المحتوى الرئيسى

رسالة مفتوحة الى علي عبد الله صالح بقلم:أسعد العزوني

03/23 23:50

رسالة مفتوحة الى علي عبد الله صالح بقلم : أسعد العزوني بعد انتهاء المؤتمر الصحفي الذي عقدته عقب انتهاء قمة عمان بفندق الميريديان كنت حريصا على مصافحتك لأن صورتك في ذهني آنذاك كانت وردية عكس ما هي هذه الأيام قاتمة قاتمة قاتمة ! لن أخاطبك بأي لقب لأن الشعب اليمني لم يعد راغبا بك رئيسا ، فأنت بمثابة الرئيس المخلوع في أول يوم يحتشد فيه اليمنيون في ساحة التغيير التى تحولت الى ساحة للدماء بفضل سياستك غير الحكيمة . أطفال بعمر الزهور يقولون لك ارحل ، وامرأة يمنية حرة تسألك : ألم تشبع من دماء اليمنين ؟ وآه لو تعرف معنى شعور الأطفال عندما يكرهون أباهم أو حاكمهم ! وما الذي يعنيه سؤال تلك المرأة اليمنية الحرة : ألم تشبع من دمائنا ؟ اليمنيون أصحاب النفوس الكريمة – أصل العرب – باتوا معدمين في الداخل ومتسولين في الخارج ، كل ذلك بفعل سياستك الاقصائية التهميشية ورؤيتك لليمن بأنه مزرعة لك ولأبنائك وللطفيليين المستفيدين منك بغض النظر عن مستواهم القبلي والاجتماعي . مع أن اليمن عبارة عن مجمع كنوز بحرية وبرية ، ولو توفر لأهله الحكم الرشيد لما اختلف مستواهم المعيشي عن جيرانهم النفطيين ، لكن قاتل الله الفساد والفاسدين المفسدين ! ماذا تبقى لك من الحكم وفيه ؟ ألم ينسلخ عنك كبار قادة وضباط الجيش ؟ ألم يستقل السفراء وكبار الدبلوماسيين والعديد من الوزراء والبرلمانيين ومن اعضاء الحزب الحاكم الى درجة ان حزبك أنشق مؤخرا ؟ العدل أساس الملك ،ولعلك قرأت قصة رسول كسرى الفارسي الذي أوفد الى الخليفة العادل عمر ابن الخطاب ، فبحث عنه ووجده نائما تحت شجرة في صحن المسجد بدون حراسة فجن جنونه ، وهو القادم من عند ملك الملوك كسرى وحراسه وما أكثرهم وقال ": عدلت فأمنت فنمت ياعمر ! فأين أنت من عمر بن الخطاب ؟ قلت قبل أيام أنت اوعزت للحكومة أن تتعهد شباب ساحة التغيير لأنهم على حق ، ووعدت بتلبية مطالبهم ، لكنك نكصت بالأمس ونكثت بوعودك بعد عودة وزير خارجيتك من السعودية وقلت عن هؤلاء الشباب انهم ينفذون اجندة اجنبية ! واطلقت كلابك وبلطجيتك عليهم فمات من مات ومن بقي حيا مصابا فسيعيش معاقا وحرقة قلبه ان جراحه ليست في مواجهات مع اسرائيل كما يتمنى الشباب اليمني بل على ايدي بلطجيتك. اتهمت الشباب بالعمالة للخارج وهم الذين ثاروا عليك لأنك تنفذ أجندة أمريكا وتحالفت معها وتعهدت بأن تكون مقاول الاقليم وأثرت الحروب الأهلية منذ العام 1994 وآخرها مع الحوثي. الرحيل هو الحل ولا جدوى من الحوار ولا فائدة من الوساطات فالدم سال و الصرخات دوت اصداؤها بين جبال اليمن فالحاكم العادل أب ولا يجوز أن تكون لفئة دون أخرى. الوحدة المقدسة لم تصنها وهي فرحتنا بعد المؤامرة على الوحدة المصرية – السورية وقد كنت أعلم يقينا منذ توقيع الوحدة أنك لست أهلا لها ولن تصنها وانك مبيت أمرا . ما أزال اتذكر المؤتمر الصحافي الذي عقدته بمعية الأخ علي سالم البيض في قاعة الرصافي ببغداد على هامش القمة العربية في ايار 1990 و الذي حضره نحو الف اعلامي عربي وعالمي. كان الصحافيون عندما تتحدث ينفلت لجامهم وتدب الفوضى في القاعة لأنك كنت تهذو عكس وضعهم عندما يتحدث الأخ على البيض الذي كان ينطق بالدرر ما يجعل الصحافيين ينضبطون وينشدون اليه الى درجة أنك تسمع صوت ارتطام الابرة على الارض من بعيد ؟ افعلها وغادر بسلام واترك الشعب اليمني يعالج جراحه اذ لم تعد هذه الجراح تنزف دما بل اصبحت كالدمامل لهول الألم وأنت السبب .تماطل وتناور ودم شعبك مسفوح على أيدي بلطجيتك وآخرها ايعازك للحرس الجمهوري بالاشتباك مع الجيش وهذا يعني أنك لست مؤتمنا لا على شعب ولا على جيش فما الذي يبقيك ؟ بعثت مندوبا لك الى بن رزالا اليهودية معمر لماذا ؟ مع أنه تحالف علانية مع اسرائيل وأرسل ابنه الى أخواله لطلب العون ولا أظنك بعيدا عن هذا التحالف . طلبت وساطة خارجية على ماذا ؟ وأنت المتشبت بحكم كارهيك ولاأظن أن حكيما يفعل ذلك ! لا تفرح فأمريكا لن تهب لنجدتك لتقول أن اليمن يتعرض لغزو خارجي كما هو الحال في ليبيا وعليك أن تتذكرأن اليمن ليس بلدا نفطيا ليهرع الغرب اليه وأظنك لا تعلم أن امريكا استغلتك للتموضع في الاقليم البحري حسب مخططها ضد ايران. لم تعد الحكمة يمانية و اليمن بوجودك ليس سعيدا فمن يتحمل التبعات ؟ " ليس كل ما يعرف يقال ، لكن الحقيقة تطل برأسها "!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل