رحلةإنجازات الطيران المدني بلغة الأرقام
من حقنا كمصريين ان نتساءل.. لصالح من هذه المحاولات غير المسئولة لتدمير إنجازات ناجحة في قطاع من مؤسسات الدولة الاقتصادية ذات الطابع الاستراتيجي.لا أحد يمكن ان يكون منحازا لأي فساد في أي مجال من المجالات.. ولكن العقل والمنطق يقولان انه لابد لأي اتهام ان يكون حقيقيا وموثقا. لا يجب السماح بأن يكون الهدف هو الكيدية وتصفية الحسابات أو السعي إلي تحقيق مكاسب شخصية لا تضع في اعتبارها الصالح العام.معالجة مثل هذه الأمور تتطلب التصدي الحاسم لهذه الدعاوي الهوجاء بقوة وصلابة. في نفس الوقت فان دعم هذا التعامل لابد وان يستند إلي المعلومات الصحيحة والدقيقة مع تكثيف الجهود اللازمة للتوعية والدعوة المخلصة الصادقة إلي الإلتزام بالضمير والوازع الاخلاقي والانتماء. القيام بهذا الواجب ضروري للحفاظ علي هذه المؤسسات العامة.>>>هذه القضية المهمة شغلتني وأنا اتابع ما دار في اللقاء الذي اجراه الاعلامي تامر أمين مع المهندس إبراهيم مناع وزير الطيران المدني في برنامج »مصر النهارده« بالتليفزيون المصري يوم الأحد الماضي . تركزت الاسئلة والإجابات حول عدد من المشاكل التي تواجه معظم أنشطة هذا القطاع والتي يعد التعرض لها جزءا من الهوجة التي صاحبت حالة الفوضي والانفلات السائدة حاليا في كل مرافق الدولة . اثارني بحق هذا الهدوء الذي كان سمة تعامل وزير الطيران مع كل ما تم طرحه من أسئلة واستفسارات. فند بالأرقام والمستندات ما يتم اشاعته من اتهامات والتي شملت عملية تنفيذ مشروع مبني المطار رقم ٣ سواء من ناحية التمويل أو المناقصات مؤكدا إشراف البنك الدولي علي كل الخطوات باعتباره جهة التمويل. أكد سلامة الإجراءات فيما يتعلق بأنشطة مصر للطيران وما حققته من أرباح حقيقية تشهد بها تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات. أشار إلي الانجازات التي تحققت من خلال عملية تحويل مؤسسة مصر للطيران إلي شركة قابضة تتفرع منها شركات متعددة استطاعت بالإدارة السليمة ان تُعظّم الايرادات والأرباح. نفي كل ما يتردد عن خسائر لحقت بمشروع مطار القاهرة مشيرا إلي أن أرباحه رغم توسيع قاعدة العاملين بصورة كبيرة بلغت حوالي المائتي مليون جنيه في ميزانية العام الماضي. حرص علي ان يؤكد ان طائرة الرئاسة التي كان يستخدمها الرئيس السابق حسني مبارك موجودة في »هنجر« الصيانة بمطار القاهرة تحت إمرة رئاسة الجمهورية. تحدث عن الأعمال الإنشائية في مطار شرم الشيخ . قال أنها استهدفت خدمة حركة السياحة المتصاعدة.ما استطيع ان أقوله تعليقا علي ما تناوله هذا الحوار ان المهندس مناع استطاع ومن خلال اعتماده علي لغة الارقام التي لا تكذب ان يقنعني بكل ما قال. من المؤكد أنه اقنع المشاهدين أيضا بسلامة وعظمة انجازات الطيران المدني التي تحققت تحت قيادة الفريق أحمد شفيق عندما كان وزيرا للطيران المدني قبل ان تُسند إليه رئاسة الحكومة في فترة الأيام العصيبة التي أعقبت ثورة ٥٢ يناير.موقف غير ودي من جانب موسكو؟!هناك توافق دولي علي دعم الأوضاع الاقتصادية المصرية التي تأثرت بالجوانب والمظاهر السلبية التي صاحبت فعاليات ثورة الشعب من أجل الإصلاح والتغيير. استهدفت هذه التوجهات الدولية المساعدة علي عبور هذه المرحلة الصعبةاقتصاديا من حياة الثورات.. كانت المفاجأة غير المتوقعة قيام بعض الدول الصديقة باتخاذ مواقف تتناقض تماما مع ما تتطلبه روح الصداقة الحقة ومشاعر التعاطف مع الثورة .هذا الاتجاه الغريب والمثير تبنته وللأسف الشديد دولة روسيا التي تربطها بمصر صداقة قديمة . تجسد ذلك في اصرارها علي استمرار فرض حظر سفر السياح الروس إلي مصر علي عكس العديد من الدول التي قامت برفع هذا الحظر جزئيا خاصة إلي بعض مقاصدنا السياحية. يأتي التمسك بهذا الموقف غريبا علي ضوء الادراك بانعكاساته السلبية علي المصالح الاقتصادية المصرية.وخلال زيارته لموسكو لحضور معرضها السياحي حرص منير فخري عبدالنور وزير السياحة المصري علي اثارة هذه القضية مع المسئولين الروس ولكنهم تجنبوا إعطاء أي وعد أو اشارة تتسم بحسن النية تجاه مصر.. قالوا ان هناك فرصة لمراجعة وبحث هذا الأمر مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي عند زيارته لمصر والتي تمت هذا الاسبوع. ولكن ما زاد من غرابة موقف روسيا غير الودي ان وزير الخارجية وخلال لقاءاته مع المسئولين المصريين وفي مقدمتهم المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وكذلك وزراء الخارجية والتعاون الاقتصادي والسياحة تعمد عدم الافصاح عن أي بادرة تتعلق بإمكانية رفع الحظر عن حركة السياح الروس إلي مصر!! وكما هو معروف فإن مصر استقبلت في العام الماضي ٨.٢ مليون سائح روسي وهو ما يعني الولع الشديد والعشق المتصاعد بقضاء اجازاتهم بها. أخشي ان ينظر البعض إلي تعامل موسكو المتعنت مع هذه القضية باعتباره موقفا سلبيا تجاه الثورة المصرية؟!
Comments