على إنجاحها بعيدا عن الاشتراطات والاستدراكات والتعقيدات، والمزايدات الكلامية والتحريضية، وإحكام الطوق على وفضح اى طرف يحاول تعطيل المبادرة، أو القفز عليها خصوصا بعد التصريحات النشاز التي صدرت من بعض قيادات حركة حماس، التي لا تجد مصلحتها الذاتية في إنهاء الانقسام، وإطلاق الهاونات والصواريخ من غزة بعد سبات عميق، وملاحقة مطلقيها في السابق. فهل الهدف استجلاب ردات فعل إسرائيلية عليها، وتبرير لعدوان إسرائيلي جديد على غزة، لا يسمح للمبادرة بتقدم مفاعيلها إلى الأمام، وشل أي تحرك فلسطيني لإنجاحها، وإضاعة الوقت في مهاترات دون إدراك للمحاولات الإسرائيلية فرض الوقائع على الأرض الفلسطينية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس في حدود الخامس من حزيران عام 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقا للقرارالأممي1947، وإغفال المتغيرات العربية، والدخول من جديد في ملهاة الصراعات، دون مراعاة لخطورة المرحلة، وللهم الوطني والاجتماعي والاقتصادي الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني. والتي تحتاج لتهيئة أجواء ايجابية لإقناع جماهيرنا وقواها السياسية ومكونات المجتمع المدني، وفي المقدمة منها حركة حماس على جدية المبادرة وأهميتها التاريخية. وفي هذا السياق، يأتي قرار الرئيس الإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين دون استثناء وتبييض السجون والمعتقلات الفلسطينية في الضفة الغربية قطاع غزة، ووقف حملات التحريض والتشكيك في كل وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية والحزبية فورا، دون المساس بمهنيتها الإعلامية، والابتعاد كليا عن كل ما من شانه خلق حالة من التوتر، وتوقف الأجهزة الأمنية سواء بلباسها الرسمي أو المدني فورا عن ملاحقة المناضلين والسياسيين، ونشطاء المسيرات والاحتجاجات الشبابية، والكف كليا عن استخدام العنف وحماية المواطنين، والعمل على توفير حرية الرأي والتعبير والصحافة والتجمع السلمي مع الحفاظ والالتزام بالنظام العام وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وثانيا التحرك على المستوى العربي والإسلامي وفي المقدمة منها التحرك نحو سوريا، وإعادة الاعتبار للعلاقة الإستراتيجية معها بغض النظر عن الخلافات والحساسيات السابقة، وكذلك مع البلدان التي اتخذت موقفا سلبيا من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، وساهمت بدعم طرف على طرف، فالمسؤولية الوطنية والتاريخية تتطلب العض على الجراح، وتناسي ذكريات الماضي، فكرامة الوطن فوق الكرامة الشخصية، وإطلاق هجوم المصالحة مع كافة الأطراف المتواجدة على الأرض السورية التي تشكك بالمبادرة وبجديتها، أو تلك القوى التي تحاول الانقلاب عليها وتحريض الآخرين على عدم التعاطي معها، وتقديم كل التسهيلات والضمانات من اجل إنجاح المبادرة وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتكثيف الجهود مع كل البلدان التي رحبت بالمبادرة، وهذا يعني بمحصلته عودة غزة إلى حضن الوطن، وعودة غزة إلى المشروع الوطني الفلسطيني، وعودة المشروع الوطني الفلسطيني إلى أصحابه الحقيقيين. طلعت ألصفدي غزة – فلسطين الأربعاء 23/3/2011 [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل